اعتبر كورت كامبل، نائب وزير الخارجية الأمريكي، أن إدارة الرئيس جو بايدن لا ترى أن إسرائيل ستحقق «نصراً كاملاً» في هزيمة حماس بقطاع غزة الفلسطيني، وفى حين حث المسئولون الأمريكيون إسرائيل على المساعدة فى وضع خطة واضحة لحكم غزة بعد الحرب، فإن تعليقات كامبل هى الأكثر وضوحا حتى الآن لمسئول أمريكى كبير يعترف فعليا بأن الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية الحالية لن تحقق النتيجة التى تهدف إليها. وقارن كامبل الوضع فى غزة بالحروب الأمريكية فى أفغانستان والعراق بعد أحداث 11 سبتمبر، حيث استمر القتال «بعد نقل السكان المدنيين»، وقال كامبل: «فى نهاية المطاف، أعتقد أنه يجب أن يكون هناك المزيد من الحلول السياسية لهذه المسألة». وتأتى تصريحات كامبل فى الوقت الذى تحذر فيه واشنطن إسرائيل من المضى قدماً فى هجوم عسكرى كبير على رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، حيث يحتمى أكثر من مليون شخص نزحوا بالفعل بسبب الهجمات الإسرائيلية. اقرأ أيضاً .. خاص| «جوتيريش» يثمن دور مصر في محادثات وقف إطلاق النار بغزة وفى وقت سابق، أفاد تقرير أن إدارة بايدن عرضت إعطاء «معلومات استخباراتية حساسة» لإسرائيل حول مواقع قادة حماس الكبار إذا وافقت على التخلى عن عملية كبيرة تتوعد بها منذ فترة طويلة فى مدينة رفح الواقعة بأقصى جنوبغزة. ونشرت صحيفة «واشنطن بوست» عن أربعة مصادر لم تسمها قولها إن الولاياتالمتحدة عرضت أيضاً المساعدة فى إقامة مخيمات كبيرة للفلسطينيين الذين تم إخلاؤهم من رفح، والمساعدة فى بناء البنية التحتية لتقديم المساعدات الإنسانية. وكان وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن قد قال قبل أيام إنه فى غياب خطة لما بعد الحرب فى غزة، سيتعين على إسرائيل إما البقاء فى القطاع إلى أجل غير مسمى ومواجهة «تمرد دائم» من الآلاف من مسلحى حماس المتبقين، أو الانسحاب وترك «فراغ من المرجح أن تملأه الفوضى، وفى نهاية المطاف حماس مرة أخرى»، فى سياق متصل، قال مستشار الأمن القومى للبيت الأبيض جيك سوليفان، إن مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية مستمرة وأن الإدارة لا تزال عازمة ومصممة على مساعدة إسرائيل وحماس فى التوصل إلى اتفاق وتأمين إطلاق سراح المحتجزين. لكن رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطرى محمد بن عبدالرحمن آل ثانى قال فى مداخلة خلال انعقاد منتدى قطر الاقتصادي، أمس، إن المفاوضات بشأن الهدنة فى غزة وصلت إلى حالة من الجمود تقريباً، مبيناً أن ما حدث فى رفح المتمثل فى محاولة جيش الاحتلال تنفيذ هجوم عسكرى آخّر المحادثات. أما نتنياهو فقد عرض أمس الأول وقف الحرب مقابل «استسلام حماس» والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى الحركة، على الجانب الآخر، وصف القيادى فى حركة «حماس» عزت الرشق أمس تصريحات نتنياهو حول استسلام الحركة ب «السخيفة وأنها للاستهلاك المحلى وتعكس وضعه المأزوم بعد 220 يوماً على بدء الحرب». وقال الرشق « توضح (التصريحات) مستوى الخوف من حالة ارتفاع وتيرة الدعم لقضية شعبنا ومشروعية حقوقه حول العالم، وتكشف مجدداً انهزامه التاريخى أمام صمود شعبنا وبسالة مقاومتنا التى تسطر يومياً ملاحم بطولية على أرض غزة، فى كل محاور الاشتباك». وأضاف الرشق: « تؤكد التصريحات مجدداً أنه لا يزال يعيش أوهامه وأحلامه فى تحقيق نصر مزعوم، لن يتحقق أبداً أو النيل من رموز شعبنا ومقاومتنا فى قطاع غزة، الذين لا يعرفون الانكسار ولا الاستسلام».