مركز شباب الحي القبلي بسوهاج ينظم ندوة تعريفية بمبادرة "بداية جديدة"    ارتفاع أسعار الذهب في مصر بقيمة 5 جنيهات    الإسكان تطرح محال تجارية ووحدات إدارية ومركزين طبيين في 4 مدن جديدة    القوات الأمريكية تنفيذ عدة غارات ضد تنظيم داعش فى سوريا    الجيش الروسي يستهدف منشآت البنية التحتية للمجمعات الصناعية العسكرية للقوات الأوكرانية    حسام حسن يقرر إراحة محمد صلاح من مباراة موريتانيا    معاذ مصطفى بطل مصر يحصد ذهبية فى بطولة العالم للكاراتيه بإيطاليا    خروج بوكايو ساكا ونجم ليفربول من معسكر منتخب إنجلترا    ضبط قضايا اتجار في العملات الأجنبية بقيمة 5.5 مليون جنيه    إدارة المنيا التعليمية تناقش الاستعداد لاختبارات أكتوبر للنقل والصفين الأول والثاني الثانوي العام    أنغام تقدم ألبومها الجديد في حفل المتحف الكبير وتتألق بأغنية "هو إنت مين"    سبب غياب الفنان محمد منير عن استلام تكريمه بمهرجان الموسيقى العربية    «سبايدر مان» يدعم فلسطين للمرة الثانية..ما القصة؟    فيلم عاشق في الصدارة وبنسيون دلال في المركز الثالث.. تعرف على إجمالي إيرادات الأفلام    وزارة الصحة: حملة «100 يوم صحة» قدمت أكثر من 113 مليون خدمة مجانية خلال 72 يوما    صحة الدقهلية: افتتاح عيادتين للعلاج الطبيعي.. و31 ألف جلسة خلال سبتمبر الماضي    خلال جولة بمستشفى الصدر.. محافظ المنيا: رفع كفاءة الخدمات الصحية على رأس أولويات الدولة    الحكومة تنفي خصم نسبة 2% من قيمة المعاشات بدءًا من شهر نوفمبر 2024    برلماني عن قمة مصر وإريتريا والصومال: أحدثت توازنًا استراتيجيًّا لمجابهة التحكم بمنابع نهر النيل    حوار خاص مع يلا كورة.. مرموش: "ميدو مهد لي اللي هيحصل لما أسافر.. وكيروش خلاني لاعب تاني"    معا لمواجهة الجشع.. تجار يطلبون الانضمام إلى حملة «حياة كريمة» لتوفير اللحوم والدواجن بأسعار مخفضة    مصر تشارك في الاحتفال باليوم العالمي للطيور المهاجرة    محلل سياسي: اعتداء إسرائيل على «اليونيفيل» محاولة لتغير النظام على الحدود مع لبنان    مدرب بيرو: النظام سر الفوز على أوروجواي    خبير أثري: المتحف المصري الكبير أكبر متحف بالعالم لآثار دولة واحدة    محلل سياسي فلسطيني: نتنياهو يُنفذ «خطة الجنرالات» فى غزة مستغلا أحداث لبنان    وكيل تعليم الغربية يتفقد مدارس المحلة الكبرى    طلب إحاطة بشأن إلغاء قرار تكليف خريجي كليات العلوم الطبية    إطلاق المرحلة الثانية من تطعيم شلل الأطفال فى غزة الإثنين المقبل    أستاذ طب نفسي: غالبية الأشخاص يتعرضون لاضطراب الاكتئاب في الشتاء    ضبط 175 حالة مخالفة لسيارات السرفيس خلال حملات بالجيزة    بحوث الصحراء: ختام مميز للمدرسة الصيفية فى مطروح    يمثلون 24 دولة.. تخريج دورتين تدريبيتين للكوادر الأمنية الإفريقية بأكاديمية الشرطة (تفاصيل)    إسبانيا يصطدم بالدنمارك في دوري الأمم الأوروبية    أحمد سليمان يكشف سبب فشل صفقة إيجاريا    من النجومية إلى المحاكم: هالة صدقي تتهم مساعدتها بالتشهير والابتزاز.. القصة كاملة    الآلاف يتظاهرون في باكستان احتجاجا على مقتل 20 من عمال المناجم    محافظ الأقصر يعلن انطلاق الموجة 24 لإزالة التعديات على الأراضي وأملاك الدولة    في قضية "خناقة المول".. وصول فرد الأمن صاحب واقعة إمام عاشور لمحكمة الشيخ زايد | صور    5 مليون جنيه في 24 ساعة.. ضربة أمنية لتجار العملة الصعبة    منخفض جوي يضرب البلاد.. الأرصاد تكشف حالة الطقس خلال