أصبحنا فى عمر لم نعد نستطع معه تحمل الصدمات أو حتى امتصاصها. الصدمة هذه المرة جاءت عبر رسالة على الماسينجر من الزميل محمد على السيد من أربع كلمات مؤلمة «إبراهيم قاعود فى رحاب الله» حاولت ستر العبرات وراء مقلتى، لكنها أبت وانهارت مدرارا. رحلة عمر مع زميل العمر إبراهيم قاعود رئيس تحرير مجلة «آخر ساعة» الأسبق امتدت لأكثر من نصف قرن. تزاملنا عام 1972 فى كلية الإعلام جامعة القاهرة، وكنا مثلث ثلاثى الأضلاع لا يفترق أبدا: هو والعبد لله وزميل العمر الآخر محمد الزرقانى مدير تحرير جريدة أخبار اليوم الأسبق. شهدت كلية الإعلام نبوغه وتفوقه فجاء ترتيبه عند التخرج الثالث على قسم الصحافة. وأشهد دوما بما أعلم بأنه كان نقى السريرة سليم الطوية، فكان حريصا على أن ينصحنا دائما «الدكتور الفلانى إذا أجبت له بالطريقة الفلانية تحصل على أعلى الدرجات»، «هذا الفصل من المنهج ركز عليه الدكتور فى محاضرته التى غبتم عنها». دارت الأيام وانضم هو لأسرة آخر ساعة، والتحقت أنا بجريدة الأخبار، وتمضى بنا الحياة فيتدرج فى الترقى حتى وصل لمنصب مدير التحرير. وفى عام 2011، سألنى أحد الزملاء المقربين من الجهة التى كانت تتولى إدارة شئون البلاد وقتها، وكانوا يستعدون لحركة تغييرات صحفية ويستطلعون آراء أعضاء الجماعة الصحفية فى الترشيحات: أعرف أنك قريب جدا من إبراهيم، فما رأيك لأنه مرشح لتولى رئاسة تحرير آخر ساعة، قلت بل تردد «اختيار موفق مليون فى المية». وكان أن صدر قرار بالفعل لتوليه رئاسة تحرير مجلتنا الغراء لكفاءته ومهنيته لا لحسب أو نسب كما ادعى البعض. وأشهد الله مرة أخرى أنه كان ثابتا على الحق لا يكتب إلا بما يؤمن ويخط كل سطر بقلم مداده حب الوطن. أعزى نفسى وأعزى زوجته الزميلة آمال علام الكاتبة الصحفية بالأهرام وولديه محمد وسوزان. وإلى لقاء يا إبراهيم على ضفاف نهر الكوثر بالجنة.