ربنا يكون فى عون كل بيت لديه طالب فى الثانوية العامة يخوض ماراثونًا طويلًا مكلفًا ماديًا ومرهقًا نفسيًا من قبل بداية العام الدراسى وحتى آخر امتحان وبعد ظهور النتيجة ومعرفة كل طالب لدرجاته يبدأ ماراثون من نوع آخر يدخله الطالب ومعه أسرته لتحديد وجهته لاستكمال مشواره التعليمى. وحسب النظام المعمول به، فإن المجموع ومكتب التنسيق هما من يتوليان تحديد مصير الطالب، وأتمنى أن يأتى الوقت الذى تضاف إليهما معايير أخرى للالتحاق بالجامعات. وعلى مدار عقد من الزمن، حدثت طفرة فى البنية التحتية للتعليم الجامعى بمصر بزيادة عدد الجامعات الحكومية إلى 26 جامعة منتشرة بطول البلاد وعرضها. وإنشاء الجامعات الخاصة والاهلية التى وصل عددها إلى 26 جامعة خاصة و20 جامعة أهلية، وأتمنى أن تستوعب هذه الجامعات جميع الناجحين فى الثانوية العامة باختلاف مجاميعهم. هذا الجهد المبذول من الدولة لتيسير سُبل الالتحاق بالجامعة لكل طالب مع استحداث تخصصات أكاديمية وبرامج دراسية تتماشى مع التطور التكنولوجى غير المحدود وزيادة جودة العملية التعليمية.. لابد أن يتواكب معه تغيير فى ثقافة المجتمع والأسر المصرية التى تعتبر أحيانًا نوعية الدراسة نوعًا من التفاخر الاجتماعى وإذا كان مكتب التنسيق يوفر للطالب مكانًا بالجامعة وفقًا للمجموع لتحقيق العدالة المطلقة.. لكنه لا يستطيع أن يحدد طريق المستقبل للطالب أو يضمن له حياة عملية ناجحة ولكن المستقبل والنجاح فيه بيد الله أولًا وبمجهود الطالب وتخطيطه ثانيًا. ولكل ناجح فى الثانوية العامة اجعلها بداية.. لو دخلت كليتك المفضلة حافظ على تفوقك وواصل اجتهادك وتميزك، أما إذا دخلت كلية لم تكن وفقًا لرغبتك، حاول أن تكتشف نفسك وتحب ما تدرسه واستفيد من العلم الذى تتلقاه ودائمًا الحياة تعطى فرصة ثانية. النجاح فى الحياة جزء منه النجاح التعليمى ويتضافر معه مهارات اجتماعية وسلوكية وإبداعية تشكل منظومة النجاح.