الأيام المقبلة (تفاصيل)    دخان الرويعي يتجدد.. حريق محل أحذية في الموسكي    مجلس الشيوخ يناقش تعديل قانون البناء غدا الأحد    الداخلية تكشف حقيقة الحفر بمقبرة لانتشال رفات بالخانكة    أفضل وقت لصلاة الاستخارة: دليلك الكامل لفهمها وأدائها    الولايات المتحدة.. ارتفاع حصيلة ضحايا إعصار "ميلتون" في ولاية فلويدا إلى 16 قتيلا    إصابة 7 أشخاص إثر انقلاب سيارة ربع نقل على الطريق الأوسطي في الشرقية    أيقونة الكون    الإفتاء: كل أمرٍ يُعطل عملية الإنتاج ويدعو لتعطيلها ممنوعٌ شرعًا    بحضور ضخم للنجوم والمشاهير.. أنغام تتألق في حفل «صوت مصر» بالمتحف المصري الكبير    ألمانيا تتخطى البوسنة بهدفين لواحد في دوري الأمم الأوروبية    جزر القمر يفوز على منتخب تونس بهدف في تصفيات أمم أفريقيا 2025    موعد شهر رمضان 2025 وعدد الأيام المتبقية حتى بداية الشهر الكريم    المخرج محمد دياب: اجتهاد الفنان في عمله ليس كافيا    البابا فرنسيس يلتقي البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان بالفاتيكان    «القومى للطفولة» يولى مهام رئاسته لفتيات فى يومهن العالمي    «زي النهارده».. اغتيال الدكتور رفعت المحجوب 12 أكتوبر 1990    تعرف علي مواقيت الصلاة اليوم السبت 12-10-2024 في محافظة البحيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«سيناء... عتبات الجنة101 » 4 قصة قصيرة للكاتب محمد نبيل
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 20 - 11 - 2023


إهداء
إلى المصريات ..
الأم التي تدعوا لفلذة كبدها بالحياة الأبدية وهى تعلم الحقيقة!
.. الزوجة التي تحمل جنينا لن يرى والده أبدا وتتحول رجلا (!)
الابنة التي ترفع رأسها فخرا لذكرى والدها...
من أجل الوطن ...
span style="font-family:" Arial","sans-serif""الفصل الرابع
span style="font-family:" Arial","sans-serif""الطريق يبدأ من المحلة..
span style="font-family:" Arial","sans-serif""تنتهي مراسم الخطبة الحزينة السعيدة.. ويجدد يوسف وعده لبطة.. سيكون للأبد بمثابة والدها وأخيها أولًا، وحبيبها ثانيًا، وزوجها فيما بعد.. وفي عينَى بطة سؤال حائر لماذا لا ترى السعادة في عينَى حبيبها لهذه الخطبة.. لماذا هذا الشاب المحبوب من جميع مَن حوله تمتزج ابتساماته بالحزن.. هي ترى في حبيبها حالة غريبة لم تسمع عنها من صديقاتها اللائي سبقنها إلى مشوار الخطوبة والزواج؛ فمن المفترض - بعد قصة حب طويلة - أن يملأ هذا الشاب الدنيا بالحيوية والسعادة إتمامًا للخطبة.. يجيش صدرها حول هذا الشاب بعلامات استفهام كبيرة تحتاج إلى تفسيرات، بخاصة وهما سيخطوان معًا أول عتبات الحياة المشتركة.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""يستشعر يوسف سيل الأسئلة الجارف من عينَى حبيبته، ويجد أنه من الواجب عليه مصارحتها.. وبعد تردد -ليس في الإعلان عما بداخله إنما في كيفية البدء في الحديث مع خطيبته -.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""يوسف مترددًا: .. شوفي يا فاطمة لازم أحكيلك وأجاوبلك عن السؤال اللي محيرك.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""فاطمة: يا ريت.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""يبدو عليها ملامح القلق والتوتر، تدور عيناها في حدقتيها، تردد رواحًا ومجيئًا، تنظر إلى يوسف تتفحصه، ثم تغيب عنه خوفًا من صدقه ربما تكون متوقعة.. تلك الفتاة التي تكتب دائمًا عن نفسها أنها لم تعتَد الفرح، ولم يحدث أن دام طويلًا معها.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""يوسف: شوفي يا فاطمة.. سبب الحزن اللي أنا فيه.. أنا شايل جوايا جبل كبير من الأمانة.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""فاطمة مندهشة: أمانة! إيه الموضوع؟
span style="font-family:" Arial","sans-serif""يوسف: خلينى أحكى وأقول كل اللي عندى.. لأن أنتِ الوحيدة اللي لازم تعرف السر اللي جوايا.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""فاطمة: سر.. خير يا رب.. أنت قلقتنى يا بو يوسف.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""يوسف: الحكاية بدأت واحنا طلبة في نهاية الحربية، يوم الجمعة الساعة السابعة مساءً، زمايلى الأقرب إلى قلبي استشهدوا وهما راجعين من بيتهم للكلية.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""فاطمة باكية: كمل.. وهى تنظر إلى يوسف بإعجاب وتقدير، تذرف الدموع التي انحدرت سريعًا من عينيه إلى واديها المعتاد.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""يوسف: محمود ويسرى كانوا أقرب أصحاب إلى قلبى، كانوا زمايل عنبر، أنتِ مش عارفة يعنى إيه زمايل عنبر.. يعنى نقسم مع بعض اللقمة وشربة الميه، ولما كنا في معسكر التدريب الخارجي كنا بنخاف على بعض جدًّا.. أنا كنت قريبًا منهم جدًّا يا فاطمة.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""فاطمة: استشهدوا ازاى يا أبو يوسف؟
span style="font-family:" Arial","sans-serif""يوسف: كانوا راجعين من الإجازة الأسبوعية، والساعة 7 يوم الجمعة واقفين مستنيين أتوبيس عودة الإجازات علشان ينقلهم من المحلة إلى الكلية الحربية، لكن عبوة ناسفة انفجرت جنب الأتوبيس.. و.. وراحوا.. راحوا قبل ما نكمل مشوارنا اللي اتفقنا عليه.. خلفوا وعدهم معايا يا فاطمة.. يبكى ويفشل في إخفاء بكائه عن فاطمة.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""فاطمة: ربنا يرحمهم يا يوسف.. "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون".
span style="font-family:" Arial","sans-serif""تشد على يديه وتقول: أنت عظيم يا بو يوسف، وأنا محظوظة جدًّا أنك شريك حياتى.. اوعى تفتكر أن كلامك النهارده ليه أثر سلبى علىَّ، بالعكس أنت أثبت لى أنك رجل وإنسان بمعنى الكلمة.. أنا مطمنة على نفسى ومستقبلى معاك أوى يا بو يوسف.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""وتبتسم في راحة ترسل نظرة إلى السماء كأنها تتحدث إلى والدتها وهى تراها.. شوفتى يا ماما هو ده يوسف اللي كلمتك عنه.. هو ده شريك حياتى اللي اختارته.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""بفخر ترفع رأسها إلى السماء وتحركها بعلامات رضا، ثم تعود إلى يوسف تمسك يده وتنهض واقفة.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""فاطمة: يوسف.. أنت مش حتفسحنى قبل ما تسافر للجيش؟
span style="font-family:" Arial","sans-serif""يوسف: طبعًا.. ململمًا نفسه ومجمعًا ذكرياته إلى خزانة أعماقه من جديد لتكون حافزًا يحركه صوب هدفه.. ويسألها: تحبى تروحى فين؟ أوامرك.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""فاطمة: تحب نروح مشوار بعيد شوية؟
span style="font-family:" Arial","sans-serif""يوسف: لحد فين يعنى؟
span style="font-family:" Arial","sans-serif""فاطمة: لحد المحلة.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""يوسف: المحلة؟!
