أبكتنى وشرخت قلبى حين أطلقت زغاريد حين علمت باستشهاد أبنائها الأربعة وتناثر أشلائهم فى المسجد الأقصى بعد أن أُطلقت عليهم وابل من نيران العدو الصهيونى وهم يصلون! هيَ المرأة الغزاوية التى أبهرتنا وأخجلتنا بصمودها غير المطروق فى أى زمان ومكان، هيَ المرأة التى علمت أبناءها الصمود وسجلت المئات من قصص البطولة طوال 75 عاما من احتلال الكيان الصهيونى للأراضى الفلسطينية. 75 عاماً مليئة بالمجازر الوحشية منذ مجزرة دير ياسين عام 1948 ومرورا بصبرا وشاتيلا 1982 التى راح ضحيتها 1500 شهيد، ومجزرة الحرم الإبراهيمى 1994 خلال صلاة فجر الجمعة فى شهر رمضان المبارك، والقتل العشوائى فى مجزرة جنين 2002، وحتى مجزرة مستشفى المعمدانى فى اكتوبر الماضى وراح ضحيتها 500 شهيد والآلاف من الجرحى. أما المسجد الأقصى فقد شهد العديد من المجازر حين أمطروا المصلين بوابل من القذائف والنيران فى أكتوبر 1990، وهيَ أول مجزرة تحدث داخل المسجد الأقصى وتلاها العديد من المجازر والأحداث المؤسفة لقتل الفلسطينيين خلال أداء فريضة الصلاة آخرها منتصف الأسبوع الحالى التى تناثرت فيه أشلاء المصلين فى قاعات المسجد ! جرائم الاحتلال لا تنتهى ومنذ السابع من أكتوبر الماضى ارتفع عدد ضحايا العدوان إلى أكثر من 38 ألف شهيد نصفهم من الأطفال، وأكثر من 88 ألف مصاب وجريح هيَ إبادة جماعية بكل ماتعنى من وصف. الولاياتالمتحدةالأمريكية انشغلت بالانتخابات المرتقبة بين بايدن وترامب وتركت إسرائيل تعربد وتطلق ألسنتها لكل القوانين والأعراف الدولية، الأحداث المأساوية مستمرة فى قطاع غزة على مرأى ومسمع من العالم كله ولا أحد يتحرك، وأمة إسلامية كان الله يباهى بها ملائكته، صمتت وأثرت المشاهدة بدون أن يهتز لها رمش، أما الشعوب فلم يبق لها غير الدعاء وشروخ ملأت القلوب.