تابعت والملايين حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الذى أقيم يوم الجمعة الماضية فى مدينة النور باريس الحاضنة للدورة ال33 بعد غياب طويل جاوز المائة عام !.. فرأينا.. فى باريس التى زرتها قبل أيام.. انتشار قوات من البوليس والجوندارم الذين يجوبون الشوارع وسط المارة.. كل يرفع سلاحه على الزناد فى حالة تأهب عالية.. بينما تمر سيارات الشرطة على مدار الساعة.. فضلا عن إغلاق الطرق المؤدية الى شارع الشانزليزيه أشهر شارع فى قلب المدينة وبرج إيفل العتيق والحى اللاتينى .. ثم يطل علينا الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون عبر شاشات التليفزيون ليعيد قوله «نريد أن نبهر العالم».. لا شك أن كل هذه الاستعدادات جعلت شغفنا كبيرا جدا كمشاهدين فى انتظار مفاجآت العرض الافتتاحى.. ورغم التكلفة الباهظة التى جاوزت المليار وسبعمائة مليون يورو وفق ما أعلن المسئولون ورغم استخدام نهر السين الذى يشق المدينة الى ضفتين كمسرح لأول مرة بدلا عن الاستاد الرياضى التقليدى لعبور الوفود المشاركة من 130 دولة من مختلف أنحاء العالم.. ورغم العروض الاستعراضية الرائعة التى تخللت فعاليات الافتتاح.. وعبرت عن ثقافة وتراث فرنسا.. إلا أن رغبة فرنسا فى إقحام كل هذه الثقافات دفعة واحدة جعل الحفل مكدسا مكثفا مزدحما ومطولا جدا جدا.. بصورة مبالغ فيها.. أقول ما أضفى نوعا من البهجة هو تسليم الشعلة لرموز من أبطال الرياضة مثل زيدان ونادال وويليامز وكاماتشو.. ثم الظهور المبهر للمطربة الكندية العالمية سيلين ديون وهى تشدو من الطابق الأول ببرج إيفل الساحر بأغنية المطربة إيديث بياف «نشيد الحب» فى أداء رائع لأول مرة منذ أربع سنوات وذلك فى تحد واضح بانتصارها على مرضها العضال متلازمة ساندروم.. إلا أنه -فى رأيى - رغم كل هذه الجهود فى التحضير ثم التنفيذ وحجم الإنفاق.. باريس لم تستطع أن تبهر العالم بهذه الليلة الافتتاحية.