مجلس النواب يوافق نهائيا على قانون التأمين الموحد    20 مايو 2024.. البورصة تعاود الهبوط بانخفاض طفيف    لماذا يتهم المدعي العام للجنائية الدولية نتنياهو وجالانت بارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية؟    إسبانيا تستدعي السفير الأرجنتيني في مدريد    أحمد أوفا يقود هجوم إنبي أمام المصري في الدوري    تحرير 118 محضرا مخالفا خلال حملات تموينية وتفتيشية بالمنيا    ضبط 4 متهمين بتجميع خام الذهب الناتج عن تنقيب غير مشروع بأسوان    المحكمة تنتدب الطب الشرعي في محاكمة طبيب متهم بإجهاض السيدات في الجيزة    انطلاق ورشة لتدريب الشباب على فن الموزاييك بثقافة الإسكندرية    الرعاية الصحية: التوعوية بضعف عضلة القلب في 14 محافظة.. و60 منشأة صحية شاركت بالحملة    إطلاق أول استراتيجية عربية موحدة للأمن السيبراني الشهر المقبل    محمود محي الدين: 15% من الأجندة العالمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة    فلاح يقتل والده بأسيوط.. هكذا عاقبته المحكمة    موعد الفرحة: تفاصيل عيد الأضحى في السعودية لعام 2024    تشافي ولابورتا.. تأجيل الاجتماع الحاسم في برشلونة    "وحشتني يا بسبوس".. إيمي سمير غانم توجه رسالة لوالدها في ذكرى وفاته    سلمى أبو ضيف تنشر جلسة تصوير لها بفرنسا.. ومنى زكي تعلق (صور)    فرقة «المواجهة والتجوال» تواصل نجاحاتها بالعريش والوادي الجديد    «السرب» الأول في قائمة إيرادات الأفلام.. حقق 622 ألف جنيه خلال 24 ساعة    مجلس النواب يوافق نهائيا على الحساب الختامى للموازنة العامة للدولة    تأثيرات الإفراط في تناول الفواكه لدى كبار السن.. نصائح وتوصيات    7 تعديلات مرتقبة في قانون مزاولة مهنة الصيدلة.. أبرزها رسوم الترخيص والورثة    نائب رئيس نادى السيارات: مسيرات للدراجات النارية ومسابقات سيارات بالعلمين أغسطس 2024    طلب إحاطة بشأن تكرار أزمة نقل الطلاب بين المدارس    اليوم.. مصر تواجه بوروندي في بطولة أمم أفريقيا للساق الواحدة    شيخ الأزهر يستقبل سفير بوروندي بالقاهرة لبحث سبل تعزيز الدعم العلمي والدعوي لأبناء بوروندي    بروتوكول تعاون بين التأمين الصحي الشامل وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية لتطوير البحث العلمي فى اقتصادات الصحة    تطوير المزلقانات على طول شبكة السكك الحديدية.. فيديو    رئيس النواب: التزام المرافق العامة بشأن المنشآت الصحية لا يحتاج مشروع قانون    محافظ أسيوط: التدريب العملي يُصقل مهارات الطلاب ويؤهلهم لسوق العمل    براتب خيالي.. جاتوزو يوافق على تدريب التعاون السعودي    تفاصيل أغنية نادرة عرضت بعد رحيل سمير غانم    إكسترا نيوز تعرض تقريرا عن محمد مخبر المكلف بمهام الرئيس الإيرانى.. فيديو    فتح باب التقدم لبرنامج "لوريال - اليونسكو "من أجل المرأة فى العلم"    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    الإفتاء توضح حكم سرقة الأفكار والإبداع    ضبط المتهمين