على جهازى المحمول كما على ملايين الأجهزة مثله هناك برنامج يهتم بصحة الإنسان ويحصى له خطوات سيره وتحركه على قدميه، وتعجبت كثيرا من إحصائه للمسافات التى قطعتها سيرا على الأقدام خلال فترة الحج وتعجبت أكثر من عدد تلك الخطوات التى قطعناها على الأقدام، دون أن ندرى أو يعوقنا الإجهاد، بمدد من الله.. وكلما بحثت فى أرشيف صفحتى الشخصية على الفيسبوك عن موضوع أو مقال قديم كتبته وأحتاج الاستعانة به وجدت فيسبوك يستحضر أمامى كل ما دونته بخصوص ذلك الأمر بتاريخه وتعليقات الأصدقاء عليه والتعديلات التى أجريتها عليه منذ نشره لأول مرة، ولو مضى على ذلك سنوات عديدة حيث تمتد علاقتى بالفيسبوك إلى أكثر من ثلاثة عشر عاما. أتفكر فى ذلك وأعجب أكثر ممن اخترعوا تلك الاختراعات المذهلة التى تحصى خطواتهم وتحفظ سابقة أعمالهم بلا مساس ولا تغيير، وقد يكون بين هؤلاء المخترعين من لا يزالون على الكفر بوجود خالق لهذا الكون يستنكرون وجوده ويتعامون عن آياته، فمنهم من يعيدها إلى الطبيعة ومنهم من يؤلّه الصدفة أو يقدس مخلوقا وما أكثر وما أنكر ما يؤلهونه من دون الخالق الأعظم. ومنهم من ينكر اليوم الآخر والحساب ويتعجبون كيف لحساب الإنسان على كل حياته وكيف يتم رصد حياة الإنسان وأفعاله ويحسب خطواته بدقة دون نسيان أو اختلاف؟ وشد ما يقودنى إلى العجب والاستنكار لمواقفهم وعقولهم أنهم يعيشون فى عصر تنطق منجزاته العلمية والتكنولوجية بأسباب الإيمان بمن هدى عقول الناس لمثل هذه الحافظة السحرية لما يكتبون أو يقولون أو يفعلون، وقد يكون بينهم كما ذكرت بعض من توصلوا لتلك المخترعات الخيالية. إنه أرشيف الدنيا للآخرة ينكره الملحدون فى الدنيا ويتعجب منه المجرمون فى الآخرة. وصدق تعالى فى قوله: «سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق».