تنظم ولاية نيفادا الثلاثاء والخميس انتخابات تمهيدية للجمهوريين تخلو من أي ترقب حيث النتيجة محسومة في سباق انتخابات أمريكا 2024 للرئيس السابق دونالد ترامب في مواجهة منافسته نيكي هايلي. ويتوقع الجميع أن يحصل دونالد ترامب على الأصوات التي سيكون لها وزن لنيل ترشيح الحزب في انتخابات أمريكا 2024 بسبب نظام انتخابي أثار بلبلة في هذه الولاية الواقعة في الغرب الأميركي. ويحظى الجمهوريون في هذه الولاية بفرصتَين نادرتين للاختيار بين المرشحَين الأولى الثلاثاء في عملية اقتراع عادية بينما تتخذ الفرصة الثانية شكل مجالس انتخابية يتم خلالها اختيار مرشّح الحزب الخميس، وهو نظام انتخابي معقد لدرجة ان الأميركيين أنفسهم يواجهون صعوبة في فهمه. نيفادا تصويت تحصيل حاصل يقول بيتر لودج الخبير السياسي في جامعة جورج واشنطن إن التصويت ليس مهما فعليا لأن الناس ليسوا متنبهين جدا لهذا الأمر. أمّا السبب وراء هذا الوضع غير المسبوق، فهو إصدار الحاكم الديموقراطي السابق ستيف سيسولاك قانوناً في العام 2021 يقضي بتنظيم تصويت تمهيدي، يحل محل المجالس الحزبية التقليدية التي كانت تُنظَّم في هذه الولاية منذ سنوات. في الواقع تتيح الانتخابات التمهيدية للناخبين إمكانيات أكثر للتصويت، ولا سيما مع خيار الاقتراع البريدي في المقابل، تحتم المجالس الشعبية الحزبية على الناخبين الحضور شخصيا مع بطاقا هويتهم في مكان محدّد وفي وقت محدد. غير أنّ دونالد ترامب، الذي يربط أنصاره بين التصويت عن بعد والغش، يعرف جيداً أنّ نتائج المجالس الحزبية تميل لصالحه قبل انتخابات أمريكا 2024 .. ناشطون متحمسون بالتالي، رفض الحزب الجمهوري في نيفادا الذي يهيمن عليه الرئيس السابق التقويم الجديد للانتخابات التمهيدية، وحافظ على تنظيم مؤتمرات حزبية بعد يومين. نتيجة لذلك، سيظهر اسم نيكي هايلي على أوراق الاقتراع الثلاثاء من دون اسم دونالد ترامب، بينما سيظهر اسم دونالد ترامب خلال المجالس الانتخابية الخميس بدون اسم منافسته. ويبقى المؤسف بالنسبة لهايلي أنّ المجالس الانتخابية هي التي ستُحدّد من سيحظى بدعم مندوبي الحزب ال26 وبالتالي، بات واضحاً أنّ ترامب سيكسب هذا الدعم، الأمر الذي أدّى إلى اتهام قطب العقارات السابق بتحريف القواعد لصالحه. ويؤكد الخبير السياسي في جامعة نيفادا في لاس فيغاس دانيال لي، فعالية الحسابات السياسية لدونالد ترامب في الاعتماد على المجالس الحزبية. ويقول لوكالة فرانس برس إنّ "المشاركين في المجالس الحزبية يتميّزون بحماسهم، فهم نشطاء متحمّسون حقاً وملتزمون تجاه مرشّحهم، كما أنّهم مستعدّون للتضحية بوقتهم من أجل الذهاب للتصويت في صالة للألعاب الرياضية ذات رائحة كريهة. هؤلاء هم مؤيّدو ترامب النموذجيون". ونقلت صحيفة "لاس فيجاس ريفيو" عن تشارلز فروت المؤيّد لنيكي هايلي، قوله "ليس هناك أيّ معنى للمشاركة في المجالس الحزبية فأنا لا أستطيع التصويت لمرشّحتي". وتابع "بشكل أساسي، إنهم يحرمونني من حقي في التصويت. وهذا يحدث في الحزب الجمهوري الذي أنتمي إليه. إنني مستاء جدا". وكانت نيكي هايلي صرّحت الشهر الماضي بأنّه "تمّ حجز المجالس الحزبية، وتم شراؤها ودفع ثمنها منذ فترة طويلة". في هذه الأثناء، تُنظّم انتخابات تمهيدية للحزب الديموقراطي أيضاً الثلاثاء، ولكن من دون أي عنصر تشويق، حيث يتنافس جو بايدن مع ماريان ويليامسون ودين فيليبس، اللذين من المرجّح أن يجمعا عدداً قليلاً من الأصوات، ليبقى بايدن المرشح الديقمراطي الأبرز لخوض سباق انتخابات أمريكا 2024. ومع ذلك، قد يسلّط الضوء مجدّداً على نيفادا مع احتمال أن تشهد الولاية منافسة بين الرئيس الديموقراطي الحالي وسلفه الجمهوري، وكان جو بايدن قد فاز بفارق ضئيل في هذه الولاية المحورية في العام 2020.