بسرقة خزينة من مخزن في أبو النمرس    مصرع شابين في حادث تصادم بالشرقية    تحرير 142 مخالفة ضد مخابز لارتكاب مخالفات إنتاج خبز بأسوان    توجيه هام من الخارجية بعد الاعتداء على الطلاب المصريين في قيرغيزستان    مجلس النواب يستكمل مناقشة قانون إدارة المنشآت الصحية    22 مايو.. المؤتمر السنوي الثالث لطلاب الدراسات العليا فى مجال العلوم التطبيقية ببنها    رئيس جامعة بنها يشهد ختام فعاليات مسابقة "الحلول الابتكارية"    قائمة البرازيل - استدعاء 3 لاعبين جدد.. واستبدال إيدرسون    مرعي: الزمالك لا يحصل على حقه إعلاميا.. والمثلوثي من أفضل المحترفين    وكيل وزارة بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذى الحجة    وزير الري أمام المنتدى المياه بإندونيسيا: مصر تواجه عجزًا مائيًّا يبلغ 55% من احتياجاتها    بعد وصولها لمروحية الرئيس الإيراني.. ما هي مواصفات المسيرة التركية أقينجي؟    باحثة سياسية: مصر تلعب دورا تاريخيا تجاه القضية الفلسطينية    معرض لتوزيع الملابس الجديدة مجانًا بقرى يوسف الصديق بالفيوم    ماذا يتناول مرضى ضغط الدم المرتفع من أطعمة خلال الموجة الحارة؟    عواد: لا يوجد اتفاق حتى الآن على تمديد تعاقدي.. وألعب منذ يناير تحت ضغط كبير    ماذا نعرف عن وزير خارجية إيران بعد مصرعه على طائرة رئيسي؟    الأسد: عملنا مع الرئيس الإيراني الراحل لتبقى العلاقات السورية والإيرانية مزدهرة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 20-5-2024    روقا: وصولنا لنهائي أي بطولة يعني ضرورة.. وسأعود للمشاركة قريبا    دعاء الرياح مستحب ومستجاب.. «اللهم إني أسألك خيرها»    وسائل إعلام رسمية: مروحية تقل الرئيس الإيراني تهبط إضطراريا عقب تعرضها لحادث غربي البلاد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أعداء الأسرة والحياة l صرخات نساء «تجار الدين» أمام محكمة الأسرة

تتنوع قضايا الأحوال الشخصية من حيث تفاصيلها ونهاياتها، لكن مع مناقشة عدد من الزوجات اللاتى لجأن إلى محكمة الاسرة للحصول على حقوقهن الضائعة، اكتشفنا أن هناك شيئا يربط ما بين هؤلاء الزوجات وهى كلمة «طليقى سلفى»، علمنا بعد الاستماع إليهن؛ أن هذا التيار الدينى له عقيدته ومعتقداته المنفردة، ويتبع فى التفكير والافعال منهجًا واحدًا، قالت زوجة منهم أنها فى البداية كن فى منتهى السعادة لارتباطها برجل «متدين» يخاف الله فيها، لكن بعد العشرة اكتشفت أن الزوج لا يريد شريكة حياة تسانده فى حياته وتبنى معه مستقبلا لأبنائهم، بل يريد جارية تحقق له أهواءه ورغباته، وتنجب له الابناء وتتحمل عصبيته وضربه بحجة أنه الرجل الذى على صواب دائمًا، وحده يملك الحقيقة المطلقة، وزوجته ليس عليها إلا الطاعة مهما كلفها الامر، وإذا جن جنونها فى لحظة واعترضت على تصرفاته معها، يكون جزاؤها الضرب والتعذيب حتى تحصل على الطلاق مقابل تنازلها عن كل حقوقها، وكأنها تدفع ثمن طلبها حصولها على حريتها وإنقاذ كرامتها من رجل ظلامي.
