إنجاز جديد حققته مرشحة حزب "مورينا" الحاكم في المكسيك، كلوديا شينباوم، في الانتخابات الرئاسية بعد أن حصلت على ما لا يقل عن 60% من الأصوات لتصبح أول امرأة تنتخب رئيسة للمكسيك. تاريخ من الأوسمة لرئيسة المكسيك الجديدة قائمة الأوسمة والشهادات التي حصلت عليها كلوديا شينباوم في حياتها طويلة، رغم أنها تبلغ من العمر 61 عامًا، فهي حاصلة على درجة الدكتوراه في هندسة الطاقة، وفي عام 2007، حصلت على جائزة نوبل للسلام كعضو في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وحكمت العاصمة "مكسيكو سيتي، وهي واحدة من أكبر المدن في العالم. ويتسم انجاز شينباوم في الانتخابات الرئاسية هذه المرة بالشجاعة، وفقًا لما ذكره تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الامريكية، حيث أنها نافست على أعلى منصب في بلد لطالما اتسم بثقافة الرجولة والعنف المتفشي ضد المرأة. وقالت في تصريحات لها: "للمرة الأولى منذ 200 عام هي عمر جمهورية المكسيك، سأصبح أول رئيسة للبلاد، وهو أمر لم أصل إليه وحدي، بل وصلنا له جميعاً، مع بطلاتنا اللاتي منحتنا وطننا، مع أجدادنا وأمهاتنا وبناتنا وحفيداتنا". وتمكنت عمدة مكسيكو سيتي السابقة، والرئيسة واليسارية الحالية شينباوم، من إدارة حملة مدى انتخابية وسياسية منضبطة، مستفيدة من شعبية سلفها قبل أن تخرج منتصرة في تصويت اليوم الأحد. من هي «كلوديا شينباوم» رئيسة المكسيك الجديدة؟ بدأ شغف شينباوم بالسياسة أثناء دراستها للحصول على شهادتها الجامعية في الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك (UNAM)، حيث اهتمت كثيرا بالسياسات الطلابية، واحتجت على خصخصة التعليم العام. بعد التخرج، درست هندسة الطاقة في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، حيث أصبحت تتقن اللغة الإنجليزية وحصلت على درجة الماجستير، قبل أن تعود إلى UNAM لدراسة الدكتوراه. دخلت شينباوم عالم السياسة في عام 2000، عندما تم تعيينها وزيرة للبيئة في مكسيكو سيتي من قبل أوبرادور، الذي كان آنذاك رئيس حكومة المدينة. بعد ترك منصبها في عام 2006، التزمت شينباوم بدراسة الطاقة، وانضمت إلى اللجنة الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) وأصبحت جزءًا من الفريق الذي حصل على جائزة نوبل للسلام. وفي عام 2015، أصبحت أول امرأة منتخبة رئيسة لمنطقة تلالبان في مكسيكو سيتي، وظلت في منصبه حتى عام 2017، وفي العام التالي، تم انتخابها رئيسة لحكومة المدينة بأكملها ولكنها تنحيت في يونيو 2023 للشروع في ترشحها للرئاسة. لدى شينباوم طفلان وحفيد واحد، وقد التقت بزوجها، خيسوس ماريا تاريبا، في الجامعة بينما كانا يدرسان الفيزياء. فوز بالانتخابات بفضل تحجيم «كورونا» ومع فوزها اللافت للانتباه الذي حققته اليوم في الانتخابات الرئاسية، سوف يتطلع المكسيكيون إلى الكيفية التي قد تتمكن بها شينباوم، من تحقيق أحلامها واثبات نفسها كرئيسة للبلاد، خاصة وأنها كانت قريبة من الرئيس المنتهية ولايته لوبيز أوبرادور، وكانت تشاركه العديد من أفكاره حول أدوار الحكومة، لذلك ينتظر الجميع ليرى كيف ستخرج الرئيسة الجديدة من عباءه من سبقها. ولعل واحد من أهم الاختبارات التي شهدت على مهارة شينباوم وقدراتها السياسية، الطريقة التي تعاملت بها مع فيروس كرونا بينما كانت حاكمة للعاصمة المكسيكية التي يبلغ عدد سكانها حوالي 9 ملايين نسمه. وبينما كانت الحكومة الفيدرالية تقلل من أهمية اختبارات فيروس كورونا، قامت مكسيكو سيتي بتوسيع نظام الاختبار الخاص بها. ووضعت شينباوم حدودا لساعات العمل والقدرات الاستيعابية للعاملين داخل الشركات الخاصة، وحثت على ارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي، محافظة بقدر الإمكان على تجنب أي إجراءات من شأنها أن تضر بالاقتصاد. كما تعتبر مستويات العنف المرتفعة في المكسيك واحدة من أكثر التحديات إلحاحًا التي تواجهها شينباوم بعد توليها منصبها في الأول من أكتوبر القادم. وخلال حملتها الانتخابية، قالت أكثر بقليل من أنها ستوسع الحرس الوطني شبه العسكري الذي أنشأه لوبيز أوبرادور وستواصل استراتيجيته المتمثلة في استهداف العلل الاجتماعية التي تجعل الكثير من الشباب المكسيكي أهدافًا سهلة للتجنيد في العصابات الكبيرة. «كلوديا شينباوم» والحرب على العصابات وعن نهجها في التعامل مع العصابات الإجرامية، قالت شينباوم: "ليكن الأمر واضحًا، هذا لا يعني القبضة الحديدية أو الحروب أو الاستبداد، سنعمل على تعزيز استراتيجية لمعالجة الأسباب ومواصلة التحرك نحو القضاء على الإفلات من العقاب". ومن بين أهداف كلوديا شينباوم التي أعلنت عنها خلال حملتها الانتخابية، تطوير النظام التعليمي في البلاد، حيث كانت أعلنت عن خططها لإنشاء منحة دراسية عالمية لطلاب المدارس والمعاهد. وفي المجال الاقتصادي، تريد شينباوم الحفاظ على تدابير التقشف، وزيادة تمويل البرامج الاجتماعية الحكومية التي تهدف في المقام الأول إلى القضاء على الفقر. وتعتبر شينباوم ليست فقط أول امرأة تقود الدولة، وإنما هي أول امرأة من خلفية يهودية تصبح رئيسة للدولة ذات الأغلبية الكاثوليكية.