عاد الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى مسار حملته الانتخابية عازمًا على الصمود رغم الضغوط المتزايدة من السياسيين الديموقراطيين لحمله على التخلي عن ترشحه، وذلك قبل أن يبدأ أسبوعًا صعبًا يستضيف فيه قمة لحلف شمال الأطلنطي (ناتو) فى واشنطن. ومن المقرر أن يشارك الديموقراطى البالغ 81 عامًا، والذى لم يبدد تمامًا الشكوك حول قدرته على حكم البلاد لولاية ثانية بعد مقابلة تليفزيونية أجراها الجمعة، فى تجمعين انتخابيين فى فيلادلفيا وهاريسبورج فى بنسلفانيا، وهى ولاية رئيسية فى السباق نحو البيت الأبيض. لكن ضغوط النواب الديموقراطيين تتزايد، فقد دعا زعيم الأقلية الديموقراطية فى مجلس النواب حكيم جيفريز إلى اجتماع أزمة (افتراضي) للنواب الديموقراطيين لمناقشة أفضل طريقة للمُضي قدمًا، مع عودة الكونجرس للانعقاد خلال الأيام القليلة المقبلة. وسيحاول السناتور الديموقراطى مارك وارنر تنظيم اجتماع مماثل فى مجلس الشيوخ، وقد سبق أن طلب أربعة نواب ديموقراطيين من بايدن الانسحاب من السباق الرئاسى فى نوفمبر، وانضمت إليهم نائبة خامسة هي أنجي كريج. وكشفت صحيفة «واشنطن بوست»، أن مساعدى الرئيس الأمريكي لم يتمكنوا من احتواء تطورات الأزمة السياسية بعد الأداء الكارثي في المناظرة المتلفزة مع الرئيس السابق دونالد ترامب، وتسبب أداء بايدن فى المناظرة مع ترامب، بحالة من الذُعر والفوضى فى معسكر الديمقراطيين، حيث ارتفعت أصوات تدعوه للانسحاب من السباق الرئاسي، لكن البيت الأبيض وجو بايدن نفسه أكدا أن ذلك لن يحدث. وبحسب الصحيفة، فإن الوضع سيزداد سوءًا، حيث كشفت المظاهر العامة لبايدن تناقضًا، ويقول أنصاره سرًا إنهم «لم يعودوا يعرفون ما اعتقدوا بأنهم يعرفونه عن بايدن». وأشارت «واشنطن بوست»، إلى أنه بحلول منتصف الأسبوع الذى أعقب المناظرة، اكتسبت الأزمة صفة «كرة الثلج» (مصطلح مجازى يصف حدثًا يبدأ من مرحلة مبدئية لا تؤثر كثيرًا ثم تتراكم وتتفاقم حتى تصبح أكبر وأكثر تأثيرًا وجدية، وقد تصبح أشد خطورة)، وبدأ استراتيجيو الحزب الديمقراطى فى التخطيط لتعزيز موقع نائبة الرئيس كامالا هاريس، التى يُنظر إليها على أنها البديل الأكثر ترجيحًا لبايدن، وبدأ مساعدو الرئيس الأمريكى فى التعبير عن مخاوفهم. وفيما تتعالى أصوات المطالبين بعدول بايدن عن ترشيح نفسه لخوض الانتخابات الرئاسية، يبدو أن المرشح الجمهوري، دونالد ترامب يشعر بثقة بالفوز فى الانتخابات المقبلة إذا ما استمر بايدن فى السباق نحو البيت الأبيض.