اغتيال إسرائيل لقيادة كبرى كإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحماس هو عمل يحمل فى طياته العديد من الرسائل الموجهة لعناوين مختلفة : العنوان الأول حماس ومفادها ان قواعد الاشتباك تغيرت وان استمرارهم فى المقاومة ورفضهم الاستسلام ينقل الصراع لمستوى جديد يهدد الصف الأول من قيادات الحركة ويجتزها من رؤوسها. العنوان الثانى ايران ومفادها اننا لا نخشاكم وقادرون على اختراق سيادتكم وسياجكم الأمنى فى الوقت الذى نريده. العنوان الثالث أذرع ايران فى المنطقة ومفادها ان طهران مخترقة وعاجزة أمنياً وغير قادرة على حماية حلفائها. العنوان الرابع خصوم إسرائيل ومفادها نستطيع الوصول اليكم فى أى مكان وزمان. العنوان الخامس الداخل الاسرئيلى ومفادها تقديم انتصار وهمى للشعب الاسرائيلى وطمأنته على استعادة تل أبيب لهيبتها الأمنية وقدرتها على ردع خصومها فى عقر دارهم. العنوان السادس المجتمع الدولى ومفادها ان اسرائيل لن يردعها شىء ولا يهمها ان تنزلق المنطقة لحرب إقليمية مدمرة. ومع وضوح كل هذه الرسائل يظل هناك العديد من التساؤلات التى تحتاج لاجابات من بينها مثلا : اذا كانت إسرائيل قادرة على اغتيال هنية لماذا لم تقدم على هذه الخطوة من قبل؟ لماذا انتظرت 10 شهور منذ اندلاع الحرب رغم ما يوفره لها هذا الاغتيال من تغطية على اخفاقاتها المتوالية ؟ وهل اغتيال هنية فى طهران الهدف منه فقط احراج ايران ام لأنها مخترقة السياج الأمنى الإيرانى بشكل يجعلها تستطيع التحرك بأريحية اكبر هناك؟ وهل معنى ذلك ان بإمكانها اصطياد رؤوس إيرانية كبرى اذا ارادت ؟ وهل لذلك اى دلالة على ضلوع إسرائيل فى مقتل الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسي؟ وهل سبب تجرؤ إسرائيل على ايران تهاون الأخيرة فى الرد بشكل مناسب على التجاوزات الإسرائيلية المتكررة والاختراقات الفادحة لأمنها.. وأخيراً هل ستنجح إسرائيل فى مسعاها لتوريط ايران فى حرب مباشرة.. والأهم الى أين سيأخذنا هذا الجنون ؟