ان قضية بناء الوعى الوطنى والقومى لدى الإنسان المصرى تمثل أهمية بالغة ومحورًا أساسيًا فى منظومة بناء الإنسان كأحد ركائز «الجمهورية الجديدة» التى دشن لها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولعل ذلك يرجع لكونها قضية الأمن القومى ذات الأولوية فى رؤية الدولة للتنمية المستدامة بالفعل، والتى أكدتها التجربة العملية خلال السنوات العشر الماضية من أحداث شهدتها مصر لعب الوعى المجتمعى دورًا كبيراً فى صياغتها سلبيًا وايجابيًا مما أكد بالفعل أهمية قضية بناء الوعى الوطنى لمواجهة حروب الجيل الرابع و الشائعات والفكر المتطرف وإثارة البلبلة. وقد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى أكثر من مناسبة أن عملية بناء الوعى لدى الإنسان المصرى معركة تقع مسئولياتها على الجميع، دولة ومؤسسات وأفرادا بهدف «بناء شخصية قوية قادرة على مواجهة التحديات». وإذا كانت» الجمهورية الجديدة» تبنى استراتيجيتها وفلسفتها على بناء البشر والحجر فى آن واحد، فإن من أولويات بناء البشر هى ترقية الوعى الوطنى والفهم المجتمعى بصورة تتناسب مع العصر والتحديات الدولية والإقليمية التى تشهدها بلدنا، والامكانيات المتاحة ونشر الحقائق بكل شفافية . ومن المؤكد أن تحديد الأهداف المؤسسية لإعادة بناء الشخصية الوطنية وتنمية الوعى القومى فى ظل التحديات المتعددة بوطننا ليعتبر من الأهمية القصوى لتحقيق الأمن القومى ليس فقط من خلال تحقيق الرضا المجتمعى ولكن من خلال اعادة صياغة الخريطة الذهنية وبناء وعى وطنى مبنى على أسس راسخة من مشاعر الانتماء القومى والرؤية الموضوعية المبنية على الحقائق والمعرفة الدقيقة للتحديات التى تواجه الوطن والامكانيات المتاحة بالفعل والانجازات الايجابية ورؤية الدولة وخطتها الاستراتيجية للتنمية المستدامة .. وبناء على ذلك يجب ان تتبنى الأهداف الاستراتيجية لإعادة بناء الوعى القومى والوطنى مفاهيم الشفافية والمشاركة وقبول الآخر ودعم الشباب والمرأة وذوى الهمم والاحتواء الايجابى والاتاحة للجميع كأسس للبناء والتميز بهدف اعادة بناء الشخصية المصرية الواعية بتحديات الوطن وإمكانياته وخططه الاستراتيجية . خلال الأسبوع الماضى شرفت بالمشاركة فى أولى جلسات الاستطلاع والمواجهة بعنوان « الوعى هو ملاذ الأمان ورسم مستقبل الأوطان»، والتى عقدتها لجنة التضامن بمجلس النواب برئاسة الدكتور عبدالهادى القصبي بحضور وزراء التضامن الاجتماعى والشباب والرياضة والزراعة واستصلاح الأراضى حيث تقدمت خلال الجلسة بورقة عمل بعنوان «مطارحات حول قضية بناء الوعى الوطنى للشخصية المصرية» تهدف إلى طرح بعض المعطيات التى قد تساهم فى رسم استراتيجية مؤثرة لتحقيق الأهداف التنموية للدولة المصرية للحفاظ على الإنجازات والتغلب على الإشكاليات بقدر الامكان حيث تتضمن خطة استراتيجية للمساهمة فى تنمية الوعى القومى ومجابهة الشائعات وتشمل محاورها : أولاً:التوجيه باتباع سياسة المبادرة والمصارحة والشفافية للرأى العام فى القضايا المجتمعية. ثانياً: اهتمام المؤسسات المختلفة بدور الإعلام والصحافة والاتصال السياسى فى المبادرة بنشر الإنجازات والحقائق والإيجابيات التى تتحقق بالفعل وإعداد خطة تنفيذية لتسويق الإنجازات الكبري. ثالثاً : صياغة برامج لتنمية الوعى القومى والوطنى تعتمد على تحقيق الإتاحة للمشاركة الفعالة للجميع دون تمييز أو إقصاء وتنفيذ آليات الحوكمة الادارية. رابعاً : صياغة برامج لمجابهة حرب الشائعات ومناقشة السلبيات بصراحة ووضوح وشفافية وشرح آليات تزييف الوعي. خامساً : صياغة برامج بناء الوعى الوطنى والخريطة الذهنية للوعى الوطني. سادساً :تعزيز ودعم منظومة القيم والأخلاق السوية والقومية لدى الشباب والنشء وتعزيز ودعم الأمل لدى الشباب فى غدٍ أفضل. كما تضمنت ورقة العمل صياغة الخطط التنفيذية المناسبة لتحقيق الخطة الإستراتيجية فى تنمية الوعى القومى ومجابهة الشائعات.