للأسف هؤلاء المتسلفة أفكارهم واحدة؛ بعدم خروج المرأة للعمل وارتدائها النقاب وطاعة الزوج العمياء، وهذا ما رأيناه من خلال هذه القضايا المرفوعة من زوجات ضد أزواجهن، الذين اتخذوا من الدين قناعًا ارتدوه ليخفوا وراءه العداء والنفسية غير السويه ضد المرأة، وتناسوا أن الدين الاسلامى الحنيف، والرسول الكريم، لم يأمر قط بضرب المرأة أو تعذيبها أو إذلالها بإجبارها على التنازل عن كل حقوقها بالإكراه، أو اي من هذه الامور الغريبة التى استمعنا اليها، والتى نقدم تفاصيلها فى السطور التالية، ومعها رأى قانونى عن تلك القضايا التى حصلنا على تفاصيلها من بطلاتها التى روينها بدموع اعينهن.
رقية: رفضت ارتداء النقاب.. فعشت فى سلخانة تعذيب يوميًا
..ومن محافظة الشرقية إلى محافطة الغربية، كانت بطلة القضية الثانية تدعى «رقية» 32عاما، تعمل مدرسة راحت تروى مأساتها مع طليقها بدموع عينيها قائلة: لم أسمع عن مأساة قط مثل حكايتى مع طليقى، بعد تخرجى مباشرة وحصولى على ليسانس آداب تقدم لخطبتى عريس، عن طريق أحد اقاربنا، ولأنى من اسرة بسيطة جدا على قد حالها، فرح ابى بشدة بزواجى خاصة أن كل ما قيل عنه أنه متدين ومن اسرة متدينة، لم اعرف أنه ينتمى عاطفيًا لجماعة الإخوان الإرهابية إلا بعد زواجنا، حيث لم أره إلا مرتين فقط عندما تقدم لخطبتى، بزعم أنه ملتزم دينيا كما كان يقول عن نفسه، وكانت مشكلته أنى محجبه بينما كل شقيقاته وبنات عائلته يرتدين النقاب، وبعد شهور قليلة تم الزواج بعدما اعد منزل الزوجية ولم يتبق سوى اشياء قليلة قمت بشرائها، وهذا ايضا ما جعل ابى سعيدا لانه شعر براحة من مصاريف (جهازى).
وبعد زواجنا بدأت اكتشف امورًا لم أعلمها أثناء فترة الخطوبة لقصر مدتها؛ فعائلته متشددة للغاية حتى انهم كانوا ينظرون لى على انى متبرجة لكونى لا ارتدى النقاب مثلهم، رغم انى كنت ملتزمة جدا فى ملابسي وارتدى الحجاب الواسع، لكنى اخبرته بأنى اشعر باختناق وعدم قدرتى على التنفس عندما ارتديه، مما اضطره لتركى دون نقاب، لكنه حول حياتى لجحيم.
منعنى من الخروج حتى للذهاب إلى اسرتى إلا للضرورة القصوى ويكون هو بصحبتى، وبالطبع لم اتمكن من الرفض أو طلب أى شيء لانه كان يتعدى على بالضرب المبرح الذى يتألم معه جسدى وعندما اسأله لماذا تضربني يجيبني قائلا: «تأديب الزوجة من حق الزوج وبالطريقة التي يراها»!، ومهما أحاول إقناعه أن الإسلام يحفظ كرامة المرأة، أجده لا يعير اهتمامًا لكلامي، وفى إحدى المرات قمت بوضع (مكياج) قبل مجيئه ليلا وارتديت ملابس مثيرة مثل أى زوجة تتزين لزوجها، وعندما حضر وبمجرد أن وقعت عينيه على وانا اقول له بسذاجة بالغة «ايه رأيك ياحبيبى؟»، احمرت عيناه غضبًا وراح يصرخ ويسألني، «من اين احضرت ادوات المكياج هذه»؟!، قلت له وجسدى يرتعد من الخوف جلبتها عند زواجى لكنى لم أستخدمها، فأخذها وقام بتكسيرها، واعطانى علقة ساخنة وخنقنى وربطنى فى رجل السرير، وجعلنى اقضى الليلة وانا مضروبة ومربوطة دون أن يرحم صراخي وبكائي، وفى اليوم التالى فوجئت بشقيقاته يكملن ما فعله معى في الليلة الماضية بالإهانة والشتائم والتهديد بالضرب إذا تكررت فعلتى المجرمة مرة اخرى.
