حتى لا نبالغ فى الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعى، وخاصة فيما يخص مساعدة البشر على الإبداع الأدبى والفنى، أجرت جامعة «يونيفرسيتى كوليج» فى لندن دراسة مثيرة لقياس مدى قدرة الذكاء الاصطناعى على مساعدة البشر على الإبداع. استعانت الدراسة بحوالى 300 متطوع ليسوا من الكتاب المحترفين، وتم تقسيمهم إلى 3 مجموعات لكتابة قصة من 8 جمل. لم تتلقِ المجموعة الأولى أية مساعدات من أدوات الذكاء الاصطناعى. بينما حصلت المجموعة الثانية على فكرة قصة من ثلاث جمل من أداة «تشات جى بى تى»، وتلقت المجموعة الثالثة حوالى 5 أفكار بواسطة الذكاء الاصطناعى. وبعد انتهاء المشاركين من كتابة قصصهم، قام متخصصون بقياس مدى الابتكار فيها، فأظهرت النتائج أن تأثير الذكاء الاصطناعى على تحسين الإبداع الفردى للكاتب لم يتجاوز 10٪ وتأثيره على تحسين بناء القصة والاستمتاع بها وصل إلى 22٪ أما على المستوى الجماعى فجاءت القصص المكتوبة بواسطة الذكاء الاصطناعى أكثر تشابهاً مع بعضها، لأن مؤلفيها انغمسوا كثيراً فى الأفكار المُقترحة عليهم. وهو ما يثير المخاوف، ويؤكد - كما تقول الدراسة - أن اعتماد الناس كثيراً على أدوات الذكاء الاصطناعى جعلهم يتجاهلون تطوير مواهبهم الإبداعية الخاصة فى الكتابة. وأوصت الدراسة كل من يريد الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعى بأن يسأل نفسه أولاً: كيف أستخدم هذه الأدوات فى عملى لتحقيق أقصى استفادة، مع الحفاظ على طابعى وإبداعى الشخصى والذى لن يتحقق إلا بالاستمرار فى تطوير مؤهلاتى. الذكاء الاصطناعى وحده.. لن يصنع الإبداع غ.ز