span style="font-family:" Arial","sans-serif""فاطمة: آه نروح نسلم على والدة محمود ووالدة يسرى قبل ما تسافر، إلا صحيح أنت ما قلتليش أنت جيشك حيكون فين؟
span style="font-family:" Arial","sans-serif""يوسف: بالنسبة لجيشى حيكون فين خليها مفاجأة.. أما المفاجأة الكبيرة بالنسبة لى أنك كبرتِ في نظرى قوى.. يعنى معقول أول يوم نخرج فيه بعد خطوبتنا وأول مكان يكون زيارة لأسرة زمايلى الشهداء.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""فاطمة: أنا خلاص إن شاء الله حكون زوجة بطل، لازم أكون أنا كمان بطلة، ولَّا رأيك إيه يا حضرة الضابط؟
span style="font-family:" Arial","sans-serif""يوسف: طب نستأذن من عمى إبراهيم ونتكل على الله.. بس نكلم الست والدة الشهيد يسرى والست والدة الشهيد محمود.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""في طريق السفر من القاهرة للمحلة ينزل يوسف لشراء بعض المستلزمات من المثلجات والسندوتشات والمسليات.. ولم ينسَ قطع الشيكولاتة التي تعشقها بطة.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""بطة: إيه ده كله يا بو يوسف.. بس اوعى تكون نسيت أهم حاجة.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""يوسف: طبعًا ما نسيتش يا بطة.. خدي يا شتى الشيكولاتة بتاعتك أهى.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""بطة: الله.. سوق أنت بقى وسيبنى مع شيكولاتى.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""ينظر إليها يوسف وكأنها طفلة صغيرة فرحت بحلوى أتى بها والدها كمكافأة لها وتعبيرًا عن رضاه عنها.. ويبتسم ليطلق العنان لسيارته ليتسلما الطريق الزراعى بدءًا من النيل ماسبيرو.. وتبدأ فاطمة في سؤال رفيقها عن معالم الطريق، ويبادر هو كمرشد سياحى ليظهر ثقافته العميقة وولعه بتاريخ مصر المحروسة.. وانبهار بطة بحكايات رفيقها.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""يتوقف يوسف بسيارته معلنًا الوصول لأسرة الشهيد يسرى زميله، وتطلب منه فاطمة أن تصعد هى الأول لتتعرف على والدة الشهيد مباشرة.. ولا يجد يوسف في ذلك ما يمنع.. فيشير إليها أن تتقدم سلم المنزل صعودًا في الدور الثالث، وأثناء صعودها تلف بطة رأسها في اتجاه يوسف وهى تشير بإصبعها إلى دهان جدار السلم الملون بعلم مصر تمامًا كما فعل والده عند تخرج يوسف.. وتهمس إليه: يوسف.. الدهان شكله جديد، هو فيه حد اتخرج هنا كمان من زمايلك.. يبتسم يوسف ويهز رأسه بالرفض ويقول: ما تستعجليش دلوقتى تعرفي كل حاجة.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""وعندما بدأت بطة في وضع يدها على مفتاح جرس الباب، أمسك يوسف يدها وقال لها: احنا متعودين نخبط على الباب كده (ثلاث خبطات متتالية ثم خبطتان). تندهش بطة.. أنتو؟!.. ثلاث خبطات؟! هو إيه الموضوع يا يوسف؟.. يبتسم يوسف ويقول لها: حتعرفي دلوقتى.. شوفي وما تسأليش إلا لو اتأخرت الإجابة عنك.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""بطة: هو فيه إيه.. أنا مش فاهمة حاجة؟
span style="font-family:" Arial","sans-serif""تفتح الحاجة أم الشهيد الباب بعد الخبطات الثلاث ثم الاثنتين.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""وتأخذ يوسف في حضنها وهى تزغرد: مبروك.. مليون مبروك يا حبة عينى.. تعالى.. ادخل إخوتك كلهم هنا.. مين اللي معاك ديه يا بو يوسف.. نورا أختك ولَّا بطة اللي بالى بالك؟.. وتضحك أم الشهيد.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""يوسف: لا يا ماما ديه بطة خطيبتى.. مش حتصدقى إنها طلبت أول فسحة ليها معايا تكون عندك.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""أم الشهيد يسرى: الله.. ما شاء الله.. زى القمر.. أحلى من وصفك يا بو يوسف.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""فاطمة في دهشة عارمة، تكاد تخور الأرض تحت قدميها، هى في حالة استغراب من كل المشهد.. تصورَت امرأة مسنة عجوز باكية مليئة بالحزن متشحة بالسواد.. إن ما أدهشها وأثار فضولها كان يستلزم منها أن تقف بجوار خطيبها وسندها الوحيد ليقوم بدوره بكشف الحقائق وتقديم إجابة عن كل سؤال حائر لديها.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""أم الشهيد: اقعدى يا بنتى واقفة ليه.. سيبى يوسف يسلم على إخواته جوه وتعالى جنبى هنا احكى لى.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""فاطمة: بصراحة يا حاجة...
