يُعتبر قصر السكاكيني أحد أبرز معالم القاهرة التاريخية، والذي بُني في أواخر القرن التاسع عشر ليصبح شاهدًا على تاريخ المدينة العريق. تشهد القاهرة حاليًا مشروعًا كبيرًا لترميم وإعادة تأهيل هذا القصر بالتعاون بين وزارة السياحة والآثار والجهاز المركزي للتعمير، بهدف إحياء هذا المعلم الثقافي وتحويله إلى مركز حضاري وخدمي. تاريخ قصر السكاكيني: تم بناء قصر السكاكيني عام 1897 على يد حبيب باشا السكاكيني، الذي استلهم تصميمه من الطراز الإيطالي الباروكي. يقع القصر في منطقة الظاهر بوسط القاهرة، ويمتد على مساحة 2698 متر مربع. يتألف القصر من خمسة طوابق، بما في ذلك البدروم، ويحتوي على أكثر من 50 غرفة، وأكثر من 400 نافذة وباب، بالإضافة إلى 300 تمثال، منها تمثال نصفي لحبيب باشا السكاكيني يزين المدخل الرئيسي للقصر. هذا التمازج الفريد بين العمارة الأوروبية والزخارف الشرقية جعله تحفة معمارية لا مثيل لها. مشروع ترميم وإعادة تأهيل القصر: بدأت وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة بقيادة المهندس شريف الشربيني، بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، في تنفيذ مشروع شامل لترميم وإعادة تأهيل قصر السكاكيني. يقود الجهاز المركزي للتعمير، برئاسة اللواء محمود نصار، هذه الجهود بهدف تجديد وإحياء القاهرة الإسلامية والفاطمية. ويشمل المشروع ليس فقط ترميم القصر نفسه بل أيضًا رفع كفاءة واجهات العمارات المحيطة وإعادة تخطيط الحركة المرورية في المنطقة. أهداف المشروع: يهدف المشروع إلى إعادة توظيف قصر السكاكيني كمركز حضاري وخدمي وثقافي وفني، مما يعزز من قيمته التاريخية والمعمارية. سيتم تحسين البنية التحتية للمنطقة المحيطة، وتجديد الواجهات المعمارية للشوارع المطلة على القصر، بالإضافة إلى توفير مرافق وخدمات حديثة تتماشى مع الطابع التاريخي للمنطقة. اقرا ايضا: قصر الأميرة تتر ومدرسة الأيتام.. تراث إنساني وتعليمي في قلب القاهرة التاريخية تفاصيل الترميم: حصلت «بوابة أخبار اليوم» على مجموعة جديدة من صور ترميم قصر السكاكيني، والتي تظهر الجهود المبذولة في تجديد الهيكل الخارجي والداخلي للقصر. تشمل أعمال الترميم إصلاح الأضرار التي لحقت بالجدران والأسقف، وإعادة طلاء الزخارف الأصلية، وترميم الأثاث والتحف القديمة. يتم تنفيذ هذه الأعمال بحرفية عالية لضمان الحفاظ على الطابع الأصيل للقصر. تصريحات المسؤولين: أكد اللواء مدحت عبدالرحمن، رئيس جهاز تجديد أحياء القاهرة الإسلامية والفاطمية، أن الهدف من المشروع هو الحفاظ على الطابع العمراني والمعماري للقاهرة القديمة. وأشار إلى أن الجهاز يتولى تنفيذ عدة مشروعات لصالح الغير بتمويل من صندوق التنمية الحضرية، مما يعزز من جهود الحفاظ على التراث الثقافي للمدينة. قصر السكاكيني ليس مجرد معلم تاريخي، بل هو رمز لتاريخ وثقافة القاهرة، مشروع ترميم وإعادة تأهيل هذا القصر يعيد له بريقه ويجعله مركزًا حضاريًا يساهم في تعزيز الوعي الثقافي والتراثي للأجيال القادمة. بفضل الجهود المبذولة، سيظل قصر السكاكيني شاهدًا على الفخامة والجمال المعماري الذي ميز حقبة تاريخية مهمة في مصر.