ابحث بنفسك عن مواضع قوتك حتى لو حاجة بسيطة انت بتعملها بس شاطر فيها هل تتخيل أن نفسك ممكن تكون أكبر معوق ليك فى حياتك؟ هل تتخيل انك ممكن تكون أكبر عامل لاهتزاز ثقتك بنفسك، لكنك مش واعى للحقيقة دى وبتلقى اللوم على أطراف أخرى؟ تعرفوا ان فى شخصين ممكن يتعرضوا لنفس المشكلة، الشخص الأول يعرف يشوف ايجابيات ويلاقى حل للمشكلة والشخص الثانى مش بيشوف الا مساويء وسلبيات وأقنع نفسه انه استحالة هيقدر يتخطّى الأزمة دى.. تعرفوا الفرق بين الشخصيتين دول ايه؟ نظرة كل شخص لنفسه وللموقف.. النظارة اللى كل شخص بيشوف بيها نفسه واللى حوليه.. معتقدات كل شخص عن قدراته وقناعاته اللى متشبث بيها.. التربية اللى تلقاها كل شخص فيهم وكانت سببا فى تكوين صورة ليه عن نفسه.. تلاقى شخص لم يوفق فى جوازه بس بيتعلم من أخطائه وبيقرر يحاول تانى ويجرب تانى لإنه مقتنع انه يستحق فرصة جديدة وحياة أفضل وشريك حياة يقدّره.. وشخص تانى لم يوفق فى جوازه فيقفل على نفسه ويكره الجواز ويقفل أى باب مفتوح فى وشه لأنه مقتنع انه فاشل وحكم على نفسه بسبب تجربة واحدة انه لا يستحق وغير قادر على تحمّل المسئولية دى.. الشخص الأول مُحب للحياة، متفائل، فاهم كويس طبيعة الحياة والبشر، اننا عايشين عشان نغلط ونتعلم ونحسّن من نفسنا وننتهز الفرص والشخص الثانى مُستسلم للفشل، دائمًا بيلوم نفسه فى أى موقف فى حياته حتى وإن لو مش غلطان، فاقد الثقة فى نفسه وفى قدراته.. الشخص فاقد الثقة فى نفسه هو شخص فاقد لشعور حبه لذاته..فا دلوقتى محتاجين نعرف وسائل لتعزيز الثقة بالنفس: أهمها انى أفهم معنى «القيمة الغير مشروطة للانسان» لازم تترسخ جوه الانسان قناعة انه «ذو قيمة» ويسوى كتير جدًا بغض النظر عن أى حاجة، بغض النظر عن نظرة الناس ليا أو صعوبة الظروف اللى أنا فيها.. أنا مش بستمد قيمتى من شخص.. ولا بستمد قيمتى من موقف.. أنا كده كده واثق ان ليا قيمة.. مش عشان مديرى مدحنى فى الشغل يبقى كده ليا قيمة، ومش عشان مديرى انتقدنى يبقى أنا بلا قيمة! مش عشان صحابى بيحبونى يبقى ليا قيمة ولو قلبوا عليا يبقى مليش قيمة! وقيسوا على كده أمثلة كتير أكيد استرجعتها ذاكرتكم دلوقتى.. فى ناس كتير جدًا يوم تلاقى نفسيتهم كويسة ويوم تانى بيحسوا انهم اسوأ ناس على سطح الكوكب لمجرد انهم بيستمدوا قيمتهم من اللى حوليهم.. لو اللى حوليه عاملوه كويس وقدّروه نفسيته تبقى فى السماء ويحس انه يسوى كتير.. ولو افتقد التقدير والدعم من اللى حوليه ينتقص من قدر نفسه ويلوم نفسه ويكرهها.. حضرتك قيمتك ثابتة كده كده.. ولو غلطت فا ده طبيعى، كلنا بنغلط، وساعتها وجب عليك تنتقد غلطك وسلوكك مش ذاتك.. اوعى تسيب مشاعرك تتحكم فى قيمتك وتقديرك لنفسك بناءً على ما تتلقاه من اللى حوليك.. لإن ده أهم سبب لتدمير الثقة بالنفس وكره النفس فى بعض الأحيان ثانى وسيلة لتعزيز الثقة بالنفس انك لا تحصر نفسك فى دور معين؛ بمعنى مش عشان أنا مش بعرف أرسم اشوف نفسى انى شخص فاشل، ابحث بنفسك عن مواضع قوتك حتى لو حاجة بسيطة انت بتعملها بس شاطر فيها، حتى لو لسه هتتعلم مجال معين عشان تتميز فيه... كلنا جوانا فص ألماظ، فى ناس شاطرة بتعرف تلمّعه وتظهره وفى ناس بتسيبه يتراكم عليه التراب لحد ما يختفى ويفقد بريقه، بس الخلاصة ان كلنا عندنا نفس الفص الألماظ.. ثالث وسيلة لتعزيز الثقة بالنفس اننا نغير طريقة تفكيرنا ونظرتنا للأمور.. لإن زى ما ذكرنا فى معتقدات معوقة limiting beliefs وفى معتقدات بتمدّك بالقوة للاستمرارية empowering beliefs.. وانت وشطارتك هتختار انهى معتقدات تعيش بيها.. وعشان تتخلص من المعتقدات المعوقة افتكر كام مرة فكرت بطريقة سلبية فى موضوع ما وافتكر نتيجة تفكيرك ده وصلتك لفين وخسرت بسببها ايه، وفقدت بسببها مين؟ وتخيل لو كنت فكرت بطريقة ايجابية كان زمانك فين دلوقتى؟ ومع مين؟ واحساسك ايه؟ جرب تقلع نظارتك السوداء اللى بتشوف بيها حياتك والبس نظارة تخليك تشوف جمال ألوان الدنيا وبهجتها، بتخليك تشوف الأبيض والألوان المبهجة مش اللون الأسود بس.. فى سؤال مهم دلوقتى... انا ذكرت انى لازم أقر انى شخص ذو قيمة بغض النظر عن أى مؤثرات خارجية وده مش هقدر أوصله من غير ما أحب نفسى.. طيب هحب نفسى ازاى؟ الحب ليه مصادر كتير: فى حب غير مشروط وده مصدره الأب/ الأم/ الاخوات/ الأبناء. وفى حب مشروط بستمده من الآخرين: أصدقاء/ زمايل شغل/ قرايب. المفروض حب الأهل يكون غير مشروط، يعنى أهلى بيحبونى وبيتقبلونى زى ما أنا.. ولكن للأسف فى بعض الأهالى الحب عندهم مش كده.. الحب الغير مشروط ميزته انه بيحسسك بالأمان، بيرحمك من انتقاد الغير المتواصل، بتحس بسببه بالقبول. لكن الحب اللى بتستمده من الآخرين فا ده هوائى نوعًا ما ومعتمد على نظرة الناس دى لنفسهم.. يعنى لو الآخر غير متصالح مع أخطائه لإنه اتربى كده هيعكس ده فى تعامله معايا انه هينتقدنى عمال على بطال.. ولذلك فى نوع ثالث من الحب هو الأهم وهو اللى ينفع أعتمد عليه.. «حب الذات» عشان أحمى نفسى من انى أكون «جعان اجتماعيًا socially needy».. عارفين الأشخاص اللى بيمتصوا طاقتنا ودائمًا بيطلبوا مننا نهتم بيهم بشكل زائد عن الحد وبيضغطوا علينا بطلبات عاطفية طول الوقت، هما دول الاشخاص اللى بيستمدوا حبهم وتقديرهم لذاتهم من اللى حوليهم كأنهم أشخاص عايشين على جهاز تنفس صناعى لو فصلوه عنهم هيموتوا.. ولذلك لازم نتعلم نحب نفسنا ومنعتمدش على أى حد عشان نحب نفسنا ونتقبلها.. وأول حاجة عشان أحب نفسى: أعرف ازاى اتعامل مع الطفل الداخلى inner child اللى جوايا.. كل شخص جواه طفل داخلى بيتكلم معاه بلغة خاصة بيهم.. لو كلامك بينك وبين نفسك مع طفلك الداخلى كله لوم ونقد وتوبيخ واهانة الطفل اللى جواك هيخاصمك ويزعل منك وده اللى بيوصلك انك فعلًا كاره لنفسك ومش متقبلها، من كتر ما كلامك الداخلى بينك وبين نفسك سلبى ومسيء ومهين ليها.. ولذلك لازم نصالح الطفل الداخلى اللى جوانا.. نعتذرله عن كل مرة جرحناه فيها.. نعتذرله عن كل مرة قللنا من نفسنا ودوسنا عليها عشان شخص تانى... اكتب جواب لنفسك - كل متخصصى علم النفس أجمعوا ان الطرق دى فعليًا بتساعد الانسان يحسن نظرته لنفسه - واعتذر فيه عن قسوتك عليها وعبر لنفسك قد ايه انت بتحبها وناوى تغير طريقة تعاملك معاها اكتب 10 صفات بتحبها فيك وبتميزك تخيل كده لو واحد صاحبك غلط وجالك يقولك انه فاشل وغبى وكاره نفسه، شوف ازاى هتطبطب عليه وهتنفى عنه الصفات دى وهتشجعه وتحتضنه، وقارن انت لو غلطت ازاى بتختار أسلوب مُهين وقاسى وجاف وانت بتكلم نفسك وهتعرف انك لازم تتغير وتحب نفسك شوية.. لازم تتعلم تحب جسمك وتتقبله.. الشخص اللى بينظر لجسمه نظرة دونية ومش متقبله وبيضع شروط مجحفة عشان يحب جسمه بيكون شخص تعيس فلازم نتعلم نتكلم مع نفسنا وجسمنا بلغة فيها حب وتعاطف وتقبل.. واللى مش عاجبك فى نفسك ممكن تشتغل عليه وتطوره بس من غير ما تهين نفسك أو تقلل منها.. افتكروا اننا كلنا لينا قيمة كبيرة أوى.. كلنا جوانا فص ألماظ حر.. بس فينا اللى لابس النظارة السوداء ومكمل بيها حياته.. وفينا اللى قرر يقلعها عشان يشوف الدنيا بعيون تانية ويستمتع بحلوها ويتعلم من مُرها.. الاختيار ليك..