span style="font-family:" Arial","sans-serif""أم الشهيد مقاطعة: لا.. حاجة إيه.. اسمى ماما.. مش أنتِ عندك ماما وبتحبى تنادى لها بماما.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""فاطمة: لاء أنا والدتى...
span style="font-family:" Arial","sans-serif""أم الشهيد: تقاطعها.. الله يرحمها طبعًا.. أنا قصدى على مامتك عزيزة.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""تنظر فاطمة إلى أم الشهيد وتحرك رأسها تجاه غرفة مليئة بالضباب تبحث عن خطيبها يوسف لينقذها من هول ما هى فيه.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""تبادر أم الشهيد بالإجابة.. لترد على استفسارات ملأت عينَى فاطمة.. وبحنان الأم تقول لها:
span style="font-family:" Arial","sans-serif""تشربى إيه الأول يا بنتى.. ديه المرة الأولى والأخيرة اللي هعمل لك فيها مشروبك، لكن بعد كده أنتِ بنفسك تقومى وتعملى ليكى وليا اللي حنشربه.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""فاطمة باستغراب: بعد كده؟!.. هو أنا نفسى أشوفك كتير طبعًا، إنما مش عارفة ظروف يوسف.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""أم الشهيد: سيبى يوسف عليا، المهم تكونى أنتِ اللي عايزة تيجى.. تعالِى أفرجك على أهم حاجة في حياتى.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""تعتدل فاطمة من جلستها وتقوم مع الحاجة أم الشهيد التي اتكأت على يد فاطمة قائلة: اعذرينى يا بنتى رجلى مش بتشيلنى من يوم الفرح.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""فاطمة: الفرح!! شوفي يا ماما.. قصدى.. يا ماما.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""أم الشهيد: أيوه الحق طلع الأول خلينى مامتك على طول.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""فاطمة: هو يوسف مع مين؟
span style="font-family:" Arial","sans-serif""أم الشهيد: يوسف مع زمايل يسرى، كلهم اتفقوا ييجوا النهارده يعدوا علىَّ قبل ما يتوزعوا على وحداتهم في سيناء.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""فاطمة: سيناء!.. اتفقوا يتقابلوا هنا!.. وتسر إلى نفسها: حاضر يا يوسف لما أتلم عليك.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""أم الشهيد: ديه صور ابنى يسرى.. عريس والله.. من يومه.. ده شهيد يا بطة.. أنا عارفة أن اللي أنتِ بتحبيهم بتخليهم ينادوكِ يا بطة.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""فاطمة: طبعًا.. طبعًا ربنا يعلم أنا حبيتك أد إيه يا ماما.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""أم الشهيد: شوفي زى القمر ازاى.. ده يسرى وسط زمايله في غرفة الصاعقة في دورية تدريب في جنوب سيناء، كان نفسه لما يتخرج يروح على سيناء.. وكنت بسأله ليه سيناء يا ابنى بالذات؟ فكان يرد ويقول: أصلها طاهرة.. أطهر حتة في مصر كلها ياماما.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""تنظر فاطمة إلى قوة هذه المرأة بإعجاب شديد، والصبر الذى تتشح به عوضًا عن الحزن والسواد.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""وتستكمل أم الشهيد: وديه صوره وهو في أرض الطابور بالكلية الحربية لما فاز مع فريق الخماسى الحديث وبياخد الكاس من مدير الكلية.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""وديه ميدالية نوط الواجب العسكرى لتفوقه الرياضى.. تعرفي ده كان بيحب الرياضة جدًّا، وكان حلمه يرفع علم مصر في بطولة العالم العسكرى، وكل زمايله وأساتذته في الكلية كانوا متوقعين له كده.. إنما أمر الله.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""فاطمة تقاطع أم الشهيد: ماما هم اللي جوه دول زمايل ابنك الشهيد؟
