بعض الناس لا يشترون ورقة اليانصيب وينتظرون أن يكسبوا الجائزة الأولى «البريمو»، فى تخيلى هم أشبه بالذين يريدون أن يصلوا إلى القمر بغير أن يركبوا الصاروخ!! لابد من أن تدفع لتأخذ، ولابد أن تخلص وتتعب وتكافح وتصمد وتثابر وتعمل بحب وتفانٍ من أجل أن تصل وتعلو وتسمو إلى قمة جبل النجاح.. وفى التجربة الأوليمبية المبهرة التى يقدمها عازف الإبداع الكروى ميكالى قائد أحلام مصر الكروية، شاهدت وعشت لحظة بلحظة كيف بنى هذا الرجل المخلص جيلًا من العدم؟! وذلك بمساعدة قوية ومباشرة من محمد بركات المشرف على المنتخب الذى تفوق على نفسه كعادته عندما كان ينتزع الآهات وهو نجم أسطورى يحرز الأهداف ويقتنص البطولات، وساعده على ذلك كثيرًا تلك الصلاحيات المُطلقة التى منحها له الرجل الصعيدى نظيف اليد والقلب جمال علام رئيس اتحاد الكرة الذى يحسب له أن فترة ولايته الكروية الثانية شهدت ميلاد جيل الحلم والمستقبل الذى وضع مصر ضمن الأربعة العظماء فى العالم الأوليمبى، كما نجح من قبل فى أن ولايته الأولى للاتحاد منذ عشرة أعوام شهدت استقدام كوبر المدير الفنى الأسبق الذى قاد مصر للمونديال عام 2018 بعد غياب دام نحو 28 عامًا، وهذا الإنجاز يُحسب بشكل عام ل د.أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة الداعم الحقيقى للمنتخب منذ أن كان فى دائرة الظل، والذى سجل إعجابه بعبقرية ميكالى منذ أن رآه قبل عامين..«كتيبة ميكالى» التى تضرب ولا تُبالى فى الأوليمبياد فقد شهدت مراحل تكوينها أنفاسًا تحترق، وعرقًا غزيرًا يتساقط، وعقبات تحطمت على صخرة الإرادة، وأحلاما سطرها لاعبون محاربون على جدران قلوبهم وجهاز فنى وإدارى وطبى وإعلامى لم يدخر جهدًا من أجل البناء.. محاربونا الليلة على موعد تاريخى مع فرنسا الرهيبة بجمهورها وإمبراطوريتها فى نهائى مبكر والكل يتساءل: ماذا سيفعل الفراعنة؟! فى تخيلى، مثل هذه الملحمة لن تكون نهايتها بسهولة وستكون فرحة كبيرة.. بانتظاركم أيها المحاربون.