أرجو ألا يتصور أحد أن إدارة كرة القدم الأفريقية تتم من خلال الاتحاد «الكاف» ولا أن مسابقات منتخبات القارة السمراء توضع وفقاً لرؤية المسئولين تحت قيادة الجنوب أفريقى باتريس موتسيبى ولكن أغلب هذه الأمور يحكمها الباب العالى فى زيورخ حيث يضع الاتحاد الدولى الفيفا النظم وفقاً لمصلحة الاتحاد الأوروبى الويفا ولتذهب كل مصالح المنتخبات أو حتى الأندية الأفريقية إلى حيث ألقت طالما أنها تتلامس (لا تتعارض حتى مع مصلحة الكرة الأوروبية) حينما تجد أن منتخبات القارة الأفريقية سيلعبون مباراتين متتاليتين حاسمتين فى تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس خلال ثلاثة أيام فقط بينهم سفر من دولة أخرى ربما تتجاوز آلاف الأميال فإن السبب الرئيسى والواضح والمحدد هو مصلحة الأندية الأوروبية التى لا تريد أن تترك لاعبيها من المحترفين الافارقة لمنتخبات بلادهم أكثر من 5 أو 6 أيام على أقصى تقدير. سيكون منتخب مصر كمثال مطالب بأن يلعب مع بوركينا فاسو مباراة فى القاهرة يوم 7 يونيو المقبل وعليه أن يحمل عدته وعتاده ويطير إلى غينيا بيساو مسافة تصل إلى حوالى 8 آلاف كيلو متر فى الغرب الافريقى ليدخل مواجهة فاصلة أخرى فى مشوار تصفيات المونديال . والفترة ما بين المباراتين لا تسمح مطلقاً لأى جهاز فنى لمنتخب أن يتعامل مع لاعبيه فنياً أو تكتيكياً ولا أن يتدارك أى أخطاء قد تحدث فى صفوف الفريق. كل هذا ليس مهما بالنسبة للباب العالى الذى يحكم كرة القدم المهم أن الأندية الأوروبية التى لديها لاعبين ملتزمين بمباريات فى دورى أبطال أوروبا وغيرها لا يبتعدون إلا ساعات معدودات .
