غزة - وكالات الأنباء: اقتربت حصيلة شهداء العدوان الارهابى الذى تشنه قوات الاحتلال الاسرائيلى بحق أهالى قطاع غزة العزّل منذ ما يقرب من عشرة أشهر الى 40 الف شهيد ثلثاهم من النساء والأطفال. وواصلت طائرات الاحتلال أمس قصفها الهيستيرى على منطقة خان يونس وسط القطاع والتى كانت فى وقت سابق نفذت بها توغلا بريا فى عملية انتهت فى 7 ابريل الماضى وأسفرت عن استشهاد وإصابة الآلاف. وعاد جيش الاحتلال مرة أخرى قبل يومين الى المنطقة ليشن حملة قصف عشوائى وحشى ضمن عدوان يفتقر لأى انضباط. وقال جيش الاحتلال أمس إنه وسّع عمليته فى خان يونس بمشاركة 3 ألوية تحت قيادة الفرقة 98. وقال جيش الاحتلال إنه من المتوقع أن تتوسع الغارات فى الأيام المقبلة لتشمل المزيد من الألوية، وقد تكون الأكبر كجزء من المرحلة الثالثة من القتال، والتى من المتوقع أن تستمر لأسابيع. وأعلنت وزارة الصحة فى قطاع غزة أن «حصيلة مجزرة الجيش الإسرائيلى المستمرة فى خان يونس على مدار يومين بلغت 85 شهيدا وأكثر من 250 مصابا»، لترتفع حصيلة العدوان إلى 39090 شهيدا على الأقل، و90147 مصاب. وصباح أمس، استهدفت غارة إسرائيلية محيط منطقة المطاحن بالبلدة وحى الشيخ ناصر ومنطقة البلد وسط المدينة وبلدة عبسان الكبيرة شرقى خان يونس، فيما تواصل القصف المدفعى على المناطق الشرقية للمحافظة. وقال مكتب الإعلام الحكومى إن طائرات «كواد كابتر» الإسرائيلية تطلق النار على كل من يحاول التحرك والتنقل من مكان لآخر. وأوضح أن هناك عملية نزوح من قبل المواطنين من المناطق الشرقية لمدينة خان يونس باتجاه المناطق الغربية للمحافظة. وأشار إلى إطلاق نار كثيف من الطائرات المروحية فى مناطق شرق خان يونس مع تواصل العملية العسكرية البرية واستمرار القصف المدفعى والجوي. وأكد المكتب وجود قنابل إنارة على طول الحدود للمناطق الشرقية للمحافظة وتمركز عدد من الآليات والجرافات الإسرائيلية على امتداد شارع الشهداء وسط بنى سهيلا شرقى خان يونس من دوار العلم وصولا لمدرسة «الفارابي». وبالتزامن مع الحملة على خان يونس، واصلت طائرات الاحتلال قصفها على مناطق متفرقة من القطاع. وأفادت مصادر طبية بأن حصيلة الغارات الإسرائيلية على مدينة غزة وجباليا شمالى القطاع فى الساعات الأخيرة بلغت 16 شهيدا. كما قصفت الزوارق الحربية الإسرائيلية غرب مخيم النصيرات وسط القطاع. من جانبها، قالت منظمة الصحة العالمية أن نحو 14 ألف شخص قد يحتاجون إلى إجلاء من غزة لتلقى العلاج الطبي. كما أعرب مسؤول رفيع المستوى فى المنظمة عن «قلقه البالغ» من إمكان تفشى الأوبئة فى غزة بعد اكتشاف فيروس شلل الأطفال فى مياه الصرف الصحي. فى سياق آخر، أكد قادة أجهزة الأمن الإسرائيلية، فى مداولات مع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ب»صورة قاطعة»، بأن جيش الاحتلال سيكون «قادرا على الانسحاب الكامل من قطاع غزة لمدة 6 أسابيع»، فى إطار صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس بموجب اتفاق على وقف لإطلاق النار فى قطاع غزة. جاء ذلك بحسب ما أوردت هيئة البث العام الإسرائيلية («كان 11») مساء أمس الأول وأشارت إلى أن قادة الأجهزة الأمنية، بحسب ما نقل التقرير عن مصادر أمنية مطلعة، أن «هذه الفترة الزمنية القصيرة (الأسابيع ال6) لن تسمح لحماس بإعادة تأهيل نفسها بطريقة حرجة بوسائل حربية جديدة، أو بناء وإعادة تأهيل الأنفاق»، وقالوا فى رسالة لنتنياهو: «نحن ندرك التداعيات الأمنية، ولكن الآن هو الوقت المناسب لإعطاء الأولوية لإطلاق سراح الرهائن». وشدد التقرير على أن هذا الموقف جاء بإجماع كبار المسؤولين الأمنيين فى إسرائيل، بما فى ذلك وزير الدفاع، يوآف جالانت، ورئيس أركان الجيش، هرتسى هاليفي، ورئيس الموساد، دافيد برنياع، الذى يتولى كذلك مهمة قيادة الوفد الإسرائيلى المفاوض فى المحادثات مع الوسطاء، بالإضافة إلى رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، رونين بار. ومن المقرر أن يتوجه فريق مفاوض إسرائيلى إلى الدوحة غدا الخميس للمشاركة فى محادثات للتوصل إلى اتفاق يشمل أيضا تهدئة للحرب وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.