من وحى أوليمبياد باريس لن أتحدث مرة أخرى عن الكيل بمكيالين فى ردود الفعل ما بين الإساءة لنبينا الكريم سيدنا محمد والإساءة للمسيح عليه السلام.. لكن سأذهب إلى زاوية أراها أكثر أهمية حول الأسباب التى دفعت البشرية فى عصورها الحديثة إلى الجرأة والعلنية البجحة فى الإساءة لقدسية الأديان ورموزها.. إنه للأسف الإتجاه الجنونى المتسارع للإلحاد بسبب فتنة العلم والتكنولوجيا وصناعة أنماط حياة تديرها تطبيقات وأجهزة وآلات وذكاء اصطناعى، بحيث ظن البشر أنهم قادرون عليها، أى على الحياة.. ومكمن الخطر أن الإلحاد ليس خطرا فقط من زاوية مصادرة الآخرة وإنكار الغيبيات، فهذا يتحمله الفرد، ومنه لله يتعامل معه حسب قناعاته وخطاياه ودرجة حدتها وضررها وخطرها.. إنما المصيبة أن للإلحاد خطرا مباشرا على المجتمعات بذوبان الخطوط الفاصلة بين الحرام والحلال، لأنه لا توجد قواعد ولا منهج من أى نوع يعيش الملحد على أساسه، ولا يوجد من يفرمله خوفا ورهبة عند اختيار نوع تصرفه وسلوكه.. والإلحاد خطر على القيم والعلاقات الطبيعية بين الناس، حيث التحول التدريجى إلى الفوضى والإباحة الكاملة للرذيلة، دون انتظار عقوبة سماوية أو أرضية وضعية.. والمثلية أحد الأمثلة البارزة المتفاقمة فى خط متوازٍ مع اتساع الإلحاد أفقيا ورأسيا.. «اللهم أنى أسألك العفو والعافية فى دينى ودنياى وأهلى ومالى».