المرشحة الديمقراطية فى مهمة صعبة لإصلاح صورة الحزب التى شوهتها قرارات بايدن 100 يوم تفصلنا عن الانتخابات الامريكية التى اتفق الاعلام الامريكى نفسه انها الأغرب والأعجب فى تاريخه فى ظل ما شهدته من أحداث ساخنة وتطورات غير مسبوقة على رأسها انسحاب الرئيس جو بايدن من الترشح.. ومحاولة اغتيال المرشح الجمهورى دونالد ترامب. ويرى المحللون انه فى ظل تذبذب استطلاعات الرأى التى تميل لصالح كامالا تارة، ثم تعود لصالح ترامب تارة أخرى، بات هناك يقين بأن الطريق الى البيت الأبيض سيكون مفروشاً بالأشواك، وخلال الأيام القادمة ستشهد «ضرباً تحت الحزام» بين كل من المرشح الجمهورى ترامب والمرشحة الديمقراطية المحتملة كامالا هاريس التى من المقرر ان يتم أمر حسم ترشيحها خلال مؤتمر الحزب الديمقراطى فى 19 من أغسطس القادم. وقد بدأت المشاحنات السياسية بالفعل بين الغريمين بمجرد الإعلان عن اختيار كامالا لخلافة بايدن. وألقى ترامب سيلا من الاتهامات ضد منافسته الجديدة هاريس، واصفاً إياها بأنها كاذبة وانها أخفت عن الرأى العام حقيقة أن الرئيس بايدن غير قادر على مواصلة المعركة من أجل ولاية ثانية. وفى حين أبدت هاريس استعدادها لعقد مناظرة مع ترامب رفض الأخير تحديد أيّ جدول زمنى لمناظرة منافسته الديمقراطية المفترضة لأنّها لم تحصل رسمياً بعد على ترشيح الحزب الديمقراطي. ولا يبقى امام هاريس، التى تطمح لأن تكون اول امرأة وملونة فى تاريخ الولاياتالمتحدة تتولى رئاسة البلاد، إلا نحو ثلاثة أشهر لتطوير صورتها بوصفها مرشحة، وتحسين صورة الديمقراطيين التى تراجعت كثيرا مع جو بايدن وهو ما بدا واضحا فى نتائج استطلاعات الرأي، حيث أظهر استطلاع رأى أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» تفوق ترامب على هاريس بواقع 48 % مقابل 46 % رغم ان هاريس سبق وتفوقت على منافسها بنقطتين فى استطلاع آخر. واستغلّ ترامب وجوده فى نورث كارولاينا الولاية الجمهورية التى يسعى الديمقراطيون مؤخرا لكسبها بعد تزايد عدد مؤيديهم فيها ليعقد مؤتمر انتخابى فيها شن خلاله حملة شعواء على منافسته الديمقراطية المرجحة، وأطلق عليها لقب «الكذابة»، ووصفها بأنها ليبرالية متطرّفة يرفضها الأمريكيون، وخاطب مؤيديه قائلا: «كامالا هاريس وراء كل كارثة لبايدن». اقرأ أيضًا| هاريس: دعم أوباما لترشيحي للبيت الأبيض «يعني لي كثيرًا» وتواجه هاريس عدة تحديات يأتى على رأسها الخروج من عباءة بايدن بعد ان عاشت فى ظله منذ توليها منصب نائب الرئيس. كما تتحمل عبء تحسين صورة الحزب الديمقراطى التى شوهتها الانقسامات المتكررة والاخفاقات المتتالية لبايدن، كما ان عليها خلال 100 يوم فقط التغلب على شعبية ترامب المتسلح بدعم واسع من حزبه وبقاعدة عريضة من المؤيدين وبنتائج بعض استطلاعات الرأى. رغم ان استطلاع للرأى أظهر أن غالبية الناخبين الشباب يدعمون هاريس فى مواجهة ترامب. ويرى بعض المحللين ان الانتخابات الرئاسية بأحداثها غير المسبوقة تدفع لإعادة النظر فى الممارسات السياسية للحزبين الديمقراطى والجمهورى نتيجة اختلاف نتائج استطلاعات الرأى بين الشرائح العمرية المختلفة ووفقاً لتوجهات مختلفة على رأسها موقف امريكا من الحرب فى غزة ومن دعم اسرائيل.