ورغم أن الله قد رزقنى منه بولدين إلا انى لم اتحمل من استكمال حياتى معه، خاصة أن قسوته زادت بعد إدراكه بأنى لن ارتدى النقاب نهائيًا، فكان يضربنى يوميا بدون سبب، ويتهمنى فى شرفى ويسبنى بأبشع الالفاظ ومنعنى نهائيًا من الخروج من المنزل، حتى اسرتى منعهم من زيارتى بحجة انهم متبرجين يرتدين الحجاب فقط، وانهم السبب فى تربيتى غير الإسلامية.
وتستكمل «رقية» مأساتها قائلة: عشت فى سلخانة تعذيب وليس بيت زوجية، حتى فررت بجلدي كما يقولون عائدة إلى بيت اسرتى وعدم العودة مرة اخرى، ووافق على طلاقى لكن بشرط التنازل عن كل حقوقى حتى ابنائى، أخذهم ورفض اعطائهم لى، وعندما ذهبت إلى المحكمة وقمت بعمل ضم حضانة صغير، حضر إلى بيت اسرتى وهددنى بالقتل وأنه سوف يذبح اولادى ويلقيهم فى البحر اذا حصلت على حكم حضانة انتقامًا منى، فأسرعت إلى محاميتي للتنازل عن القضية، خاصة ان اسرتى بسيطة ولا يقدرون على الوقوف فى وجهه، وعلمت أنه تزوج بعدى بأخرى فطلبت حضانتهم أو حتى رؤيتهم لكنه رفض، وحتى هذه اللحظة منذ اكثر من عامين لم أر ابنائى، فأضطر لارتداء النقاب واقف بالقرب من البيت لرؤيتهم من بعيد، ليضيع كل شيء فى حياتى فى لمح البصر.
أسماء: نعيش على الزيت والعيش والتمر.. وفى المساء يريدنى جارية بالعافيةب
..بدموع لم تتوقف تحدثت «اسماء» ربة منزل تبلغ من العمر 30عامًا، عن مأساتها مع زوجها «م.ع» قائلة: كنت صغيرة السن عندما أخبرنى أبى بأن هناك عريسا تقدم لخطبتى، وهو وافق عليه دون الاهتمام برأيى إن كنت أوافق عليه أو ارفضه، وكانت سعادة أبى بالغة وهو يزف لى الخبر السعيد قائلا؛ «الحمد لله رزقك الله بعريس سلفى، ليتق الله فيك»، وللأسف كنت صغيرة ولا املك من امرى شيئًا رفضًا أو قبولا، لا انكر شعورى بالسعادة وقتها واحساسى بأنى سأستقل بذاتى واخرج من بيت أبى المتشدد، فهو لا يختلف عن زوجى فى شيء، فكان هو الآخر سلفى وعائلتى كلها تتبع نفس الجماعة الأصولية المتشددة، لكن التشدد الحقيقى وعدم وجود الضمير والاخلاق عندما ذهبت إلى بيت زوجى.
أولى القواعد غير القابلة للنقاش هو عدم خروجى للعمل ويكفى أنى اكملت دراسة الثانوي الصنايع، فهي فتوى السلفيين بعدم خروج المرأة للعمل، وانتقلت مع زوجى للحياة فى احدى القرى البعيدة عن عائلتى لكن فى نفس المحافظة، وهناك ذقت الامرين تعذبت عذابًا لا يمكن لاحد أن يتخيله، فى بداية زواجنا فوجئت بزوجى رجل كسول لا يخرج للعمل كثيرًا فقط يومان فى الاسبوع بحجة أنه يعمل مع أقاربه فى عمل محدد مقابل المال، ويقضى معظم وقته فى المسجد القريب للبيت، يصلى ويعود للمنزل ينام أو يطلب حقوقه الشرعية وإذا اعترضت لتعبي أو حالتي النفسية ليست على ما يرام، يصرخ في وجهي قائلا: «الزوجة في بيت زوجها جارية، قطعة لحم يلتهمها وقتما يريد»، ثم يسرع للذهاب الى المسجد.
