قبل نحو 62 عامًا زارت مصر، فالانتينا نيولوفا، التي كانت أشهر ممثلة فى دولة التشيك وقتذاك، لحضور «أسبوع الفيلم التشيكي» فى القاهرة، وعلى هامش الزيارة، قامت بجولة فى بلادنا للتعرف عليها، ورغم انبهارها بالتاريخ والحضارة، فإنها قالت إن هدفها هو التعرف على مصر الحديثة وما فيها من تطوّر، كما التقت عددًا من الفنانين المصريين، منهم ماجدة وعماد حمدى وفاتن حمامة، والطريف أنها شربت كوب عصير برتقال بماء نهر النيل العظيم حتى تعود إلى مصر مجددًا، كما تقول الأسطورة.. الحكاية نشرتها «آخرساعة» فى تقرير نعيد نشره بتصرف محدود في السطور التالية: الشقراء التشيكية التى تزور القاهرة الآن اسمها فالانتينا نيولوفا، وهى الممثلة الأولى في بلادها، وأجمل ما فيها ابتسامتها وعيونها الزرقاء.. في فبراير المقبل تبلغ ال29، بينما مدة حياتها فى السينما أربع سنوات، لعبت خلالها بطولة 16 فيلمًا وفيلمين لم يُعرضا بعد.. زوجها خبير تخطيط فى مصنع ينتج 7 أنواع من المصنوعات.. له ولد وبنت من زوجة سابقة.. تحب الأطفال، وتقول إنها إذا كانت محظوظة فستنجب بنتًا واحدة فقط لأنها تحب البنات. ◄ معجبة بماجدة وليس لدى فالانتينا نيولوفا فكرة عن السينما العربية.. لم تر من ممثلاتنا سوى ماجدة التى قابلتها فى المطار، وتقول عنها إنها جميلة ولطيفة ونشطة وفيها صفات رجال الأعمال. سافرت خارج بلادها كثيرًا.. اشتركت فى مهرجانات السينما فى باريس وهافانا وروما وبروكسل، وقابلت صوفيا لورين وهى فى رأيها ممثلة ممتازة وامرأة بمعنى الكلمة، وقابلت جريجورى بيك وهو يعجبها كنجم وممثل، وممثلتها المفضلة سيمون سينوريه الفائزة بجائزة الأوسكار. قالت عن الحب إنه ملح الحياة ولا طعم لها بدونه، وأنها تحب اثنين: عملها وزوجها، وأنها بعد سنتين من الزواج تؤكد أنها تحب زوجها أكثر لأنه رجل ذكى، فهى لا تتصوَّر أن تتزوج إلا رجلًا ذكيًا، فالغبى ليس برجل، ولم ينجبا أطفالًا ولكن لديهما ولد وبنت ابنا زوجها من زوجة سابقة. ◄ نجمة بالصدفة دخلت السينما بطريق الصدفة منذ أربع سنوات، وكانت تحتفل بعيد ميلادها.. دعت أصدقاءها ومن بينهم زميل فى مصنع أجهزة التليفزيون والراديو الذى كانت تعمل سكرتيرة فيه، كما أنه رسام يعمل فى السينما إلى جوار عمله فى المصنع.. وقد دعا أحد المخرجين إلى حفل عيد ميلادها الذى قال لها بمجرد رؤيتها إنه سيجعل منها نجمة كبيرة فى عالم الفن.. وبدأت تخطو بواسطته نحو الشهرة على الشاشة والمسرح والتليفزيون. ◄ اقرأ أيضًا | في ذكرى وفاة فريد شوقي.. تعرف على سبب انفصال "وحش الشاشة" وهدى سلطان ◄ الفستان الأسود وفالانتينا ممثلة إغراء، تلعب دور الفتاة التى يكرهها ويحتقرها المجتمع فى بلادها، طولها 160 سم ووزنها 54 كيلو، وتحب اللون الأسود لأنها تكون جميلة دائمًا مع الفستان الأسود، ولها رأى فى الملابس بالنسبة للممثلات، رغم أنها أنيقة، أنه يجب أن تهتم الفنانة بعملها أولًا، أما الملابس فتأتى فى الدرجة الثانية. وقالت ممثلة الإغراء الشقراء إنها سمعت كثيرًا عن التقدم فى مصر، لذا فهى تود أن ترى كل شيء حديث.. إنها تريد أن ترى كل شيء من الآثار القديمة، ولكنها تريد أن ترى بعينها التطوّر والتقدم لأنها تؤمن دائمًا بالواقع الحديث أكثر من الماضى. لقد قضت فالانتينا أول ليلة لها فى القاهرة مع فرقة رضا للفنون الشعبية، والليلة الثانية حضرت حفل الاستقبال الذى أقامته مؤسسة دعم السينما، والثالثة مع حفل افتتاح أسبوع الفيلم التشيكى الذى حضرت خصيصًا له، والرابعة فى الأوبرج بدعوة من الفنان عماد حمدى، ولديها دعوتان من فاتن حمامة وماجدة، وتطير غدًا إلى الأقصر لقضاء يومين. ◄ أسطورة ماء النيل سألتها يوم وصولها عن أول شيء فعلته فى القاهرة، فقالت: «وقفت فى نافذة غرفتى فى فندق سميراميس وشربت كوب برتقال نخب نهركم العظيم، النيل، حتى أعود إليكم كما تقول الأسطورة». («آخرساعة» 10 يناير 1962)