span style="font-family:" Arial","sans-serif""أم الشهيد: لاء مش ابنى بس.. ده كمان أخوكِ الشهيد.. قولى عليه أخويا.. أنا ماعنديش ولاد تانى.. هو كان واحد ربنا أخده.. يبقى كل حبايبه إخوته وأخواته.. يبقى أنتِ لازم تناديه على أنه أخوكِ.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""فاطمة: تعرفي يا ماما.. فيه إحساس غريب جانى أول ما دخلت البيت ده.. حاسة إنى كنت ساكنة هنا.. ليا حاجة هنا.. في ألفة عجيبة.. أخدت على البيت بسرعة مش عارفة ازاى.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""أم الشهيد: تعالِى معايا نحضر لقمة في المطبخ للولاد.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""فاطمة: ماما ممكن أسألك؟
span style="font-family:" Arial","sans-serif""أم الشهيد: طبعًا أنتِ خلاص بنتى.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""فاطمة: هم إخوات الشهيد اتفقوا ييجوا كلهم النهارده هنا؟
span style="font-family:" Arial","sans-serif""أم الشهيد: آه كلهم، وكمان بيتصلوا على تليفونى كل يوم، وموزعين نفسهم يتصل واحد منهم كل أول ساعة يطمن عليا ويسألنى لو عايزة حاجة.. مش بقولك ولادى.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""فاطمة: ربنا عوضك ياماما.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""أم الشهيد: شوفي يا بنتى مافيش حاجة تعوض الابن.. إنما العوض في اللطف والصبر اللي ربنا وهبه ليا.. وفي الولاد الحنينين دول.. كل الناس بتقول شباب اليومين دول مش أد المسؤولية، ومش عندهم قيم ومبادئ.. إنما أنا بقول لكل اللي بقابلهم تعالوا شوفوا إخوات ابنى الشهيد وأنتوا تعرفوا مين هما شباب اليومين دول.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""فاطمة: ربنا يصبرك يا ماما.. تسمحى لى آخد تليفونك أنا كمان وأتصل بيكِ أطمن عليكِ كل يوم.. بس أنتِ عرفتِ ازاى حكاية ماما وطنط عزيزة؟
span style="font-family:" Arial","sans-serif""أم الشهيد: قبل يوسف ما يطلب إيدك جه هنا وأخد رأيى، ولما حكالى كل حاجة عنك.. وكلامه واحترامه ليكِ.. على طول قلت له على بركة الله.. خد أسرتك وروح وابقى خلينى أشوفها.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""فاطمة: سبحان الله.. أنا اللي طلبت منه آجى هنا النهارده.. وماكنتش أعرف أنه متفق مع صحابه على زيارتك.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""أم الشهيد: عرفتِ بقى أن اللي بينكوا ربنا هو اللي خلقه وزرعوا في قلوبكم.. ربنا يفرحكوا ببعض.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""فاطمة: أنتِ ست عظيمة.. علمتينى النهارده كتير.. وأنا اللي كنت فاكرة لما الواحدة تفقد أهلها أغلى ما عندها يبقى ماعندهاش حظ تفرح.. إنما لقيت عندك إجابة كل أسئلتى.. وراحة لتعبى.. من النهارده أنتِ كمان أمى زى طنط عزيزة بالضبط، وطبعًا زى ماما الله يرحمها..
span style="font-family:" Arial","sans-serif""ويجتمع الضباط الجدد في منزل أم الشهيد يسرى على مائدة الغداء، يفرحون ويضحكون، لم يظهر على أى منهم حزن على الشهيد، إنما كلهم يتمنوا أن يلحقوا به ويقولون كان دايمًا متفوقًا علينا وأهو سبقتنا.. نعمل إيه ما فيش غير سيناء هى البوابة اللي حتخلينا نحصله.
span style="font-family:" Arial","sans-serif""تندهش بطة من هذا الحديث.. إنما ترتاح إليه عندما تردده مع نفسها، وأجابت لنفسها عن سبب دهان السلم عند والدة يسرى بالدهان في منزل خطيبها.. هى قد علمت أن زملاء الشهيد يحتفلون مع والدته كما احتفلوا مع أسرهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.