منذ بدء الحديث عن المفاوضات حول الحرب العنيفة على قطاع غزة، أبدت دولة الاحتلال الإسرائيلي مرونة أقل، وخاصة في المحادثات الأخيرة بشأن صفقة وقف إطلاق النار، حيث طرحت دولة الاحتلال 5 مطالب جديدة في المحادثات التي عقدت نهاية يوليو الماضي. وثائق "نيويورك تايمز" وحسب وثائق كشف عنها صحيفة "نيويورك تايمز"، فإنه "على النقيض من التصريحات العلنية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي اتهم فيها حماس بتأخير الاتفاق، تبين أن إسرائيل أضافت مطالب جديدة إلى المفاوضات. وهناك شكوك أيضاً حول مدى استعداد حماس للتوصل إلى تسوية بشأن القضايا الأساسية، بعد أن قدمت هي أيضاً مطالبها الخاصة وأصرت على نقاط معينة، منها المطالبة بإدخال تعديلات واسعة النطاق على المسودة، وبالتالي فإن الوضع معقد على الجانبين، حيث تتبنى كل من إسرائيل وحماس مواقف متشددة بشأن بعض القضايا، وفق "يديعوت أحرنوت" العبرية. شروط جديدة وأظهرت الوثيقة التي تم تقديمها للوسطاء من مصر والولايات المتحدة وقطر قبل وقت قصير من قمتهم في روما مع رئيس الموساد الإسرائيلي ديدي بارنيا في 28 يوليو، تضمنت عددا من الشروط الجديدة، من بين أمور أخرى. ووفق الوثيقة، فقدمت إسرائيل خريطة لإعادة الانتشار الجيش الإسرائيلي الذي بموجبه ستبقى قوات الجيش الإسرائيلي هي المسيطرة على الحدود الجنوبية لغزة، وهو استثناء لم يتم تضمينه في الاقتراح الإسرائيلي المقدم في مايو، كما أظهرت الوثيقة مرونة أقل فيما يتعلق بعودة الفلسطينيين النازحين إلى منازلهم في شمال غزة بعد وقف الأعمال العدائية. ووفقا لمسؤولين كبيرين تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما، فإن بعض أعضاء فريق التفاوض الإسرائيلي يخشون من أن الإضافات الجديدة تعرض الاتفاق للخطر، وقامت التايمز بفحص الوثائق والتأكد من صحتها مع مسؤولين من إسرائيل والأطراف الأخرى المشاركة في المفاوضات. موثوقية الوثائق وردا على ما نشرته "نيويورك تايمز"، لم يشكك مكتب نتنياهو في موثوقية الوثائق التي استندت إليها، لكنه نفى بشدة المزاعم بأن إسرائيل قدمت شروطا جديدة في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وزعم المكتب أن رسالة 27 يوليو لم تقدم مطالب جديدة، بل توضيحات جوهرية لمقترح 27 مايو ووفقاً لمكتب نتنياهو، فإن حماس هي التي طالبت بإجراء 29 تغييراً على الاقتراح الأصلي، وهو ما رفض نتنياهو قبوله، وشدد في اجتماع مع وزراء الحكومة عقد في 4 أغسطس على أن إسرائيل لم تضيف مطلباً واحداً إلى المخطط، وأن حماس هي التي طالبت بالعديد من التغييرات، وفق مزاعمه. صورة أكثر تعقيدا ومع ذلك، فإن الوثائق التي كشفت عنها الصحيفة الأمريكية تظهر صورة أكثر تعقيدا، مشيرة إلى أنه في رسالة التي قدمتها إسرائيل إلى الوسطاء بتاريخ 27 يوليو، أضافت 5 تحفظات جديدة على المخطط الأصلي. وبينما خففت إسرائيل مطالبها بإجراء عمليات التفتيش الأمني في اقتراح مايو أعادت رسالة يوليو المطالبة ب"التنفيذ المتفق عليه" لعمليات التفتيش هذه، فيما ادعى "نتنياهو" مؤخرا أن حماس غير مستعدة للسماح بآليات التفتيش لمنع مرور الذخائر إلى شمال قطاع غزة، وأن الحركة مهتمة بإعادة بناء قدراتها العسكرية. اهتمام بإحراز تقدم لكن مسؤولين إسرائيليين كبارا يعتقدون، رغم اتفاقهم من حيث المبدأ مع نتنياهو على أنه كان من الجيد لو أجريت مثل هذه الاختبارات، أن الصفقة لا ينبغي أن تتأجل بسبب هذه النقطة، وهم مهتمون بإحراز تقدم سريع نحو إطلاق سراح المحتجزين. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية أن تلك الوثيقة تسلط الضوء على الوضع المعقد والفجوات بين التصريحات العلنية والتحركات خلف الكواليس، ويثير تساؤلات حول فرص تحقيق تقدم ملموس في المفاوضات المقبلة قبيل القمة المرتقبة الخميس.