قبل حوالى 62 عامًا أصيب الفنان الكبير يوسف وهبى بكسر فى إحدى ساقيه، واضطر للاعتماد فى حركته على عكاز، ونصحه الأطباء فى مصر بالسفر إلى لندن، وتحديدًا مستشفى سان جورج للخضوع لعلاج طبيعى بالتدليك والتمرينات الرياضية، لإعادة ساقه إلى حالتها الطبيعية. وقبيل سفره التقاه الكاتب الصحفى الراحل حامد سليمان، وأجرى معه حوارًا سريعًا بينما كان الفنان الكبير على فراش المرض.. وبمناسبة مرور 122عامًا على ذكرى ميلاد يوسف وهبي، نعيد نشر ذلك الحوار بتصرفٍ محدود فى السطور التالية: سألنا يوسف وهبى: لماذا ستطير إلى لندن؟ - فقال وهو يغتصب الابتسامة من فمه: لأتخلص من العكاز. ألم يكن من الممكن التخلص منه هنا؟ - الحقيقة هى أن الدكتور عبدالحى الشرقاوى الذى أشرف على علاجى، وقام بإجراء عملية جراحية فى ساقى، هو الذى اقترح سفرى إلى لندن لأعالج فى مستشفى اسان جورجب بالذات. وهل ستجرى فى لندن عمليات جراحية أخرى فى ساقك؟ - لا مفيش عمليات ولا حاجة، كل ما هنالك هو أن هذا المستشفى متخصص فى عمليات التدليك والتمرينات الرياضية التى تساعد المرضى من أمثالى على تقوية أعصابهم، وأنا شخصيًا قال الأطباء إن أعصاب ساقى قد ضعفت وأنها فى حاجة إلى تمرينات خاصة وتدليكات مستمرة لإعادتها إلى حالتها الطبيعية. ويقول يوسف وهبى إن جميع أعماله الفنية قد توقفت على إثر إصابته بهذا الكسر فى ساقه. ولما سألناه: ما هو آخر عمل قمت به؟ - قال الفنان الكبير: إخراج مسرحية يد الله للتلفزيون، وهى واحدة من أحسن المسرحيات التى قمت بإخراجها فى حياتى الفنية. وهل عرضت فى التلفزيون؟ - لم تُعرض بعد. وسكت يوسف وهبى ليستجمع قواه بعد هذا الحديث، لكننا لم نرحمه فى مرضه، وعدنا نقول له: لقد لاحظنا فى الأيام الأخيرة أنك قد وجهت معظم نشاطك، إن لم يكن كله إلى الإذاعة والتلفزيون، فهل ستترك السينما؟ وانفعل يوسف وهبى بهذا السؤال، وحاول أن يقوم من فراشه، لكن ساقه المكسورة كانت دائمًا تمنعه. وسمعناه وهو يقول بحماسة: أبدًا، كل ما هنالك أننى وجدت التلفزيون فى حاجة إلى تكاتف جهود جميع الفنانين لمساندته، وكان أن اقترحت ولا يزال اقتراحى محور أبحاث ومناقشات طويلة أن تقوم الدولة بإنشاء وزارة للفنون، للإشراف على إنتاج الفنانين وتوجيههم التوجيه القومى السليم. وكيف تتعامل مع التلفزيون؟ - أنا أقوم بإنتاج روايات ومسرحيات خاصة، يعنى أتحمل جميع نفقات الإنتاج ثم أصبحُ أنا والتلفزيون شركاء فى استغلال هذه الأفلام. وبادرنا نقول له: إذن فأنت تعتبر أول منتج للتلفزيون؟ - تقريبًا. ولماذا اخترت طريق الإنتاج التليفزيونى؟ - إن إنتاج الأفلام للتلفزيون ليس بدعة، لأن معظم البرامج والأفلام التلفزيونية الناجحة فى الخارج خاصة فى أمريكا اليوم يقوم أصحابها بإنتاجها خارج نطاق التليفزيون، ثم يبيعونها بعد ذلك إلى شركات التلفزيون. وفى رأيى أن اتباع هذا النظام يمكن أن يرفع من مستوى الأفلام والروايات والمسرحيات التى تُقدّم للتلفزيون. وفى رأى الفنان الكبير، أن مثل هذا الأمر سيساعد على اختيار أحسن إنتاج، كما أنه سيوجد فرصًا كثيرة للتنافس بين المنتجين على العمل الممتاز الذى يقبله التلفزيون ويستسيغه الجمهور. وكم رواية أنتجتها للتلفزيون حتى الآن؟ - رد الفنان الكبير وهو يتقلب فى فراش مرضه: 18 رواية منها رواية رجل الساعة، وانتقام المهراجا، والاستعباد، والبؤساء، وأخيرا يد الله. وفى لندن سيغيب يوسف وهبى عدة أسابيع، حيث سيبقى تحت الملاحظة والعلاج، وسيقوم الإخصائيون بتدليك مكان ساقه المكسورة. ولم نبق معه فى حجرته طويلًا، وأسرعنا نقول له: وما هو أول عمل ستقوم به بعد عودتك إن شاء الله؟ - سأواصل إنتاج روايات التلفزيون، كما أننى سأبدأ فى تنفيذ العقد الكبير الذى وقعته مع إحدى شركات السينما فى المغرب العربى لإنتاج بعض الأفلام السينمائية. أى عقد؟ - سأقوم بالإشراف على إنتاج ثلاثة أفلام فى السنة الواحدة، وستكون كلها من إنتاجى. (اآخرساعة 22 أغسطس 1962) اقرأ أيضا : من يوسف وهبي ل درة.. فنانون على كرسي المخرج