يحبس الشرق الأوسط أنفاسه ترقبًا لرد إيران وحزب الله على الاغتيالات الأخيرة التى نفذتها تل أبيب وسط مخاوف من اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق فيما أرسلت الولاياتالمتحدة المزيد من التعزيزات العسكرية إلى المنطقة. أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، أمس أن الجيش الأمريكى رفع درجة الاستعداد لنشر المزيد من الدفاعات الصاروخية البرية فى منطقة الشرق الأوسط. وقالت الوزارة إن وزير الدفاع الأمريكي، لويد اوستن، أمر بإرسال سفن تابعة للبحرية ومدمرات وأسراب مقاتلات إضافية وعدد غير محدد من الطرادات والمدمرات البحرية الإضافية القادرة على اعتراض الصواريخ الباليستية، وإذا لزم الأمر، المزيد من أنظمة الدفاع الصاروخى الباليستى البرية. اقرأ أيضًا | من الضاحية الجنوبية إلى طهران| توابع زلزال استهداف الرؤوس الكبيرة وقال مسئول كبير فى البنتاجون إن بعض السفن الموجودة بالفعل فى غرب البحر الأبيض المتوسط سوف تتحرك شرقًا، أقرب إلى ساحل إسرائيل لتوفير المزيد من الأمن. وأجرى أوستن اتصالاً هاتفياً مع نظيره الإسرائيلى يوآف جالانت تعهد خلاله بالالتزام بدعم أمن إسرائيل. وناقش الوزيران «التهديدات المزعزعة للاستقرار التى تشكلها إيران وشركاؤها ووكلاؤها». وأكد أوستن أن التصعيد ليس أمراً لا مفر منه، مشيراً إلى أن جميع دول المنطقة ستستفيد من خفض التوترات بما فى ذلك من خلال استكمال اتفاق هدنة غزة. وأعلنت صحيفة «معاريف» العبرية عن حالة استنفار قصوى فى إسرائيل فى ضوء التقديرات التى تشير إلى أن خطوط الكهرباء والاتصالات ستكون هدفاً لرد إيران وحزب الله على اغتيال كل من رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية والقائد العسكرى فى الحزب اللبنانى فؤاد شكر. وأكدت الصحيفة تزويد مستشفيات كبيرة بالوقود وأجهزة توليد الكهرباء وإخلاء جراجات السيارات لاستخدامها كمستشفيات محصنة. كما أشارت إلى تزويد مستشفيات إسرائيلية بهواتف تعمل بالأقمار الاصطناعية للتعامل فى حال انقطاع الاتصالات. وذكرت الصحيفة أن السلطات الإسرائيلية بدأت أمس فى فتح الملاجئ فى عدد من المناطق، مثل تل أبيب وشارون وروش هاعين وكريات أونو. ومساء أمس الأول، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية توقف الموقع الإلكترونى الرسمى لمطار بن جوريون فى تل أبيب، بعد عطل فنى أصابه بسبب كثافة دخول المستخدمين لفحص رحلاتهم وذلك وسط التكهنات حول الهجوم الإيرانى المرتقب. جاء ذلك فى الوقت الذى توعد فيه المتحدث باسم لجنة الأمن القومى فى البرلمان الإيرانى إبراهيم رضائى إسرائيل برد قاس وساحق يجعلها تندم على جريمة اغتيال إسماعيل هنية، مؤكداً وجوب «محاسبة الأمريكيين». وقال إن «إيران لا تبحث عن التوتر لكن الصهاينة هم الذين يواصلون التصعيد بالتحريض على الحرب وأوصلوا كافة المفاوضات لإنهائها إلى طريق مسدود». وفى تصريحات لشبكة «سي.بي.إس» نيوز الإخبارية الأمريكية، قال المتحدث باسم البعثة الإيرانية الدائمة لدى الأممالمتحدة، إن رد حزب الله على اغتيال قائده العكسرى فؤاد شكر قد يشمل ضرب «أهداف مدنية وعسكرية أوسع وأعمق داخل إسرائيل». وأوضح أنه «حتى الآن، لدى حزب الله وتل أبيب تفاهم غير مكتوب لالتزام حدود معينة للعمليات العسكرية، واقتصرت أعمالهما على المناطق الحدودية، إلا أن الهجوم الإسرائيلى على الضاحية الجنوبية فى بيروت واستهداف مبنى سكنى شكل انحرافاً عن هذه الحدود». وتوقع أن «يختار حزب الله، فى رده، أهدافاً أوسع وأعمق فى إسرائيل، وألا يقتصر الرد على الأهداف والوسائل العسكرية فقط». فى المقابل، اعتبر السيناتور الأمريكى الجمهورى ليندسى جراهام أن أفضل طريقة لمنع التصعيد هو إظهار الاستعداد للهجوم على إيران، وأن تعريض مواقع النفط الإيرانية للخطر قد يغير سلوك طهران. من جهة أخرى، أعلنت السويد، أمس أنها ستغلق سفارتها فى بيروت ودعت مواطنيها إلى مغادرة لبنان فيما أعلنت الخطوط الجوية الكويتية تعليق رحلاتها من بيروت وإليها، اعتباراً من غد الإثنين إلى أجل غير مسمّى.