كشف المحلل السياسي الفلسطيني أشرف القصاص عن بنودًا مبهمة جاءت في مقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن لإنهاء الحرب في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن مقترح بايدن حمل انسحابًا إسرائيليًا غير واضح، ما يفتح الباب أمام احتمالية استمرار الحرب. وأعلن بايدن، يوم الجمعة الماضي، عن مقترح لإنهاء الحرب في غزة، وقال إنه مقترح إسرائيلي، وتشكل هذا المقترح من ثلاث مراحل. وقال القصاص، ل"بوابة أخبار اليوم"، إن إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن عن مقترح الخطة الإسرائيلية لمفاوضات الأسرى يعد هو الأول من نوعه، وشكل مفاجأة للكثيرين حتى في تل أبيب، معتبرًا أن السر في ذلك صمود المقاومة الفلسطينية وازدياد حدة المظاهرات المناهضة للحرب في أمريكا وأوروبا وإسرائيل نفسها. اقرأ أيضا مساعد نتنياهو: خطة بايدن بشأن غزة ليست جيدة لكن إسرائيل تقبلها وأردف قائلًا: "منذ بدء المفاوضات غير المباشرة بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وإسرائيل حرصت الولاياتالمتحدة والوسطاء على عدم التطرق لتفاصيل أي مقترحات يجري التفاوض عليها، ومع إعلان بايدن بدا كأن واشنطن أخذت زمام المبادرة لتحل محل تل أبيب وتفاوض حماس على ما قد يُطرح على الطاولة". انسحاب غير واضح وحرب مستمرة ومع ذلك، تحدث القصاص عن أنه رغم تضمين الإعلان مطالب للمقاومة ومنها انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، فإن المقترح لم يوضح إلى أين يكون انسحابه، مشيرًا إلى أنه نص المقترح على "انسحاب القوات الإسرائيلية من كل المناطق المأهولة في غزة"، وهو ما يوحي بأن الاحتلال سيبقي بعضًا من قواته في أجزاء من القطاع. وواصل قائلًا: "ولعل المتتبع لخطاب بايدن وعرضه على حماس قبول المقترح وإلا فستستمر إسرائيل في حربها على القطاع، يدرك أن التلويح بورقة استمرار الحرب هو خلق نوع من الضغط على حماس للقبول بما يُعرض عليها، كما يُظهر أنه يتوافق مع الفكرة الإسرائيلية بعدم إنهاء الحرب بشكل كامل، وأنه يمكن العودة لتدمير القطاع في حال تم إخراج الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة". وأشار القصاص إلى أن المقترح لم يحسم مسألة وقف إطلاق النار، موضحًا أن "الحديث عن نهاية مستدامة للقتال في المرحلة الثانية لا يحقق مطالب المقاومة الفلسطينية في وقف شامل وكامل لإطلاق النار، كما أن التصريح الصادر من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يظهر نية مبيتة للعودة إلى الحرب بعد المرحلة الأولى التي يتم فيها الإفراج عن الأسرى". وعلّق القصاص قائلًا إنه "واضح أن نتنياهو لديه إصرارًا على عدم إنهاء الحرب". وذكر المحلل السياسي الفلسطيني أن إعلان بايدن أشار كذلك إلى أنه خلال الأسابيع الستة التي تمثل المرحلة الأولى ستتفاوض حماس وإسرائيل للوصول إلى المرحلة الثانية من الصفقة، وقال إن الجانبين سيتفاوضان خلال تلك الأسابيع الستة حول وقف دائم لإطلاق النار، لكن الهدنة ستستمر إذا ظلت المحادثات جارية. ونوه القصاص إلى أن إسرائيل والإدارات الأمريكية المتعاقبة لجأت مع منظمة التحرير الفلسطينية إلى سياسة التفاوض لأجل التفاوض منذ اتفاق أوسلو في عام 1993، وأدخلت لاحقًا السلطة الفلسطينية في سلسة مفاوضات باتت هدفا في حد ذاتها للسلطة حتى لا تفقد شرعية وجودها أمام الشارع الفلسطيني. وأكد قائلًا: "لذا فإن الحديث عن وقف إطلاق النار طالما كانت المفاوضات مستمرة بخصوص المرحلة الثانية بهدف الوصول إلى وقف الأعمال العدائية، يعني أن هذا المقترح غير مؤسس على مبدأ وقف الحرب.