- ما حدث فى افتتاح أوليمبياد باريس منذ يومين وبدون الدخول فى تفاصيل هو انحطاط أخلاقى بمعنى الكلمة.. فها هى المادة تعلن تمردها على القيم والأخلاق والأديان أيضًا.. عالم مادى منحط أخلاقيًا فى بلاد قال عنها الإمام محمد عبده منذ قرن من الزمان.. رأيت الإسلام فى بلاد غير مسلمة.. أسئلة كثيرة دارت فى ذهنى وأنا أتابع التغطيات الإعلامية المختلفة على عدد من قنوات التليفزيون.. بعض التغطيات كانت سطحية اهتمت بالمظهر العام، والقليل كان مهتمًا بما خلف هذه الظاهرة وبروز عصر المادة وتراجع القيم والأخلاق والدين، هناك مقولة شهيرة كان يرددها البعض وإن كنت لم أعد أسمعها على المستوى العام منذ أكثر من 30 سنة.. المقولة هى (الدين أفيون الشعوب).. هذه المقولة زادت حيرتى عندما رنت فى عقلى.. من يحكم المعادلة وهل الإفراط فى التشدد يكون المقابل له إفراطا فى الانحلال؟ لاشك أن لكل فعل رد فعل.. وقد عانى العالم الإسلامى والقبطى ويلات التشدد وغياب الدين الوسطى المعتدل.. عانت بلاد لم تكن يومًا تعرف شيئًا اسمه الإرهاب... تحطمت أسطورة الأمان التى كانت تتباهى بها تلك البلاد، وبرزت قيم مضادة فى مواجهة التشدد والعنف، وأعود لنفس السؤال دون بحث عن تبرير أو تفسير ولكنى كسيدة وأم عينها دائما على المستقبل ليس من أجلها فقط ولكن من أجل أبناء وأحفاد أتمنى لهم حياة هادئة وسلسة... هل أصبح هذا الحلم فيه جزءًا من الخيال.. هل الحياة القادمة بها مزيد من الابتذال واللا أخلاق.. أسئلة أجزم بأنها وضعتنى فى حيرة كبيرة.. حيرة الخائفة من قادم مجهول يفاجئنا كل فترة بطفرة جينية فى التصرفات والأخلاق والتعامل مع الآخر وكنا نعتصم فى مواجهته جميعًا بحبل الله الموصول دائمًا بصلاة وذكاة وصوم. ما تحمله الأيام القادمة شىء يدعو للوقوف على المستوى الشعبى وليس الحكومى ولا الدولى (والدولى هنا تأتى من الدولة) فعلينا الآن ليس مواجهة الانحلال فقط ولكن مواجهة الانحلال والتشدد وعدم الوقوف مكتوفى اليد والإرادة فى وسط عالم متسارع نحو النهاية التى من الواضح أنها اقتربت، نسأل الله العافية.