في تطور مثير على ساحة الحرب الروسية الأوكرانية، شنت قوات كييف هجوماً مفاجئاً عبر الحدود على منطقة كورسك الروسية، مما وضع موسكو في موقف حرج وكشف عن نقاط ضعف في استراتيجيتها الدفاعية، في هذا الصدد سلطت صحيفة نيوزويك الضوء على تداعيات هذا الهجوم وردود الفعل الروسية، استناداً إلى تحليلات حديثة. الهجوم الأوكراني يربك الحسابات الروسية بدأت أوكرانيا هجومها المفاجئ على منطقة كورسك الروسية الحدودية في وقت مبكر من يوم الثلاثاء الماضي، ووفقاً لنيوزويك، تعد هذه المرة الأولى التي تقوم فيها القوات النظامية الأوكرانية بمثل هذه العملية، حيث كانت الغارات السابقة تُنسب إلى مجموعات روسية موالية لكييف. وأشار التقرير إلى أن روسيا سارعت بنقل تعزيزات إلى الحدود، بما في ذلك قوات من مواقع أخرى داخل أوكرانيا. هذا التحرك السريع يعكس مدى جدية التهديد الذي تشكله هذه العملية على الأمن القومي الروسي. إجراءات روسية عاجلة وإخلاء واسع النطاق في رد فعل سريع على الهجوم الأوكراني، اتخذت السلطات الروسية سلسلة من الإجراءات العاجلة، إ ذ ذكرت نيوزويك أن الحاكم المؤقت لمنطقة كورسك، أليكسي سميرنوف، أعلن حالة الطوارئ يوم الأربعاء. وبحلول يوم السبت، تم إجلاء أكثر من 76,000 شخص من المنطقة، وفقاً لما أعلنته الحكومة الروسية. "عملية مكافحة الإرهاب" الروسية أطلقت موسكو ما وصفته ب "عملية مكافحة الإرهاب" في عدة مناطق حدودية كجزء من جهودها لصد القوات الأوكرانية، وأوضحت نيوزويك أن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB)، الوريث الرئيسي لجهاز الKGB السوفيتي السابق، يقود هذه العملية. وأشار معهد دراسة الحرب (ISW) الأمريكي، وفقاً لنيوزويك، إلى أن الجهاز سيعمل جنباً إلى جنب مع العديد من المنظمات الأخرى، بما في ذلك الجيش الروسي ووزارة الداخلية والحرس الوطني. كما أفادت التقارير بأن القوات الخاصة الشيشانية من بين القوات التي تقاتل أوكرانيا في كورسك. تعقيدات القيادة تضعف الاستجابة الروسية يرى معهد دراسة الحرب أن الهيكل القيادي "المعقد" الذي يضم جهاز الأمن الفيدرالي والقوات الأخرى المتعاملة مع التوغل الأوكراني "قد يقلل من فعالية الاستجابة الروسية". وأضاف المعهد، حسبما نقلت نيوزويك: "من المرجح أن يكون هناك احتكاك وعقبات بيروقراطية بين جهاز الأمن الفيدرالي والهياكل الأخرى." مخاطر وفرص كشف تحليل معهد دراسة الحرب أن روسيا تبدو متجنبة لسحب الكثير من المقاتلين من القوات الحيوية لتقدمها البطيء ولكن الثابت شرق مستوطنات دونيتسك في بوكروفسك وتوريتسك. وأضاف المعهد أن الخطوط الأمامية حول هاتين المدينتين الاستراتيجيتين كانت نقاط ساخنة للقتال في الأسابيع الأخيرة. وحذر المعهد من أنه إذا اختارت موسكو الإبقاء على المقاتلين الموجودين حالياً في كورسك في المنطقة على المدى القصير إلى المتوسط، فمن المرجح أن تزداد مشاكل سلسلة القيادة سوءاً. وأضاف: "هذه القرارات يمكن أن تقدم نقاط ضعف وفرص يمكن للقوات الأوكرانية استغلالها." رد فعل أوكراني حذر وغامض وفقاً لتقرير نيوزويك، تجنبت أوكرانيا إلى حد كبير تأكيد أي تفاصيل حول عملية كورسك، مكتفية بالإشارة بشكل غامض إلى التوغل لعدة أيام. ومع ذلك، يوم السبت، بدا أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يشير بشكل مباشر إلى الدفع داخل الأراضي الروسية للمرة الأولى، واصفاً المحادثات مع رئيس الجيش الأوكراني، الكولونيل جنرال أولكسندر سيرسكي، حول "الإجراءات لدفع الحرب إلى أراضي المعتدي." تداعيات الهجوم وردود الفعل الروسية على الرغم من أن الأهداف الدقيقة لأوكرانيا من التوغل في كورسك غير واضحة، إلا أن روسيا أُجبرت بالفعل على تحويل الموارد إلى المنطقة. وذكرت وزارة الدفاع الروسية في وقت مبكر من يوم الأحد أن دفاعاتها الجوية دمرت 14 طائرة بدون طيار وأربعة صواريخ تكتيكية من طراز توشكا-يو فوق منطقة كورسك الحدودية. وفي تطور آخر، أفاد الحاكم المؤقت سميروف أن صاروخاً أوكرانياً تم إسقاطه سقط على مبنى متعدد الطوابق في مدينة كورسك ليلاً، مما أدى إلى إصابة 13 شخصاً. وفي بيان منفصل نقلته وسائل الإعلام الروسية الرسمية يوم الأحد، قال وزير الصحة ميخائيل موراشكو إن 69 شخصاً أصيبوا في قصف على منطقة كورسك ويتلقون العلاج في المستشفى.