لم تكن عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الفلسطينية، إسماعيل هنية، الحادثة الوحيدة التي نفذتها إسرائيل داخل إيران، فقد سبقت هذه العملية عدة اغتيالات مباغتة استهدفت شخصيات بارزة في مجالات السياسة، والعلم، والأمن أيضًا، وكانت من بين هذه العمليات، اغتيال العلماء النوويين الإيرانيين، والهجمات على قادة الحرس الثوري الإيراني. وتزايدت هذه الاغتيالات، بعد عام 2000، ووفقًا لما تقوله السلطات الإيرانية، التي تشير إلى تقصير أو اختراق أمني في أجهزتها، تستعرض «بوابة أخبار اليوم» خلال هذا التقرير، أبرز تلك الاغتيالات التي أثرت على المشهد السياسي والأمني في إيران. عمليات الاغتيال في طهران شهدت طهران في العقود الأخيرة مجموعة من الاغتيالات التي طالت مسئولين نوويين وقادة في "الحرس الثوري"، فضلا عن استهداف منشآت نووية وعسكرية. وتكاثرت هذه العمليات بعد عام 2000، مما دفع المسئولين الإيرانيين إلى اتهام إسرائيل بتنفيذ هذه العمليات بهدف زعزعة الأمن الداخلي للبلاد. أبرز تلك العمليات الإسرائيلية، كان اغتيال رئيس المكتب السياسي بحركة "حماس" الفلسطينية، إسماعيل هنية، في الثانية صباحًا من اليوم الأربعاء 31 يوليو، وذلك بمقر إقامته في طهران، عقب مشاركته في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد. وكان من أكثر الاغتيالات شهرة، اغتيال نائب وزير الدفاع لشئون الأبحاث وأحد أبرز العلماء الإيرانيين، محسن فخري زاده، في عملية معقدة استهدفت موكبه في مدينة آبسرد بمقاطعة دماوند شرق طهران في 27 نوفمبر 2020. أما في 22 مايو 2022، فقد لقي العقيد حسن صياد خدايي، القيادي في "فيلق القدس"، مصرعه بنيران مسلحين على دراجة نارية أمام منزله وسط طهران، ورغم عدم شهرته الواسعة، إلا أن وسائل إعلام إسرائيلية وصفته بأنه مسئول الوحدة 840 المكلفة بالعمليات الخارجية في "الحرس الثوري"، حسبما زعمت وسائل الإعلام العبرية. اغتيالات ممنهجة ومنذ عام 2010، شهد البرنامج النووي الإيراني موجة من الاغتيالات التي طالت ما لا يقل عن 6 مسئولين وعلماء بارزين، أو تعرضوا للهجوم، غالبًا بواسطة مهاجمين على دراجات نارية. ونسبت السلطات الإيرانية هذه العمليات إلى إسرائيل، معتبرة أنها تستهدف البرنامج النووي الإيراني الذي يشتبه الغرب في أنه يهدف إلى إنتاج قنبلة نووية. اغتيال مسعود علي محمدي وفي 12 يناير 2010، فقدت إيران أحد أبرز علماء الفيزياء عندما قُتل مسعود علي محمدي، أستاذ فيزياء الجسيمات بجامعة طهران، في انفجار دراجة نارية مفخخة عند خروجه من منزله بطهران. استهداف مجيد شهرياري وفريدون عباسي وفي 29 نوفمبر 2010، قُتل مجيد شهرياري، مؤسس الجمعية النووية الإيرانية، في انفجار قنبلة ألصقت بسيارته، وفي نفس اليوم، تعرض فريدون عباسي، النائب الحالي وعالم نووي آخر، لهجوم مماثل أسفر عن إصابته بجروح. مقتل داريوش رضائي نجاد وفي 23 يوليو 2011، قُتل داريوش رضائي نجاد برصاص مجهولين كانوا على دراجة نارية في طهران. ففي البداية، قُدم رضائي نجاد على أنه مختص بالفيزياء النووية ويعمل لصالح المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية ووزارة الدفاع، إلا أن الإعلام الإيراني عاد ليقول إنه كان طالب ماجستير في الكهرباء. انفجار مستودع الذخيرة أما في 12 نوفمبر 2011، وقع انفجار في مستودع ذخيرة تابع ل"الحرس الثوري" في ضواحي طهران، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 36 شخصًا، بينهم الجنرال حسن طهراني مقدم. وكشفت صحيفة "لوس أنجليس تايمز" الأمريكية، عن عملاء سابقين في الاستخبارات الأمريكية أن الانفجار كان نتيجة عملية نفذتها الولاياتالمتحدة وإسرائيل. اغتيال مصطفى أحمدي روشن وفي 11 يناير 2012، قُتل مصطفى أحمدي روشن، الذي كان يعمل في موقع نطنز النووي، في انفجار قنبلة مغناطيسية وضعت على سيارته قرب جامعة العلامة الطبطبائي في شرق طهران، مجددًا، وجهت إيران أصابع الاتهام إلى الولاياتالمتحدة وإسرائيل. توقف حملة الاغتيالات ومع بدء الولاياتالمتحدةالأمريكية، المفاوضات مع إيران التي أسفرت عن الاتفاق النووي عام 2015، توقفت إسرائيل عن حملات التخريب والاغتيالات في عام 2012.