ومن الحب ما قتل، ومن الخيانة أيضًا ما زهق الأرواح، وتلك قصة جريمة هى الأولى من نوعها فى صعيد مصر، وقعت أحداثها قبل نحو 63 عامًا، بإحدى قرى محافظة أسيوط، حين وقعت امرأة متزوجة فى غرام رجل تقدم لخطبة ابنتها لكنها أعجبت به وقررت أن تستحوذ عليه لنفسها، ودخلت معه فى علاقة محرمة، انتهت القصة بقتل الزوج، والحكم على العشيق بالإعدام، وعلى الزوجة الخائنة بالسجن المؤبد.. تفاصيل الجريمة التى هزت الصعيد وقتذاك نشرتها «آخرساعة» عام 1960 ونعيد نشرها بتصرف محدود فى السطور التالية: الثأر وحده هو الذي يحكم جميع الجرائم فى الصعيد، ولكن الحب تدخل لأول مرة ونسج خيوط جريمة فى قرية بانوب التابعة لمركز ديروط، وصدر الحكم فى أول قضية حب: إعدام العشيق والسجن المؤبد للزوجة الخائنة. إن قضية سميحة وكامل يتكلم عنها كل بيت فى الصعيد الآن، وتفاصيلها تكاد تكون أغرب من الخيال فى نظر أهل الصعيد الذين تعودوا جرائم الثأر فقط. بدأت الجريمة بعد أن تزوجت سميحة فرج بعشرين سنة.. فجأة وبعد هذا الصبر، بدأ قلبها يعرف معنى الحب عند أول لقاء مع كامل أخنوخ.. كان كامل نفس الشاب الذى راود أحلامها حينما كانت فى السادسة عشرة من عمرها، وبدأ العشيق يهمس فى أذن الزوجة بكلمات الإطراء والإعجاب: «إنتِ جميلة.. إنتِ ليّ وحدي.. إنتِ حبى وعمري». شعرت الزوجة بميل شديد نحو العشيق.. وجذبت كلماته الحلوة أذنيها، وبدأت تتردد عليه فى منزله، وكانت تنتهز كل فترة يقضيها زوجها فى خارج المنزل لتذهب إليه.. وأحس الزوج بسلوك زوجته، وقرّر البقاء في البيت طول الوقت.. وتضايقت الزوجة، ووضعت خطتها للانتقام منه حتى تستطيع أن تتزوج عشيقها. وبدأت تفكر، وأخيرًا وجدت الحل.. قدمت له السم فى الطعام، فشعر زوجها بمغص شديد ونُقِل إلى المستشفى.. وهناك تمكّن الأطباء من إنقاذه، ولم تُكتَشف جريمتها. وبعد أيام من شفائه بدأت الزوجة تفكر من جديد.. ذهبت إلى عشيقها واتفقت معه على ذبح زوجها ثم دفنه فى المصرف، وقالت له عندما ينتهى الأمر سأتزوجك. ◄ اقرأ أيضًا | جرائم زمان.. أغرب قصة حب انتهت بجريمة قتل وفي الساعة الثانية عشرة مساءً، كان العشيق يختبئ فى غرفة بالمنزل، ولما حضر الزوج أحضرت له الزوجة طعام العشاء كالمعتاد، وبعد أن انتهى من طعامه ذهب إلى غرفة النوم. وفي الساعة الثانية صباحًا، قام العشيق والزوجة بذبح الزوج وإلقاء جثته فى مصرف مجاور للبلدة. وفي الصباح اكتُشِفت جثة الزوج، وتم إلقاء القبض على الزوجة، وأمام المحقق اعترفت بكل شيء.. قالت فى التحقيق: «كنت أريد الزواج من كامل أخنوخ، لقد أحببته من كل قلبى عندما جاء ليخطب ابنتي، كنت أريده وحدي.. اتفقت معه على قتل زوجي، ونفذنا الجريمة، ولكننا لم نتزوج». انتهت اعترافات الزوجة، واعترف العشيق وقال: «كنت أتردد على منزل الأسرة، نشأت بينى وبين زوجة القتيل علاقة غير شريفة، وطلبت منى التخلص من زوجها، وكلفتنى بشراء مادة التوكسافين، لتضعها لزوجها فى الطعام ونفذت جريمتها ولكن زوجها لم يمت، فأشرتُ عليها بوضع مادة صدأ النحاس الذى أحضرته لها، ولم تفلح أيضًا هذه الوسيلة، وأخيرًا اتفقت معها على قتل زوجها». واجتمع العشيق والزوجة فى قفص الاتهام، وبدأت محكمة جنايات أسيوط برئاسة المستشار عبداللطيف أحمد هاشم، وعضوية الدكتور عبدالعزيز صبري، والمستشار محمد صادق، نظر هذه القضية، وقال رئيس المحكمة للزوجة المتهمة: ◄ هل اشتركت في قتل زوجك؟ قالت: نعم، فقد كنت أحب كامل أخنوخ. ◄ هل اشترك معك؟ نعم هو الذى قتله. ◄ متى بدأت العلاقة بينكما؟ عندما تقدم لخطبة ابنتي. ولم تنكر الزوجة العشيقة حبها للقاتل، وكان العشيق ينظر إليها وهى تردد كلماتها وتقول: «إعدام.. إعدام». وعند مرافعة النيابة والدفاع، أصدر عضو المحكمة حكمه بإعدام المتهم كامل أخنوخ والسجن المؤبد للزوجة. خرجت الزوجة لتقضى بقية عمرها فى السجن، ونقل العشيق فى انتظار الإعدام بعد أن أسدل الستار على أول جريمة حب عرفها الصعيد. («آخرساعة» 20 أبريل 1960)