مرت السنوات وأنا ادفعه للخروج للعمل، خاصة أن الله رزقنا بثلاثة ابناء، والغريب أنه كان يطلب إنجاب ابناء آخرين، لكنى رفضت وبدأت اتذمر من عدم خروجه للعمل، فجن جنونه وكانت النتيجة اني عشت ايامًا صعبة للغاية، وعندما قلت له لا يوجد طعاما يكفينا وابنائى كان يقول لى «الزوجة الصالحة تأكل على سنة الرسول الكريم من زيت وعيش وتمر»، لتشجع زوجها على قضاء وقته فى العبادة فى المسجد وحفظ القرآن.
وبعدما التحق ابنائى بالمدارس الحكومية لعدم قدرتنا على دفع مصروفات المدارس الخاصة، كنا نعيش على معونات من اسرته وأسرتي وأى فتات يحصل عليها، وعندما فاض بى الكيل وشعرت بتعب نفسى، بدأ يتعدى على بالضرب المبرح انا وابنائى حتى كاد يقتلنى فى إحدى المرات، وكل مرة اذهب لبيت اهلى ينصبون جلسات الصلح وأعود بعدها ذليلة لبيت الزوجية، حتى ذات يوم عندما (رمانى) زوجى خارج المنزل فى ساعة متأخرة من الليل دون مال يمكنى من العودة لأسرتى فى القرية المجاورة، لولا مساعدة بعض الجيران، أصر ابى على عدم عودتى له مرة اخرى، واتفقنا على الطلاق واخذت ابنائى منه مقابل التنازل عن كل حقوقى، فقط حتى ينقذنى ابى منه قبل أن يقتلنى من الضرب، لكنه رفض الإنفاق على أولاده وأنا أسرتى متوسطة الحال، وبسبب شعور ابى بأنه السبب فى هذه الزيجة ظنًا منه أنه اختار لي العريس المتدين المناسب؛ فقد ساعدنى للذهاب الى محكمة الاسرة للحصول على حق أبنائى في النفقة.
وبدموع عينيها تتابع الزوجة الشابة كلامها قائلة؛ وامام باب قاعة المحكمة وقفت وطلبت منه الإنفاق على ابنائه دون اللجوء للمحاكم، لكنه قال لى بعجرفه وقلب قاسي: «طالما دخلتينى المحكمة مش هصرف عليهم غير اللى هيحكم بيه القاضي، فلن اصرف عليهم مليما طول ماهما مش فى البيت عندى»!، وبعد حديث طويل دار بيننا استفزني خلاله امسكت بذقنه امام الجميع وقلت له «روح احلق دقنك احسن، انت ظالم»، وبالفعل حضر حرس امن المحكمة ليفضوا الخناقه بيننا بعد ان كاد يتعدى على بالضرب، وإلى الآن فى انتظار حكم المحكمة؛ لانى تعبت كثيرا فى إثبات دخله خاصة انه لا يخرج للعمل من الاساس وليس لديه اية تأمينات او دخل ثابت.
