ترفع محافظة القاهرة شعارا يقول «التميز هدفنا» .. ونحن نرجو لعاصمة بلادنا كل التميز والرقي بالفعل، لتعود كما كانت إحدى أجمل مدن العالم، وأكثرها تنظيما ونظافة واخضرارا. ولا ينكر أحد الجهود الكبيرة فى هذه المجالات.. ولكن المفارقة هنا ما وصلنى عبر بريدى الالكترونى مؤخرا من مواطنين استلموا أو حجزوا وحدات بمشروع المقابر الذى أنشأته المحافظة بمنطقة «وادى الراحة» بالقاهرة الجديدة. أجمعت الرسائل على الإشادة بالمشروع، رغم الارتفاع فى قيمة التخصيص، والتى وصلت إلى 130 ألف جنيه، للمدفن الواحد مساحة 20 مترا.. إلا أنه حل مشكلة كبيرة لكثير من العائلات التى تكاثرت وتوسعت وزاد عددها على مر السنين، ولم تعد مقابرهم فى محافظات بحرى والصعيد تتسع لهم. يقع مشروع المحافظة على مساحة 110 أفدنة، وتحديدا على طريق «القطامية/ العين السخنة»، ويسع لنحو 9 آلاف و500 جبانة، مُحاطة بسور واحد، يتوسطه مسجد مساحته 600 متر مربع، ويتراوح عرض شوارعه الرئيسية ما بين 12 إلى 16 مترا، والفرعية بين الجبانات 6 أمتار، وجميعها شوارع مُضاءة بالطاقة الشمسية. المهم هنا.. أن عائدات المشروع زادت عن 800 مليون جنيه، ومع ذلك «تقول الرسائل» لا يوجد داخل المشروع أى نوع من النظافة أو رفع للنفايات، وخاصة من مخلفات البناء، ولا توجد شجرة واحدة فى مساحته الكبيرة، وهناك انتشار كبير للحيوانات الضالة. والأكثر من هذا رسوم البوابات على الطريق، حيث يتم دفع الرسوم 3 مرات عبر بوابات طرق «القاهرة/ العين السخنة»، ثم مرة ثانية على طريق الجبانات المتفرع منه، وثالثة عند العودة!! وأنا على ثقة أن السيد المحافظ اللواء خالد عبد العال سيولى هذه القضايا كلها أهمية خاصة، حتى تكتمل الصور الحلوة.