بعد اعتراف وزارة التربية والتعليم بوجود خطأ فى صياغة 3 أسئلة بامتحان الفيزياء لطلاب الثانوية العامة ، ومنح جميع الطلاب الدرجة الكاملة بهم ، ووجود اجابتين صحيحتين فى الاختيار من متعدد فى سؤالين آخرين ، أصبح بنك أسئلة امتحانات الثانوية العامة فى مرمى الاتهام ، ووجود مطالب كثيرة بضرورة مراجعته وإعادة تقييمه، خاصة بعد حالة الجدل التى شهدتها الاوساط التعليمية ومواقع التواصل الاجتماعى خلال ال 48 ساعة الماضية، بوجود معلمين منحوا طلابهم فى الدروس الخصوصية 18 سؤالا فى امتحان الكيمياء .. الامر الذى اثار غضب عدد كبير من الطلاب واولياء الامور بضياع جهودهم .. «الاخبار» ناقشت القضية من جميع أبعادها . وكانت وزارة التربية والتعليم قد وجهت فى شهر ديسمبر عام 2022 بتدريب موجهى المديريات التعليمية والإدارات فى جميع المحافظات على صياغة أسئلة امتحانات الثانوية العامة ومشاركتهم فى وضع بنك الأسئلة ، ولم يستمر التدريب سوى أسبوعين ، وهى مدة غير كافية لتعلم صياغة الامتحانات. وقد ظهر القصور واضحا فى امتحان الفيزياء الماضى واتجهت سهام العقوبات نحو لجنة المراجعة ، ونسى الجميع السبب الحقيقى وهو وجود خطأ فى صياغة 3 أسئلة بامتحان الفيزياء ، وسؤالين بهما اجابتان صحيحتان فى الاختيارات وهو خطأ جسيم فى صياغة الأسئلة . سبب أخر فى وجود المشكلة هو مشاركة عدد كبير من معلمى الدروس الخصوصية فى صياغة أسئلة الثانوية العامة ، والدليل على ذلك موجه دمياط الذى أثيرت حوله شبهة تسريب بعض أسئلة الفيزياء العام الماضى ومنحها لطلابه فى الدرس الخصوصى، وتم استبعاده تماما من امتحانات الثانوية العامة ، كل ذلك جعل عبارة «توارد خواطر» هى المخرج الذى استخدمته وزارة التربية والتعليم ، فى ردها على اتهامات السوشيال ميديا بتسريب 18 سؤالا فى امتحان الكيمياء بداية الأسبوع الحالى . «ليست توقعات» يقول د. تامر شوقى خبير علم النفس التربوى إن ادعاء البعض بوجود بعض أسئلة امتحان الكيمياء مع بعض المعلمين لابد ان يخضع للتحقيق من قبل الجهات المعنية وعدم التسرع فى إصدار أى أحكام مسبقة بخصوص هذا الموضوع، مع ضرورة الوضع فى الاعتبار وجود بعض الشواهد التى قد تغير بعض الشكوك المشروعة حول كيفية حصول هؤلاء المعلمين على تلك الاسئلة وأن الأمر ليس مصادفة او من قبيل التوقعات كما اكد عدد من المعلمين . وأضاف أن هذه الاسئلة جديدة وليست موجودة فى أى كتب خارجية أو حتى المنصات التعليمية التى تشرف عليها الوزارة، فكيف وصلت اليهم؟ خاصة ان الكثير من أسئلة النظام الجديد للثانوية العامة هى من إبداع واضعى الامتحانات .. بالاضافة الى تواجد نفس الاسئلة مع عدد كبير من المعلمين فى نفس المحافظة، وليس مع معلم واحد فكيف يحصلون عليها.. وأكد دكتور شوقى أن كثرة عدد الاسئلة المتداولة والتى تصل الى اكثر من 15 سؤالا تشير الى أنها ليست توقعات، فالتوقعات قد تتضمن توقع سؤال واحد أو سؤالين أو حتى ثلاثة أسئلة وان الاسئلة المتداولة ليست مجرد أفكار لأسئلة بل تضمنت نفس الأرقام، والمصطلحات بل ونفس البدائل حتى مع تغيير أرقامها وترتيبها فى الأربعة نماذج الخاصة بالامتحان، ويجب إعادة تقييم بنك أسئلة الثانوية العامة . «حصر المسئولية» ومن جانبه أكد دكتور عاصم حجازى استاذ علم النفس و القياس و التقويم التربوى المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة أن أسباب تداول أسئلة الامتحانات مع بعض معلمى الدروس الخصوصية خاصة بعد ما شهدته بعض المراكز فى مختلف المحافظات من تداول ما يقرب من 12 الى 18 سؤالا لمادة الكيمياء اثناء المراجعة وقبل انطلاق الامتحان بيوم واحد أن النظام المتبع فى تطبيق اختبارات الثانوية العامة يعتمد على صورة واحدة من الامتحان أى أن الأسئلة تطبق بعينها بدون أى تغيير فيها على جميع الطلاب والاختلاف فقط يكون فى ترتيب الأسئلة فى الاربعة نماذج فإن التسريب أو الغش أو التداول كلها أمور واردة جدا وقد يكون ذلك بسبب انعدام الضمير أو استخدام التسريب لافتعال أزمات أو تصفية حسابات أو ضعف النفوس أو حتى الإهمال أو انعدام الخبرة بأمن المعلومات والحفاظ على سرية البيانات فى البيئة الرقمية .. وطالب بضرورة فحص دائرة المتعاملين مع الامتحانات بشكل جيد وحصر مسؤولية الاطلاع على الامتحان فى أضيق نطاق واتخاذ ما يلزم من إجراءات لتأمين سرية الامتحان .