لم يكن حفل افتتاح أوليمبياد باريس وحده مثار انتقادات هذا التجمع العالمى الكبير، بل تعددت الانتقادات منذ بداية التحضيرات والتضييق على حركة سكان باريس، إلى مجريات المنافسات ويوميات المشاركين والمشجعين ومعاناتهم مع سوء الاستضافة والشكاوى من متاعب فى التغذية والراحة. أطرف الشكاوى هو ماتسبب فى انسحاب بلجيكى بسبب تلوث نهر السين حيث سحبت بلجيكا فريقها من منافسة «الترايثلون» المختلط فى أولمبياد باريس بعد مرض إحدى المتسابقات التى سبحت فى نهر السين. أما سبب الانسحاب والمرض فهو الأشد طرافة فى بلد النور فرنسا التى تسببت الأمطار الغزيرة طوال 24 ساعة وتزامنت مع حفل الافتتاح فى ظهور وانتشار سكان ثقلاء الظل هم 6 ملايين فأر غصت بهم مدينة الجن والملائكة عقب الأمطار الغزيرة التى هطلت على باريس خلال 48 ساعة التى تزامنت مع افتتاح الأوليمبياد. 1.2مليار دولار أنفقت قبل البطولة لتقليل مستوى التلوث،لكن هيهات فقد اتضح أن ذلك لم يحل المشاكل التى يعانى منها النهر الذى كانت السباحة فيه ممنوعة على سكان باريس قبل نحو قرن. باريس مدينة الموضة والفكر والفن لديها واحد من أكبر تجمعات القوارض فى العالم، تقارب ثلاثة أمثال عدد سكان العاصمة 2.2 مليون نسمة!. ويبدو أن تبريرات الفشل للمسئولين ليست شرقية فقط ،بل تتعدى الدول النامية إلى عاصمة الجن والملائكة التى أصبحت الجرذان جزءا من ديكورها وهى التى يقصدها 44 مليون زائر سنويا، كما غزت هذه القوارض شوارع باريس وباتت تنافس السكان والزائرين على حد سواء. وأكبر دليل على الفشل والخيبة الثقيلة هو ما أعلنته عمدة بلدية باريس آن هيدالجو فقد اقترحت السنة الماضية فى مساعيها لمواجهة الظاهرة، إنشاء لجنة لدراسة «التعايش» مع هذه الفئران!.