أمنية : طلقنى لأنى فى نظره عاصية ورفض الإنفاق على ابنه
..وأمام محكمة اسرة المرج وقفت «أمنية» والغضب يملأ قلبها وعقلها تحكي عن مأساتها قائلة: زواجي لم يستمر أكثر من خمس سنوات ذقت فيها كل ألوان العذاب من ضرب وإهانة ومنع من الطعام، رغم أنى تزوجته بعد علم اسرتى بأنه شاب متدين، لم اكن اعرف وقتها معنى سلفى إلا بعد الزواج، اعتقدت انى سوف اعيش معه حياة هادئة خاصة أنى كنت انفذ كل أوامره، ارتديت النقاب ولم اخرج للعمل أو افعل اى شيء يغضبه، لكن رغم ذلك إلا أنه كان يتلذذ بتعذيبى وإهانتى، أنجبت منه طفلين وكان يأمرنى بإنجاب ابناء اكثر، لكنى خفت منه وتعللت بالتعب وقلت اعطى له فرصة، فإذا لم يتغير سوف انفصل عنه ويكفيني طفلين، وبالفعل لم يتغير بل ازداد سوءًا، عشت كأنى فى سجن كل شيء فى الحياة ممنوع، حتى رفض حضور فرح شقيقتى ومنعنى من حضور الفرح متعللا بأن عائلتى غير ملتزمة دينيا ويسمعون الاغانى، صرخت فى وجهه معترضة على تشدده هذا، وكأني ارتكبت جريمة نكراء أو كبيرة من الكبائر، انهال على بالضرب المبرح حتى كادت أنفاسي تنقطع بين يديه، ورفض ابى عودتى اليه مرة اخرى، وطلب الطلاق مقابل تنازلى عن كل شيء، حتى نفقة الابناء تعهد ابى بالإنفاق عليهما ولن يطلبوا منه شيئًا، وكان كلما يريد رؤية الولدين يجعل شقيقته تتصل بى ويأخذهما لرؤيتهما ثم يعودان لى مرة اخرى.
وبالطبع من المتعارف عليه لديهم انه طالما تم الطلاق بيننا، فأصبحت محرمة عليه ولا يجوز له حتى الكلام معى ولو هاتفيًا، فكلما يحتاج رؤية الابناء يجعل شقيقته تتصل بى وكلما يحتاج احد ابنائى التحدث له، اتصل بشقيقته ثم تجعله يكلم ابنه، وكانت الامور تسير هادئة بعد الطلاق خاصة انه لم ينفق جنيها عليهما، وتكفلت اسرتى بكل نفقاتهما، حتى جاء يوم قررت التقدم إلى المحكمة لطلب حق ولدى.
وبأسى تتذكر امنية مأساة مرت بها قائلة: لن انسى هذا اليوم المؤسف عندما مرض ابنى وكاد يفقد حياته حيث انفجرت (الزائدة الدودية) فى بطنه، اسرعت إلى المستشفى لاكتشف انه يحتاج إلى اجراء العملية فورًا، لان حياته مهددة، والمستشفى تحتاج 15 ألف جنيه نظير العملية، قلت لنفسى إن اهلى (شايلين) كل حاجة، وابى لم يكن معه هذا المبلغ خاصة أنه لم يقصر في دفع المصاريف المدرسية للولدين، اتصلت بشقيقته وطلبت منها أن تخبره بأن المستشفى تحتاج 15 الف جنيه نظير عملية ابنه، وحتى يصدقنى يحضر هو بنفسه إلى المستشفى لرؤية ابنه ودفع المصاريف بنفسه، وكانت الكارثة أنه رفض بقلب جاحد قاسى ليس فيه رحمه أو شفقة.
جن جنونى خاصة عندما نهرتنى شقيقته بدلا من أن تحضر للاطمئنان على ابن اخيها، بل قالت لي بتبجح، إن شقيقها لن يدفع مليمًا طالما انى مطلقة، بالطبع وعدنى ابى انه سيقترض المبلغ مقابل نجاة ابنى، واقسمت أنى بمجرد خروج ابنى من المستشفى سوف الجأ إلى محكمة الاسرة لطلب نفقة لأبنائى ومصاريف العلاج التى انفقتها بموجب الأوراق الرسمية التى حصلت عليها من المستشفى، والقضية منظورة امام المحكمة، وطبعا محامى زوجى قدم ما يفيد انه يمر بضائقة مادية ولا يقدر على دفع مصاريف العلاج، وفى انتظار الحكم.
