منذ أن تولى الرئيس مقاليد الحكم وهو يضع الشباب نصب عينيه ، مؤمنًا بأنهم القوة الضاربة للمستقبل ووقود تنميته ، قرارات الرئيس وعمله الدؤوب ترجمة واضحة لتسليم الدولة للشباب وتسليم المستقبل لأصحاب المستقبل حتى لا يأتى المستقبل ولا نجد من يتسلمه أو يعيش فيه ، وأصبح فى عهد الرئيس السيسى الشباب هو مشروعنا القومي، نسمعهم ونستجيب لمطالبهم، يخطئون فنصوب بحب الأخطاء، نعترف بتفوقهم حتى ولو كان على حسبنا لأنها سنة الحياة ، فالشباب قادمون ولن تبنى مصر إلا بسواعدهم. الدولة تترجم ذلك فى نواح كثيرة، لعل تشكيل الحكومة الجديدة خير مثال لذلك فمتوسط أعمار الوزراء الجدد ينحاز إلى فئة الشباب، وهو أمر محمود ونعظمه، وكم من الشباب الذى تولى المسئولية فى الفترة الأخيرة فى مؤسسات الدولة المختلفة يؤكد على أننا نسير على هدى فكر الرئيس. الشباب هم القوة الضاربة للمجتمع المصرى فى المستقبل، خاصة أن هذا الجيل نشأ فى ظل التطور المذهل فى التواصل الاجتماعى بين جيل الشباب ومفردات تعاملاتهم اليومية وأذواقهم وتجارب حياتهم التى عاشوها ونحن أبناء الجيل الكبير نصر على فرض وصايتنا على الشباب تحت حجج مختلفة أغلبها لا تصلح للتعامل فى ظل التطور التكنولوجى الرهيب الذى يحدث يوميًا ولا يتواكب معه الجيل الكبير بينما يعيش بداخله الشباب وتصبح هذه التكنولوجيا عالمه وحياته وينفصل تدريجيًا عن المجتمع الذى يعيش فيه ويعيش فى عالم افتراضى يستمد منه عاداته وقيمه ومعلوماته بينما نحن الأغلبية من الجيل الكبير يمصمصون الشفاه ويتحسرون على الماضى وينتقدون الشباب دون أن يفكروا فى التعايش معهم أو الاستماع لهم أو حتى الإيمان بهم بأنهم القادمون بعيدًا عن الشعارات بمعنى الفعل وليس الكلام . ومن ثم فإن انغماس واختيار قيادات شابة فى مناصب عليا مثل الوزراء ورؤساء التحرير والقيادات المصرفية والتكنولوجية وغيرها يعطى الأمل للشباب والإشارة بأن الدولة فى حاجة لهم ولمجهودهم ، وفى المقابل علينا نحن الجيل الأكبر إمداده بالنصيحة والتجارب الحياتية التى خضناها ليتعلموا منها ويستفيدوا من مخرجاتها ليطوروا ويسعوا للمستقبل الذى سيقودونه ويتسلمون منا الراية مرفوعة خفاقة ليزيدوها علوا ومكانة.