علم النفس: ظاهرة خطيرة.. وعلى الأسرة تكثيف المتابعة والمراقبة عند استخدام التطبيق ظاهرة جديدة وجدت فى مواقع التواصل الاجتماعى مساحة للانتشار وخاصة بين المراهقين، حيث انتشر مؤخرا بتطبيقات الفيديو وأشهرها تيك توك وانستجرام، ما سمى بالتحديات، وهى أفعال غريبة وخطيرة تتم ممارستها على التطبيقات بهدف التنافس بين المستخدمين. وحذر العديد من الخبراء من انتشار التحديات الغريبة والخطيرة على مواقع التواصل الاجتماعى والتى وصفوها بأنها «كارثية» وذلك بسبب إمكانية تعرض منفذيها لأضرار صحية وجسمانية قد تصل إلى الوفاة. وشهد تحدى «البروتين الجاف» رواجا على موقع تيك توك حيث يقتضى التحدى تناول ملعقة جافة من مسحوق «البروتين» والذى يتناوله الرياضيون عادة مخلوطا مع المياه قبل التمارين الرياضية، وتأتى خطورة هذا التحدى من المضاعفات التى قد يتعرض لها المشاركون من المراهقين والذين قد تقل أعمارهم عن 18 عاما، وهى السن الواجب بلغوها لتناول هذا النوع من المكملات الغذائية، بخلاف خطورة التسبب فى الاختناق، والإلتهاب الرئوى، واضطرابات القلب وغيرها من الحالات التى تنتج عن التحدى. وقال باحثون من «مركز كوهين الطبى للأطفال» فى نيويورك إن ملعقة من البودرة قد تحتوى على كمية من الكافيين تعادل خمسة أكواب من القهوة بخلاف المواد الأخرى التى قد تسبب مشاكل صحية للمراهقين، كما يمكن أن يؤدى الاستهلاك المفرط إلى الوفاة. وقد حصد هذا التحدى ملايين من المشاهدات والمتابعات من قبل رواد موقع التواصل الاجتماعى تيك توك وهو ما أدى إلى تزايد محاولة المراهقين تنفيذ التحدى مباشرة أمام كاميرا الهاتف وبثها عبر التطبيق. وتوصلت تقارير جديدة إلى أن فيديوهات التحدى جمعت أكثر من 8,2 مليون إعجاب على المنصة التى تضم ملايين المستخدمين المراهقين، وتسمح بفتح الحسابات لمن هم دون 13 عاماً، وهو ما يمكن معه لهؤلاء القيام بمثل تلك التحديات، ما يعرض حياتهم للخطر الشديد. ولم يكن هذا التحدى الوحيد فقد تنوعت أشكال التحديات، ومنها «الأحكام» والتى تكون عبارة عن تبادل الأحكام خلال بث مباشر وعلى الآخر تنفيذ الحكم، أيا كان نوع الخطر الذى قد يصيبه، بخلاف تحدٍ آخر لكسر قطعة معدنية فى المساحة بين شاحن الهاتف وكبس الكهرباء وهو ما قد يتسبب فى تعرض مؤدى التحدى للصعق الكهربائى وهو ما حدث بالفعل لأحد المراهقين فى الولاياتالمتحدة، ووصف خبراء الإطفاء هذا التحدى بأنه «غبى وخطير للغاية»، وتم إلقاء اللوم على هذه الممارسة بالفعل، فى اندلاع عدد من الحرائق بالولاياتالمتحدة. من جانبه قال جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، إن الرغبة فى جنى مزيد من المتابعين وضغطات الإعجاب هى التى تدفع المراهقين إلى تنفيذ هذه التحديات وإن كانت قد تشكل خطرا على حياتهم، مؤكدا أن المراهقين فى هذه السن عادة ما يسعون إلى إثبات أنفسهم أمام الآخرين دون النظر إلى العواقب، وهو ما يدفعهم لابتكار تلك التحديات والتبارى فيما بينهم لتنفيذها. وأوضح أن هناك ضرورة ملحة على الأسرة لمتابعة ومراقبة الأطفال والمراهقين عند استخدام تلك التطبيقات ومتابعتها ومتابعة نشاطهم عليها والتدخل بالنصح والإرشاد فى حال اتجه الطفل أو المراهق خلف هذه التحديات المميتة.
