قبل افتتاح أحدث دورات معرض القاهرة الدولى للكتاب التقينا بأحد كبار المسئولين عن صناعة النشر فى عالمنا العربى، وهو فى الأصل من الناشرين ذوى التجارب المزدهرة فى عالم صناعة الكتاب، ومن أصحاب الأسماء المضيئة فى أفق الثقافة العربية، حيث أطلعنا محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب وعضو اللجنة العليا لمعرض الكتاب على مشارف الدورة الجديدة على أنباء سارة وتفاصيل بارزة فى النسخة الرابعة والخمسين من المعرض التى تنطلق بعد ساعات. ما التيسيرات التى سعيتم إلى تقديمها الى الناشرين العرب فى معرض هذا العام؟ صفتى مسئولا عن اتحاد الناشرين العرب ومن ضمنهم الناشرون المصريون- الذين يمثلون ثلث الأعضاء فى اتحاد العرب. أقول أن هناك تيسيرات حقيقية قدمت إلى المشاركين فى معرض الكتاب هذا العام، وقد توصلنا إلى العديد من التسهيلات بالتعاون مع اللجنة العليا لمعرض الكتاب. وأشرف بأننى أحد أعضائها ومن أهم هذه التيسيرات المقدمة أسعار ايجار الأجنحة، فقد اتفقنا على ضرورة ألا تكون هناك مغالاة فى تقدير قيمة الإيجار، والحقيقة أن ذلك بدأ منذ العام الماضى، حيث اتفقنا مع الفنانة د.إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة السابقة على إعادة النظر فى الأسعار، وخفضها إلى 120 دولارا فى المتر بدلا من 180 دولارا. وذلك بالنسبة للمشاركين من أعضاء اتحاد الناشرين العرب، وهذا العام اتفقت مع الناقدة الفنية د. نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة على أن نراعى ظروف حركة النشر التى تواجه أزمات عديدة تحت تأثيرات جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية التى زادت من حدة المشاكل بالنسبة للناشر العربي، حيث حدث انخفاض فى المبيعات. ووفق استبيان نظمه الاتحاد عام 2020 كشف عن خفض المبيعات بنسبة 75%، كما تراجعت حركة إصدار العناوين الجديدة بنسبة تصل من 50 إلى 5 7 % وانتهز الفرصة لأطالب الحكومات العربية بدعم صناعة النشر، والتعامل معها كصناعة مهمة، تجب مساندتها. وقد نجحنا فى إقناع المسئولين عن المعرض بعدم زيادة أسعار إيجار الأجنحة، حيث كانت النية تتجه إلى زيادتها بنسبة 25%، وبعد لقاء مع وزيرة الثقافة، حصرنا الزيادة فى نطاق 2% فقط كما وافقت الوزيرة على السماح للناشرين اللبنانيين بتسديد قيمة الاشتراك بالجنيه المصرى نظرا لما تعانيه «لبنان» الشقيق من أزمة اقتصادية كبيرة. كما وافقت د.نيفين الكيلانى على السماح للناشرين العرب بتسديد الإيجار من حصيلة مبيعاتهم فى المعرض، وليس قبل افتتاحه كما هو متبع فى الدورات السابقة، تقديرا للظروف كنوع من التسهيل فى الدفع . ماذا عن الأحداث البارزة للاتحاد داخل المعرض؟ ستجرى استضافة مديرى معارض الكتب العربية فى اجتماع، يعقد بقاعة «بلازا-1» الخميس المقبل كما سيعقد مجلس إدارة اتحاد الناشرين العرب اجتماعه داخل المعرض، وضمن الفعاليات هناك برنامج كبير لمهنة النشر، كما سيعقد فى إطار المعرض مؤتمر حاشد حول حقوق الملكية الفكرية. وآخر حول حقوق الترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى وبالعكس، وهناك مبادرة يقدمها الاتحاد عبر جناحه فى صالة« 3» تتضمن تقديم تخفيضات ملحوظة ومشجعة على الإصدارات أكثر من المعتاد، وهناك قائمة بدور النشر التى وافقت على الاشتراك فى مبادرة الاتحاد بهذا الصدد. ماذا فعلتم لتلافى المشكلات والعقبات التى واجهت الناشرين فى الدورات الماضية؟ يحاول اجتماع مدير معارض الكتب فى العالم العربى تذليل العقبات التى يواجهها الناشرون العرب، ونشاطنا داخل الاتحاد يتوجه إلى إجراء اتصالات مباشرة بوزراء الثقافة العرب لحل المشكلات التى تعترض طريق صناعة النشر. وقد طلبنا فى اتحاد الناشرين العرب من بعض معارض الكتب العربية إعفاء المشاركين من الأعضاء من تسديد الرسوم والاشتراكات فاستجاب عدد من المعارض مثل: «الرياض» و«أبو ظبى» و«الشارقة» و«الدوحة»و«فلسطين» و«المغرب». باعتبارك ناشرا خبيرا فى هذا المجال ما توقعاتك لدورة المعرض هذا العام؟ لن أكون متشائما على خلاف بعض الموجات على مواقع التواصل الاجتماعى، فعلى الرغم من ارتفاع أسعار مستلزمات الطباعة إلا أن الناشرين سيقدمون خصومات مشجعة، وتخفيضات حقيقية جذبا لرواد المعرض من مختلف الأجيال ودعنا نتفاءل بعيدا عن تلك الاحصائيات المتشائمة التى ترسخ فكرة تراجع معدلات القراءة، وتدهور نسبة قراء الكتاب الورقى المطبوع. اقرأ أيضاً | وزيرة الثقافة تفتتح قصر ثقافة روض الفرج بعد التطوير |صور
