لعل أهم إنجازات الجمهورية الجديدة تطوير وتحديث الطرق بكل أشكالها، وفى مختلف ربوع المحروسة، وبعيداً عن المتربصين الذين يهيلون التراب على أى إنجاز سعياً للتشويه والتشفى، ولو على أنقاض الوطن وأبنائه، فمن ينكر أن تطوير الطرق سهّل حركة المصريين، وشجع وصل ما انقطع من أرحامهم وجذورهم! وبعيداً عن المتربصين والمرجفين، دعونا نتساءل: هل ينتهى دور الدولة بإنشاء طريق أو تطويره؟ فالعكس صحيح، حيث يبدأ دورها حفاظاً على ما تحقق. واليوم أجدنى أمام نموذج يستصرخ بحكوماتنا فضيلة الرقابة الصارمة والعقاب المشدد للمخالفين المخربين بعمد وحتى بجهل، ويستحلف شعبنا باسم الدين والوطنية والمسئولية، أن يراعوا ضميرهم، ويحفظوا منجزات وطنهم، ولا ينضموا للمخربين بجهل نرفضه، بل ونمقته. طريق الصعيد الغربى الذى كان يوصف بطريق الموت والإهمال، بسبب ما كان يحويه من مطبات وتضاريس قاتلة، سميت بسيوف الصحراوي، بسبب مرور النقل بجانب الملاكى بنفس الطريق، وكم هاجمنا وقتها الدولة التى تجاهلت الأمر سنوات طويلة، وليذهب الناس الطيابة لجحيم حوادث صعب حصرها، وقبل سنوات طالت أيادى التطوير البيضاء طريق الموت هذا، وحولته لإنجاز عالمى يفخر به المصريون، جميعا.. وبكل اتجاه، تم تخصيص حارتين، إحداهما من الأسفلت الناعم الهين للملاكي، والثانية من الرصف الخشن قليلاً ليناسب النقل ويمنعه من تدمير الطريق، وكم سعد أهلنا بالصعيد بهذا الإنجاز. الآن بدأ شبح السيوف يتسلل ليخيف رواد الطريق، ويغتال فرحتهم، مهدداً حياتهم. ويتبين السبب المخجل لكل ذى عقل ووطن ودين، فجحافل من النقل تترك حارتها لتزاحم الملاكى بحارته، وتدمر هذا الإنجاز دون سبب مقنع، سوى «اهو أذى وخلاص»، ليبرز التساؤل المهم، أين دور المرور وهيئات الطرق والنقل للرقابة، وعقوبات صارمة بغرامات فادحة، بل واعتبار المخالفات جناية!!.. وأخيراً أين الوعى والضمير للمخالفين، ومن يرونهم ولا يمنعونهم، أو يقومون بالإبلاغ عنهم؟! هناك صور وفيديو يوثق جانباً كبيراً لتلك المخالفات، لمن يريد بدء الإصلاح، والضرب على المخالفين، ليعتبروا ويكونوا كذلك عبرة، لنمير أهلنا ونحفظ إخواننا، ونزداد أكيال إنجاز وتطوير!!، اللهم بلغت، فمن يشهد ويتحرك؟!