منذ اللحظات الأولى نفى «حزب الله» اللبنانى أى صلة بحادث سقوط صاروخ على ملعب فى قرية «مجدل شمس» فى الأراضى السورية المحتلة والذى راح ضحيته 12 فى سن الشباب والطفولة. ومع ذلك تصر إسرائيل على اتهام «حزب الله» وتسارع الولاياتالمتحدة لتبنى موقفها كالعادة، وتبدأ جولة جديدة وخطيرة من التصعيد الذى يهدد بحرب شاملة تخطط لها إسرائيل ضد لبنان ستكون بالقطع حرباً إقليمية وربما دولية أيضاً. استهداف المدنيين جريمة لا يجوز التساهل معها، وحزب الله لم يستهدف المدنيين منذ اندلاع الحرب، ولا يمكن أن يستهدف هذا الموقع بالذات ليسقط ضحايا هم أساساً سوريون. وهناك روايات عديدة بهذا الشأن تقول إن الصاروخ قد يكون إسرائيلياً من صواريخ القبة الحديدية التى كانت تطارد فى هذا التوقيت طائرات مسيرة تتسلل للداخل الإسرائيلى. الاتحاد الأوروبى طالب على لسان وزير خارجيته بوريل بتحقيق دولى مستقل، لكن إسرائيل بدأت على الفور التصعيد بصورة خطيرة علماً بأنها فى نفس اليوم وربما فى نفس الساعة كانت تواصل المجازر فى غزة، وتضرب مدرسة تابعة لمنظمة «الأونروا» تستقر بها أعداد من عائلات النازحين وتقتل العشرات معظمهم «كالعادة» من الأطفال والنساء. نتنياهو يريد الحرب بكل الوسائل ولا يعطل حملته الشاملة على لبنان إلا ضمان إمدادات السلاح الأمريكى وإدراك واشنطن أن ما يخطط له نتنياهو شديد الخطر على المنطقة والعالم. ألم يكن جديراً بواشنطن بالذات أن تؤيد التحقيق الدولى المستقل وهى التى تدرك جيداً غياب المصداقية عن كل الروايات الإسرائيلية فى هذه الحرب، وهى التى قتلت حتى الآن حوالى عشرين ألف طفل فلسطينى فى حربها الجنونية على غزة؟! بقى أن الهدف محدد بعناية كبيرة، فالضحايا فى «مجدل شمس» هم من السوريين الدروز استهدافاً لتفجير لبنان من الداخل بشق الصف الوطنى وإثارة صراع بين حزب الله ودروز لبنان. وهو ما سارع الزعيم اللبنانى وليد جنبلاط للتصدى له ومعه كل الأطياف اللبنانية. الموقف خطير، والحرب الإقليمية إذا اندلعت ستكون عواقبها وخيمة للغاية، والكل يعرف أن إيقاف حرب الإبادة الإسرائيلية فى غزة سوف يطفئ على الفور النيران المشتعلة على كل الحدود فى المنطقة.