برحيل د. محمد على محجوب، فقدنا عالما جليلا وأستاذا نبيلا، رحلة كفاح طويلة وتاريخ مشرف مع العلم ونشر الدعوة. لم تقتصر مسيرة الراحل على المناصب السياسية والقيادية، والتى مرت بعضويته لمجلس الشعب، وجولاته خلال رئاسته للجنة الدينية بالمجلس، وحتى عمله وزيرا للأوقاف، حيث شهدت الوزارة نشاطا كبيرا لنشر الدعوة والفكر القويم، بقوافل دينية جابت محافظات مصر تواجه الفكر الظلامى وتنير عقول الشباب وتنشر الوعى، ويذكر دوره الواضح فى توجيه استثمارات الأوقاف وتوجيه أموالها للمشاركة فى المشروعات الخدمية التى تفيد المجتمع، مثل بناء المدارس والمستشفيات. تبنى د. محجوب نشر الدعوة بنجوم وعلماء وأئمة مصريين، تجولوا بقوافل دينية فى دول آسيا والجمهوريات الروسية ودول اسلامية عدة، لتحقق هذه الجولات مردودا إيجابيا للإسلام ولمصر وعلمائها. يشهد طلاب الحقوق بمكانة الراحل علميا وما قدمه من جهود لخدمة دارسى القانون وطلاب اكاديمية الشرطة ولأهل بلده حلوان. عزاؤنا فيما قدمه من جهد لخدمة دارسى الشريعة الإسلامية وقانون الأحوال الشخصية. حصل الراحل على جائزة الدولة التقديرية عام 2000، وقدم مؤلفات بارزة فى التشريع الإسلامى وقوانينه الجنائية والمدنية، والفكر الدينى والمواطنة، ونظام الأسرة فى الشريعة الإسلامية والتى شملت دراسات وافية عن الزواج والطلاق وحقوق الأبناء والأقارب. بصماته وضحت فى تطوير المناهج الدراسية فى الأزهر بما يتماشى مع العصر، ودور بارز فى دعم القضايا الوطنية، وسعيه لتجديد الخطاب الدينى بالتسامح ومواجهة التطرف. رحم الله العالم الجليل، د. محمد على محجوب، وجزاه عما قدمه لخدمة الإسلام بعلم وافر ومكتبة زاخرة بعلوم الشريعة الإسلامية والقانون.