فر الآلاف من سكان الساحل الشرقي لأستراليا، من بيوتهم، هرباً من فيضانات جارفة تسببت بها أمطار موسمية وصلت أكبر المدن الأسترالية، سيدني، وضواحيها. عرضت فضائية "يورنيوز" مشاهد ل فيضانات عنيفة تضرب استراليا، وتسبب نزوح الألاف من المواطنين. وأصدرت سلطات ولاية نيو ساوث ويلز، حيث تقع مدينة سيدني تحذيرات من أن الفيضانات لا تزال تشكل خطراً كبيراً على السكان . وذكر مكتب الأرصاد الجوية أن منطقة وندسور في غرب سيدني تشهد فيضانا عارما، وهو ثالث فيضان تشهده المنطقة هذا العام، مع ارتفاع مستويات المياه الحالية عما شوهد في الفيضان في وقت مبكر من هذا العام. وقالت خدمات الطوارئ تتأثر أستراليا بشكل خاص بتغير المناخ، لتعرضها بانتظام للجفاف وحرائق الغابات المدمرة، ناهيك عن الفيضانات المتكررة والشديدة على نحو متزايد، نقلًا لوكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس". وأكدت خدمات الطوارئ إنها قدمت مساعدة لأكثر من 80 شخصًا منذ الليلة السابقة، حيث حوصر الكثير من الناس في سياراتهم وهم يحاولون عبور الطرق التي غمرتها المياه أو تقطعت بهم السبل في منازلهم محاطة بارتفاع منسوب المياه. وحولت مياه النهر الموحلة ذات اللون البني، ، مساحة كبيرة من الأرض إلى بحيرة في ضاحية كامدن، جنوب غرب سيدني، كما أظهرت لقطات تلفزيونية طرقًا اختفت تحت الماء ومنازل متنقلة بفعل شدة الأمطار التي حركتها من مكانها، إضافة إلى ملاحظة منزل مقلوب من جانبه. هذا وتدفقت كميات كبيرة من المياه من سد "وأراجامبا"، الذي يمد غالبية المدينة بمياه الشرب، في حين يحاول رجال الإنقاذ مساعدة سفينة شحن طولها 150 مترا وعلى متنها 21 من أفراد الطاقم قبالة سواحل سيدني. وعانى الساحل الشرقي لأستراليا من فيضانات متكررة خلال الأشهر 18 الماضية، حيث دمرت الفيضانات التي سببتها العواصف الشديدة غرب سيدني وأودت بحياة 20 شخصًا، فيما يرى خبراء الأرصاد الجوية أن الأمطار الغزيرة في نيو ساوث ويلز قد تستمر لمدة 24 ساعة أخرى على الأقل. وقال عالم الغلاف الجوي، كيمبرلي ريد بجامعة موناش: "أظهر بحثنا في فيضانات سيدني في مارس 2021 أن أحداثًا مماثلة في سيدني من المرجح أن تحدث بنسبة 80% أكثر بحلول نهاية القرن 21". وصرح دومينيك بيروتيت، رئيس وزراء نيو ساوث ويلز، في مؤتمر صحفي إلى أنه يتعين على أستراليا الاستعداد لمزيد من الفيضانات المنتظمة. وبحسب العلماء، فإنه مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب، يحتوي الغلاف الجوي على المزيد من بخار الماء، ما يزيد من فرص هطول الأمطار الغزيرة، كما أن هذه الأمطار المرتبطة بعوامل أخرى مرتبطة بشكل خاص بتنمية الأراضي، تعزز الفيضانات. إقرأ أيضا أستراليا.. إخلاء ضواحي سيدني بسبب الأمطار الغزيرة والرياح القوية