ربما هى الأكثر طرافةً وعجبًا تلك الأوليمبياد الباريسية، وبصرف النظر عن لقطات القطط والفئران وتصنيف المقيمين فى القرية بين قادرين ومحتاجين ومعدمين، إلا أن نصيبنا من الطرافة استوقفنى أكثر، عندما عرفت أن وفد الفروسية المصرى يتكون من فارس واحد ومعه 11 مرافقًا.. هنا مستحيل ألا تضحك بصرف النظر عن التوهان بين معلومات عن تمويل هذه الشلة، هل هى أموال دولة أم أموال خاصة بها.. ففى النهاية هؤلاء حَوَّلوا الجنيه إلى يورو ليسافروا فى حشدٍ غير مسبوق وراء لاعب واحد.. ثم من المستحيل بعد ذلك ألا تقهقه عندما يقرر الفارس أن ينسحب من المنافسة لأن الحصان «تعبان شوية».. الأمر الذى تغرق معه فى هستيريا الضحك والناس حولك مختلفون مابين الدهشة من هذه التصرفات، وبين تقدير عواطف الرفق بالحيوان.. ومن حينٍ لآخر تكتشف أن لاعبين أخذوا معهم الأهل والأحباب على اعتبار أن مصايف باريس لاتكلف كثيرًا عن مصايف محلية ارستقراطية.. عمومًا كل هذا لايعنينا، فهى حرية شخصية وكل واحد وفلوسه.. لكن هل هذه الحرية لها قواعد مجتمعية ووطنية وأخلاقية، وهل لها أيضًا قواعد قانونية بحيث يوجد فى بيئتنا مَن يقول لهؤلاء ''بتعملوا إيه؟''.. وأعود للفروسية وأتساءل، هل من حق الفارس أن يتخذ قرارًا فرديًا فى شأنٍ عام مصري.. يعنى هل من اللطيف أيضًا أن يتعاطف أى بطل مع أى شيء يحبه أصابه مكروه فيربطه بمهمة وطنية الإجابة لكم.. وأنا أعرفها.