في آخر ساعات يوم الخميس الماضى ظهرت الملامح الكاملة لخريطة الانتخابات الرئاسية القادمة فى الجزائر التي سيتم إجراؤها فى السابع من سبتمبر القادم مع انتهاء المهلة التى حددها الدستور والقانون لجمع التوقيعات 50 ألف فردى أو 600 منتخب وتم حسم من استطاع تجاوز الشرط الأول لمستلزمات خوض الانتخابات ومن فشل فى تجاوز تلك الخطوة خاصة وأن هناك حوالى 30 جزائرياً أعلنوا نيتهم للترشح دون أن يتم اختبار قدرتهم على توفير هذا العدد وأصبحت المعركة الانتخابية قاصرة على 15مرشحًا فى مقدمتهم الرئيس عبد المجيد تبون الذى قدم أوراق ترشحه بنفسه لدى سلطة مراقبة الانتخابات وهو نفس ما حدث مع المرشحين الآخرين الذين تمكنوا من استيفاء شروط جمع التوقيعات المطلوبة وهم: رئيس حركة مجتمع السلم الإسلامية عبد العالي حسان ويوسف أوشيش السكرتير الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية ومنهم أيضا سيدة الأعمال سعيدة نغرة، بينما عجز كثيرون عن جمع التوكيلات ومن لعل ابرز نموذج لذلك لويزة حنون أمينة عام حزب العمال التى أعلنت انسحابها من السباق الرئاسى وبررت الأمر عقب اجتماع للمكتب السياسى لحزبها بأنه لديها معلومات عن جهود لعرقلة عملية جمع التوقيعات وبهذا اتخذ المكتب السياسي قرارًا بعدم مشاركة الحزب مسار الانتخابات الرئاسية من جمع التوقيعات إلى امتناع الأعضاء عن التصويت. وقد أشارت بعض التقارير إلى أن هذا الموقف نتاج عدم قدرتها وحزبها على جمع التوقيعات اللازمة، نظرًا لأن الحزب نخبوى عاجز عن الحشد والتعبئة وأن موقفها لا يخرج عن مجرد تبريرات وهناك توقعات بدور سلبى لحزب العمال اليسارى وزعيمته لويزة حنون فى دفع الشارع الجزائرى إلى مقاطعة الانتخابات كما لم يتمكن بلقاسم ساحلى الوزير السابق ورئيس حزب التحالف الوطنى الجمهورى من تجاوز عقبة جمع التوكيلات التى استمرت 40 يومًا ووفقًا للدستور والقانون فإن السلطة الوطنية للانتخابات أمامها أسبوع ينتهى يوم الخميس القادم للفصل فى صحة الأوراق ويتم إرسالها إلى المحكمة الدستورية خلال أربعة وعشرين ساعة من قرارها وفى حال رفض الترشح يحق للمعنى بالاستبعاد تقديم طعن فى قرار السلطة على ان تبدا الحملة الانتخابية قبل 23 يومًا من موعد اجراء انتخابات منها الثلاثة أيام الخبرة مما يعنى أن الحملات الانتخابية ستبدأ فى الأسبوع الثانى من أغسطس القادم. ولعل الملمح الأهم فى هذه الانتخابات حسم الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون موقفه من قضية ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية الجديدة حتى خرج الرئيس تبون فى حوار صحفى شامل ليعلن قرارة بالترشح وتحدث عن ذلك وبالتفاصيل عندما أشار إلى أن قراره جاء (نزولًا على رغبة كثير من الأحزاب والمنظمات السياسية وغير السياسية والشباب اعتقد انه آن الأوان إعلانى الترشح لعهدة ثانية مثلما يسمح به الدستور وللشعب الجزائرى الكلمة الفاصلة فى ذلك وقال إن الانتصارات التى تحققت هى انتصارات للشعب الجزائرى وليست لى واستكمال البرنامج الذى بدأته من أجل إيصال البلاد لبر الأمان). وقد كان واضحًا أن قرار المشاركة جاء على خلفية حجم الشعبية الواسعة والدعم الكبير لهذا التوجه والذى ظهر فى عملية جمع التوقيعات النيابية والشعبية والتى تحولت إلى مظاهرة تأييد واسعة من تحالف الأغلبية الذى يضم عددا من الأحزاب والحركات وهى جبهة التحرير الوطنى والتجمع الوطنى الديمقراطى وجبهة المستقبل وحركة البناء وانضم إليها مؤخرا حركة الإصلاح الوطنى وهو ثانى حزب إسلامى يعلن دعمه لترشح الرئيس، ومنها أيضا حزب تاج التى بدأت بعد إعلان الرئيس الترشح لضمان المشاركة الواسعة وتحقيق فوز كبير. وتكشف التوقعات والتقارير أن نسب فوز الرئيس تبون قد تصل إلى 90 بالمائة كما صرح بذلك رئيس حركة البناء عبدالقادر بن قرينة وأخيرا فإن فوز الرئيس تبون يبدو هو الاحتمال الأكبر لانتخابات سبتمبر القادم ولكن المهم لدى المخططين لحملته هو القدرة على حشد الجزائريين للمشاركة الواسعة فى الاقتراع ونسبة الفوز.