في تطور مثير قد يغير مسار السباق الرئاسي الأمريكي، كشف استطلاع رأي حديث أجرته صحيفة نيويورك تايمز وكلية سيينا عن تقدم نائبة الرئيس كامالا هاريس على حساب الرئيس السابق دونالد ترامب في ثلاث ولايات متأرجحة رئيسية. وهذا التحول في الرأي العام يأتي بعد أشهر من تراجع الديمقراطيين في استطلاعات الرأي، مما يشير إلى تغير محتمل في ديناميكيات السباق الانتخابي قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات الرئاسية. اقرأ أيضًا: نيويورك تايمز: استطلاعات الرأي.. «هاريس» غيرت سباق الرئاسة بشكل جوهري هاريس تتصدر في الولايات المتأرجحة وفقًا لتقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، أظهر الاستطلاع الجديد تقدم هاريس على ترامب بأربع نقاط مئوية في ولايات ويسكونسن وبنسلفانيا وميشيجان، إذ حصلت على 50% مقابل 46% لترامب، وتعتبر هذه الولايات الثلاث حاسمة في تحديد نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وأجري الاستطلاع في الفترة من 5 إلى 9 أغسطس، أي في الأسبوع الذي أعلنت فيه هاريس اختيار تيم والز، حاكم ولاية مينيسوتا، كمرشح لمنصب نائب الرئيس على التذكرة الديمقراطية. تغير في المشهد السياسي يشير هذا الاستطلاع إلى تحول كبير في المشهد السياسي الأمريكي منذ انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي وتأييده لهاريس، وكان هذا القرار قد اتخذ وسط مخاوف متزايدة بشأن الحالة الصحية والإدراكية لبايدن البالغ من العمر 81 عامًا. وتجدر الإشارة إلى أن استطلاعات الرأي السابقة كانت تظهر إما تعادلاً بين بايدن وترامب أو تقدمًا طفيفًا لترامب، لكن الاستطلاع الجديد يقدم مؤشرًا واضحًا على تغير الاتجاهات في الولايات المتأرجحة الحاسمة. نظرة الناخبين لهاريس وترامب وفقًا للاستطلاع، ينظر الناخبون المسجلون إلى هاريس على أنها أكثر ذكاءً وصدقًا وأكثر أهلية من الناحية المزاجية لإدارة البلاد مقارنة بترامب، ما قد يكون عاملاً حاسمًا في تفسير تقدمها في استطلاعات الرأي. وتشير صحيفة الجارديان إلى أن 60% من الناخبين المستقلين، الذين يلعبون دورًا رئيسيًا في تحديد نتيجة الانتخابات، أعربوا عن رضاهم عن خيارات المرشحين الرئاسيين، مقارنة ب 45% في مايو الماضي. في ولاية بنسلفانيا، التي فاز فيها بايدن بفارق ضئيل عن ترامب قبل أربع سنوات، ارتفعت نسبة التأييد لهاريس بمقدار 10 نقاط منذ الشهر الماضي بين الناخبين المسجلين، ما يشير الى مؤشرًا مهمًا على تغير المزاج العام في هذه الولاية الحاسمة. ردود الفعل من معسكر ترامب من المتوقع أن تثير نتائج هذا الاستطلاع غضب ترامب، الذي تميزت فعالياته الحملة الانتخابية الأخيرة بالغضب والاستياء من التحول السريع في الزخم منذ اختياره للسيناتور جي دي فانس كمرشح لمنصب نائب الرئيس. وفي رد فعل على الاستطلاع، صرح توني فابريزيو، كبير محللي استطلاعات الرأي في حملة ترامب، لصحيفة نيويورك تايمز بأن هذه الاستطلاعات "قللت بشكل كبير من دعم الرئيس ترامب"، مشيرًا إلى استطلاعات أجريت قبل انتخابات 2020 والتي بالغت في تقدير هامش فوز بايدن. التحديات المتبقية أمام هاريس رغم التقدم الذي أحرزته هاريس، لا تزال هناك تحديات أمامها، إذ وجد الاستطلاع أن 60% من الناخبين المسجلين يعتقدون أن ترامب لديه رؤية واضحة للبلاد، مقارنة ب 53% فقط عندما سُئلوا عن هاريس. كما أن ترامب لا يزال متقدمًا فيما يتعلق بالثقة في التعامل مع الاقتصاد والهجرة - وهما اثنان من القضايا الرئيسية الثلاث للناخبين وفقًا للاستطلاعات. نقاط القوة لهاريس ومع ذلك، تتمتع هاريس بميزة كبيرة على ترامب فيما يتعلق بقضية الإجهاض، حيث تتقدم عليه بفارق 24 نقطة، ويأمل الديمقراطيون أن تساعد هذه القضية في حشد الناخبين في الولايات المتأرجحة الرئيسية مثل أريزونا وويسكونسن. كما يُنظر إلى هاريس بشكل أكثر إيجابية فيما يتعلق بقضية الديمقراطية مقارنة بترامب، الذي لا يزال يواجه اتهامات تتعلق بدوره المزعوم في تقويض نتائج انتخابات 2020 وأحداث 6 يناير في واشنطن