سألنى الأسطى بطرس الميكانيكى بالأمس، وهو رجل متعلم مستنير، سؤالًا وجيهًا: «هل الوزارة الجديدة محظوظة بالمناخ الاقتصادى الذى ستعمل فى ظله، والذى بدأنا نشعر بتحسنه، وسيزداد فى الفترة المقبلة؟ أم عليها أعباء ومسئوليات أكبر بسبب الظروف الإقليمية والدولية الصعبة التى واجهت الوزارة السابقة، ومازال تأثيرها قائمًا؟ وهل سيؤثر ذلك على الأداء الذى تنتظره الجماهير المصرية؟» ولحسن الحظ أن الذى أجابه هو الرئيس عبد الفتاح السيسى نفسه، فهو قائد يعرف نبض الشارع المصرى، وجاءت الإجابة عند لقاء الرئيس بأعضاء الحكومة الجديدة (التى تحمل الترتيب 125 فى قائمة الحكومات المصرية، منذ نشأتها الأولى عام 1878)، وذلك عقب أداء اليمين الدستورية. أكد الرئيس على أهمية استكمال الإصلاح الاقتصادى، مع إعطاء الأولوية؛ للتخفيف على المواطنين وتحقيق طفرة ملموسة فى المجالات الخدمية، وعلى رأسها الصحة والتعليم. وشدد على الأهمية البالغة لبناء وتطوير الصناعة المصرية، باعتبارها هدفًا استراتيجيًا فى مسيرة بناء الدولة، وأن تعمل الحكومة الجديدة على جذب وتشجيع الاستثمارات الداخلية والخارجية، والاهتمام بالقطاع الخاص، وذلك فى إطار تحسين الأداء المالى والاقتصادى الشامل للدولة، وترسيخ مفاهيم المواطنة والتسامح وعدم التمييز بين المواطنين. ما قاله الرئيس هو تركيز للتوجيهات السبعة التى جاءت عند تكليف الدكتور مدبولى بالوزارة 125 فى تاريخ مصر الحديث، وهى توجيهات تتعلق بالحفاظ على الأمن القومى، والإصلاح الاقتصادى، وتطوير الحياة السياسية، وبناء الإنسان المصرى، والاهتمام بملفى التعليم والصحة، وتعزيز الوعى الوطنى والثقافى، وتطوير الخطاب الدينى المعتدل، بما يدعم المواطنة والسلام المجتمعى. من هنا قلت للأسطى بطرس: لقد فهمت من حديث الرئيس أن أعضاء الحكومة الجديدة، هم مجموعة من المقاتلين من أصحاب الكفاءات، كل فى مجاله.. سيتعاملون مع ميراث الحكومة السابقة بثقة وجدية. وأضفتُ: وهى بنفس الوقت حكومة محظوظة بالدعم الرئاسى الكبير أولًا، ثم النمو الاقتصادى المتصاعد نتيجة للاستثمارات العربية والأوروبية المقبلة ثانيًا، ولتحسن جميع مؤشراتنا الاقتصادية.. لذلك فإن الشارع متفائل.