سجّلت سيدني، المدينة الأسترالية الأكبر تعدادًا سكانيًا، اليوم الخميس 6 أكتوبر، أكبر كمية من الأمطار السنوية منذ 70 عامًا، خلال سنة شهدت فيضانات مُدمرة على الساحل الشرقي للبلاد. حيثُ سجلت سيدني أعلى إجمالي سنوي لهطول الأمطار بلغ 2216 ملم، وذلك قبل 86 يومًا من نهاية العام. اقرأ أيضًا: بسبب رائحة غريبة.. طائرة استرالية تُجبر للعودة بعد الإقلاع وكان الرقم القياسي السابق، لمنسوب الأمطار السنوية عام 1950 حين بلغ 2194 ملم من الأمطار في مدينة سيدني. وهذا أعلى رقم تم تسجيله منذ أن بدأ جمع بيانات هطول الأمطار السنوية في مدينة سيدني عام 1858. وذلك مع توقع أن تجلب ظاهرة "لا نينا" المناخية أمطارًا تفوق المعدل، ومن المُرجح أن يكون المنسوب في نهاية السنة أعلى بكثير. وتستعد كامل ولاية "نيو ساوث ويلز" ومن ضمنها سيندي لأمطار غزيرة مجددًا في نهاية هذا الأسبوع. وصرحت وزيرة خدمات الأحوال الطارئة في الولاية ستيف كوك، اليوم أن هطول المزيد من الأمطار قد يترك تأثيرًا شديدًا. وأضافت الوزيرة، "نعلم أن تجمعات المياه لدينا مُشبعة وأن سدودنا ممتلئة وأنهارنا عالية المنسوب أساسًا، وبالتالي فان أي أمطار إضافية تهطل وبغض النظر عما إذا كانت خفيفة، ومن المرجح أن تؤدي إلى تفاقم ظروف الفيضانات". وتابعت أن "أي هطول أمطار إضافي يمكن أن يتسبب في فيضانات مفاجئة". وصدرت هذه الأرقام السنوية عن محطة أرصاد جوية في منطقة وسط الأعمال في سيدني. وأكد مكتب الأرصاد الجوية الأسترالي، على أن التحذيرات من الفيضانات كانت سارية في أقسام كبرى من شرق أستراليا بما يشمل أجزاء من كوينزلاند ونيو ساوث ويلز وشمال فيكتوريا. ويُذكر في مارس، أن كارثة الفيضانات تسببت على الساحل الشرقي الناجمة عن العواصف الشديدة التي خلفت خرابًا في أجزاء من كوينزلاند ونيو ساوث ويلز، بمقتل أكثر من 20 شخصًا. وتلقى عشرات الآلاف من سُكان سيدني أوامر إخلاء في يوليو حين غمرت الفيضانات مجددًا أحياء في ضواحي المدينة. وتُعاني أستراليا بشكل شديد من التغير المُناخي مع تزايد الجفاف وحرائق الغابات التي خلفت قتلى، وتبييض الشعب المُرجانية على الحاجز المرجاني العظيم والفيضانات. وتعرض الساحل الشرقي لأستراليا بشكل متكرر لهطول الأمطار الغزيرة في العامين الماضيين في ظل ظاهرة "لا نينيا". وتم الإعلان في الآونة الأخيرة عن حالة نادرة ثالثة من ظاهرة "لا نينا" ما أدى إلي المزيد من الأمطار وتحذيرات من فيضانات الصيف المُقبل. وتعني درجات الحرارة المرتفعة أن الغُلاف الجوي يحتفظ بمزيد من الرطوبة، ما يؤدي إلى هطول المزيد من الأمطار. وقدر مجلس التأمين الأسترالي في السابق، أن طلبات التعويض عن الكوارث التي قدمت في 2022 بلغت قيمتها أكثر من 5 مليارات دولار استرالي. واجتاحت حرائق غابات كارثية أجزاء شاسعة من نيو ساوث ويلز في "الصيف الأسود" لعامي 2019 و 2020، حيث اشتعل حوالي 5,5 مليون هكتار من الأراضي، أي حوالي 7% من مجمل أراضي الولاية.