يبدو أن مشاعر القلق جراء موجات الاحتجاجات التى تشهدها الولاياتالمتحدة منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة ومؤخرا الاحتجاجات السلمية التى انطلقت فى العديد من الولايات و فى القلب منها الجامعات الأمريكية تنديداً بالعدوان الصهيونى على غزة و مناصرة للفسلطينيين ، فتحت شهية صناع الأفلام فى هوليوود على تجسيد السيناريو الأسوأ للانقسام الممكن وقوعه يوماً ما فى أمريكا وذلك من خلال فيلم مظلم حمل اسم حرب أهلية . يطرح فيلم حرب أهلية للمخرج أليكس جارلاند صورة سوداء لما يمكن أن يكون عليه حال الولاياتالمتحدة بعد خروج ثلاث ولايات كبرى هى فلوريدا و تكساس و كاليفورنيا من الاتحاد الفيدرالى الأمريكى وذلك إثر وقوع انقسام بسبب استيلاء الرئيس على حكم الولاياتالمتحدة لفترة ثالثة بدلاً من فترتين اثنتين كمحددات الدستور الأمريكى . يصور الفيلم من خلال أبطاله وهم محررون عسكريون يغطون الحرب و تسعى واحدة منهم لإجراء مقابلة مع الرئيس المهدد بالقتل أهوال الحرب الأهلية ، و ما يمكن أن يتحول إليه المجتمع حال وقوعها سيما فى بلد تكفل قوانينه حرية حمل السلاح ، غير تقديمه صورة سوداوية شديدة القتامة عن الدمار و الخراب الهائلين جراء هذه الحرب.. فى التفاصيل هناك الكثير عن معاناة الصحفيين العسكريين و ما يتعرضون له من مصاعب ومخاطر فى تغطيتهم لساحات الحروب ، غير مقابلة بين منطلقات الصحفيين أنفسهم الذين ينتمون لثلاثة أجيال ، الفيلم فى مجمله مفعم بمشاهد ومواقف أقل ما يمكن أن توصف به أنها تبعث على الرعب و الخوف ، ويبدو أن المقصود منه هو إشاعة الفزع فى نفوس عوام الأمريكيين من تحول الاحتجاجات ذات يوم يبدو من وقائع الفيلم أنه قريب و قريب جداً إلى الكابوس الأسوأ لتأليبهم على المشاركين بالاحتجاجات عموماً الفيلم الكئيب الذى انتجته ستوديوهات هوليوود وهى لم تكن مستقلة فى يوم من الأيام و تصدر شباك التذاكر الأمريكى منذ بدء عرضه يبدو أن من وضع السيناريو الخاص به متخصصون من المخابرات المركزية وليس مخرج العمل .