المحامية د.آية هزاع: يحقرون المرأة.. ويتفننون فى ضياع حقوقها
بدأت المستشارة القانونية د. آية هزاع المتخصصة فى مجال الاحوال الشخصية، الكلام عن تلك النوعية من القضايا مؤكدة؛ تختلف القضايا المرفوعة من الزوجات ضد الأزواج السلفيين أو ممن ينتمون لحزب دينى متشدد، عن باقى القضايا فى عدة امور قليلة؛ فالزوجة يمكنها أن تقيم اية قضية ضد زوجها من القضايا المعروفة، لكن فى عرفهم فهم يلجأون فى البداية إلى الشيخ كبيرهم الذى يستمعون إلى كلامه وينفذون قراره وأوامره، لكن مع الاسف احكامه تكون بناء على توجهاتهم الذكورية البعيدة تماما عن الدين، من تحقير المرأة وضياع حقوقها مقابل فقط الحفاظ على حق الزوج وحده من نظرتهم الدونية للمرأة ونظرتهم الذكورية لكل الامور، وقليل من الخلافات التى تصل إلى محاكم الاسرة والتى تكون بسبب أن الزوج قد تخطى كل الحدود ولم يستمع إلى احد ويهدر بشكل كامل وواضح حقوق زوجته وأبنائه، مما يجبر الزوجة واهلها على اللجوء للمحكمة، وللاسف من معايشتي للقضايا التي ترفعها زوجاتهم، اكتشف أن سياستهم هي عندما يمل من زوجته أو يريد الانفصال عنها يتعدى عليها بالضرب المبرح المستمر من تعذيب وتعنيف، حتى تقرر الزوجة واهلها أن تحصل على حريتها مقابل التنازل عن كل حقوقها تحت مسمى «اهرب بجلدى من الجحيم».
وتستأنف المحامية آية هزاع كلامها قائلة: والزوجة لها أن تتقدم بكافة القضايا من نفقات، وطلاق للضرر أو خلع، أو مصاريف مدارس او علاج، أومنقولات زوجية وغيرها من القضايا، وعند تنفيذ الاحكام يتم تنفيذها عن طريق قسم الشرطة التابع لها الزوج، إذا كان حكم قضائى فى دعوى حبس لمتجمد نفقة أو تبديد منقولات، ويتم الحجز على المنقولات أو اى شيء من ممتلكاته مقابل المتجمد، أو يتم التنفيذ من خلال بنك ناصر اذا كانت متعلقة بنفقة.
وتضيف الدكتورة ايه هزاع، وإذا كان الزوج مسافرا خارج البلاد نحصل على شهادة التحركات بعد موافقة المستشار التنفيذى وهو رئيس إدارة التنفيذ، بعدها يتم التنفيذ على أهل الزوج، نفس الامر إذا كان محبوسا على ذمة قضية أو حكم قضائى، يتم إرسال الحكم له على السجن الموجود فيه، فيقوم بالتواصل مع اهله إما يدفعون عنه متجمد النفقة أو يتم الحجز على أى شيء ملكه مثل شقة يمتلكها مثلا، وإذا لم يتم اي من هذا ينتظر حتى يقضي عقوبته فى السجن وبعد انقضاء المدة، يجد فى انتظاره حكم قضائى جديد يخص حقوق مطلقته وعليه ان ينفذه، لان حقوق الزوجة لا تسقط إلا بالأداء أو الإبراء، أى إما يعطيها حقوقها المحكوم لها فيها او تتنازل هى عنها، او يتم حبسه بسببها.
اقرأ أيضا : خلال ساعات.. نظر محاكمة المتهمين بقضية "خلية الإسماعيلية" الإرهابية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.