تفاقمت الاحتجاجات في إسرائيل بعد اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية وطلاب الحريديم، في خضم جدل متجدد حول تجنيدهم للخدمة العسكرية. ومنذ فترة طويلة، أثار استثناء الحريديم من الخدمة العسكرية جدلا في إسرائيل، وتصاعد التوترات خلال الحرب المستمرة في غزة وتكبد الجيش الإسرائيلي لخسائر أدى إلى زيادة حدة هذا الجدل. تجنيد الحريديم يهز استقرار إسرائيل عقب امتناع طلاب الحريديم عن خدمة الجيش، وجدوا أنفسهم في مواجهة مباشرة مع السلطات الإسرائيلية بعد إعلان قرار إجبارهم على الخدمة العسكرية، مما أثار غضبا شعبيا واسعا بين الأحزاب في تل أبيب والتي تطالب بمشاركة جميع الإسرائيليين في جهود الدفاع وتحمل "أعباء الحرب". وفي الوقت نفسه، شهدت الشوارع الإسرائيلية تصاعدا للتوترات حيث نظمت مناطق مختلفة مظاهرات حاشدة ووقعت صدامات مع الشرطة الإسرائيلية، ما أدى إلى حدوث إصابات واعتقالات. وعلى صعيد آخر، بعد رفض طلاب الحريديم الالتحاق بالخدمة العسكرية، وجهوا رسالة واضحة للسلطات الإسرائيلية، برفضهم القاطع للتجنيد والالتزام بأوامر الاستدعاء. دعا الحاخام الأكبر السابق لإسرائيل، يتسحاق يوسيف، اليهود المتدينين إلى العصيان المدني وتمزيق أوامر الخدمة العسكرية، وذلك حتى لو تم سجنهم، وفقًا للصحف الإسرائيلية. مشادات حادة في الكنيست.. ما الذي جرى؟ وفي تاريخ 25 يونيو الماضي، قررت المحكمة العليا في إسرائيل إلزام الحريديم بالتجنيد في الجيش، ومنع المساعدات المالية للمؤسسات الدينية، مما أدى إلى تصاعد الاحتجاجات في إسرائيل. وخلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي، وقعت مشادات حادة تناولت خطة تجنيد الحريديم، وذلك في إطار مناقشات مستفيضة حول الموضوع. رسميًا.. موعد بدء تجنيد الحريديم في إسرائيل وفيما بعد، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عزمه بدء إرسال إشعارات التجنيد للحريديم الأسبوع المقبل، وهو ما من المتوقع أن يؤدي إلى احتجاجات أكبر في تل أبيب ويزعزع استقرار الحكومة الإسرائيلية. وفي إعلان صادر يوم الثلاثاء الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي عن بدء "إصدار أوامر الاستدعاء لدفعة أولى" من الحريديم للخدمة العسكرية، اعتبارا من الأحد المقبل، واستعدادا لدورة التجنيد المقبلة في نهاية يوليو. لماذا يتجنب الحريديم الخدمة العسكرية؟ والحريديم يمثلون حوالي 13% من إجمالي سكان إسرائيل البالغ عددهم حوالي 9.7 مليون نسمة، ويتجنبون الخدمة العسكرية بحجة التفرغ لدراسة التوراة. وفي تل أبيب، يفرض القانون على كل إسرائيلي وإسرائيلية فوق سن الثامنة عشرة الالتحاق بالخدمة العسكرية. ووفقاً لصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، دعا رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست يولي ادلشتاين، إلى عقد جلسة طارئة يوم الأربعاء للحصول على توضيحات حول إعلان الاستدعاء العسكري للحريديم. هل ينجح جيش الاحتلال في تحقيق أهدافه؟ وافق وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، يوم الخميس على إرسال حوالي 1000 أمر تجنيد للحريديم اعتبارا من الأحد المقبل، في خطوة تنفيذية أولى لقرار المحكمة العليا الذي أنهى رسميا الإعفاء من الخدمة العسكرية لهذه الطائفة في يونيو الماضي. وبحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية، يخطط جيش الاحتلال لإرسال ألف أمر تجنيد على مدى 3 مراحل متتالية، بهدف تجنيد حوالي 3000 آلاف مجند حريدي هذا العام. وتشمل هذه السياسة استهداف الشباب الحريديم الذين يُعتقد أن لديهم القدرات اللازمة لأداء الخدمة العسكرية، وذلك من خلال عمليات تعلم متكررة في نهاية كل دورة، وفقًا لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية. ومن المتوقع أن تثير هذه الخطوة مزيدًا من الجدل في إسرائيل وتزيد من التوترات الاجتماعية والسياسية في تل أبيب، ليبقى السؤال هل من الممكن أن ينجح جيش الاحتلال في تحقيق أهدافه؟.