يزور وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف القاهرة بعد غدًا الأحد، وذلك فى مستهل جولة عمل رسمية تضم عددا من الدول الافريقية وتستمر حتى الخميس المقبل. وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن وزير الخارجية لافروف سيقوم بزيارة عمل إلى مصر، وإثيوبيا، وأوغندا، وجمهورية الكونغو»، من أجل سبل تعزيز الشراكة بين روسيا والدول الأفريقية والاستعدادات للقمة الأفريقية الروسية المقبلة. وقالت زاخاروفا، إن وزير الخارجية الروسى، سيلتقى كبار المسئولين الحكوميين وأعضاء المجتمعات الدبلوماسية فى مختلف البلدان، بالإضافة إلى مسئولى مفوضية الاتحاد الأفريقى خلال إقامته فى أديس أبابا. وسيزور لافروف مقر جامعة الدول العربية فى القاهرة وسيلتقى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط وممثلى الدول الأعضاء ال22. وأعلنت جامعة الدول العربية أن لافروف سيلقى بعد غدا الأحد خطاباً أمام مجلس الجامعة الذى سينعقد على مستوى المندوبين. وتأتى زيارة لافروف عقب قمة ثلاثية استضافتها طهران وجمعت الرئيس الروسى بوتين والتركى أردوغان والإيرانى إبراهيم رئيسى. وكان وزير الخارجية الروسى قد أعلن قبل ايام، فى مقابلة مع وكالة «سبوتنيك» و«آر تى» عن زيارته المقررة لعدد من الدول الإفريقية، من بينها مصر، التى وصفها بأنها الشريك رقم واحد لروسيا فى القارة الإفريقية.. وقال: «مصر الشريك الاقتصادى رقم واحد لنا فى إفريقيا بشراكة تصل إلى 5 مليارات دولار». إقرأ أيضًا «أبو الغيط» يزور روسيا ضمن وفد عربي لبحث الأزمة مع أوكرانيا وقال وزير الخارجية الروسى: «لدينا زيارات سنوية متبادلة، مرة كل عام أو عامين، حيث يقوم وزراء الخارجية بزيارة البلدان الإفريقية». نحن نحاول القيام بذلك بطريقة تغطى أكبر عدد ممكن من الدول هذا العام ستكون هناك زيارات لمصر وإثيوبيا وأوغندا وجمهورية الكونغو».. وفى تصرحات لوسائل إعلام إفريقية، قبيل زيارته المقررة، قال لافروف، إن روسيا والشركاء الأفارقة يعملون على خفض مستمر لحصة الدولار واليورو فى التجارة المتبادلة بين الطرفين. وأضاف «بالطبع، يتطلب الوضع الجيوسياسى الحالى تعديلا معينا لآليات تفاعلنا، أولا وقبل كل شيء، نحن نتحدث عن ضرورة ضمان لوجستيات غير منقطعة وإنشاء أنظمة تسوية مالية محمية من التدخل الخارجى». وأوضح: أن «روسيا بالتعاون مع الشركاء تتخذ خطوات لتوسيع استخدام العملات الوطنية وأنظمة الدفع، ونعمل على تخفيض مستمر فى حصة الدولار واليورو فى التجارة المتبادلة»، لافتًا إلى أن «روسيا تؤيد إنشاء نظام مالى مستقل وفعال، وغير معرض للتأثير المحتمل من الدول غير الصديقة». وتابع: «تطوير شراكة شاملة مع الدول الإفريقية لايزال من بين الأولويات المهمة لسياسة روسيا الخارجية، ونحن منفتحون على مزيد من بنائها بما يتماشى مع القرارات الاستراتيجية التى اتخذت فى القمة الروسية الإفريقية الأولى فى نهاية أكتوبر 2019 فى سوتشى». وأكد الوزير أن روسيا منفتحة على بناء شراكة شاملة مع البلدان الإفريقية وستواصل الوفاء بالتزاماتها لتزويد هذه البلدان بالأغذية والأسمدة وناقلات الطاقة، منوهًا بأن العقوبات الغربية ضد روسيا أدت إلى تفاقم الوضع الصعب فى سوق الغذاء. وأعرب وزير الخارجية الروسى، عن تقدير بلاده للموقف المتوازن للأفارقة فيما يتعلق بما يحدث فى أوكرانيا وما حولها: «نحن نعلم أن الزملاء الأفارقة لا يوافقون على المحاولات العلنية للولايات المتحدة ولتوابعها الأوروبية لإملاء إرادتهم على الجميع، لفرض نموذج أحادى القطب للنظام العالمى على المجتمع الدولى. نحن نقدر الموقف المتوازن للأفارقة».. وشدد الوزير الروسى: على أنه «بالرغم من الضغط الخارجى غير المسبوق، لم ينضم أصدقاؤنا الأفارقة إلى العقوبات ضد روسيا. مثل هذا الخط المستقل يستحق الاحترام العميق». وكان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قد أكد، أن التعاون مع الدول الإفريقية استراتيجى وطويل الأجل، وأن تنمية العلاقات مع دول القارة ومنظماتها الإقليمية إحدى أولويات السياسة الخارجية الروسية. وتأتى زيارة لافروف إلى القاهرة بعد أكثر من أسبوع على الجولة الأولى للرئيس الأمريكى جو بايدن فى الشرق الأوسط، والتى زار خلالها إسرائيل والأراضى الفلسطينية المحتلة والمملكة العربية السعودية، حيث شارك فى قمة تجمع الدول الست الأعضاء فى مجلس التعاون الخليجى، إضافة إلى مصر والأردن والعراق. ورداً على سؤال عن زيارة لافروف المرتقبة إلى العاصمة المصرية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس للصحفيين «إن الولاياتالمتحدة تركز على الرسائل التى تنقلها موسكو لمحاوريها خلال هذه اللقاءات.وأضاف «نحن ندرك أن هناك دولا حول العالم لديها علاقات فردية مميزة مع روسيا. لكن هناك مبادئ أساسية من بينها فكرة أن القوة فى القرن الحادى والعشرين لا تصنع الحقّ». وقال موقع «أفريقيا انتليجينس» ان لافروف سيتوجه إلى جمهورية الكونغو، وسيلتقى رئيس الكونغو، دينيس ساسو نجيسو، بعد غدًا الاحد والاثنين، 24 و25 فى منطقة كوفيت، فى إطار تقييم فرص إحياء الحوار بين الطرفين، وتعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين المستمرة منذ ما يقرب من ستة عقود بين العاصمة الروسية موسكو وعاصمة جمهورية الكونغو، بعد توتر العلاقات الثنائية بين البلدين منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا، وفقا لوسائل إعلام جمهورية الكونغو.
