قبل واحد وعشرين عامًا، عبر الجبال والبحار من مصر إلى الصين جاء طالبًا لدرجة الدكتوراه في جامعة جنوبالصين الزراعية (خوا نونغ) بترشيح من الدكتور رن شونشيانغ الأستاذ في علم الحشرات، ثلاث سنوات من العمل الشاق تطلع إلى الأمام لإستكشاف مجال المكافحة البيولوجية للآفات الزراعية بعد الدراسة والعودة إلى مصر واصل تعزيز التعاون بين مصر والصين لتطوير العلوم والتكنولوجيا الزراعية في مصر والمساهمة في التبادل الثقافي بين مصر والصين. اقرا ايضا|رئيس جامعة قناة السويس يناقش فاعلية الجودة بجميع الكليات أنه الأستاذ الدكتور ناصر سعيد عبد الخالق مندور متخصص في مجال مكافحة الحشرات والآفات الزراعية تولى منصب رئيس جامعة قناة السويس بقرار وزارة التعليم العالي المصرية في ديسمبر 2021 ، وهو أول رئيس جامعة مصرية حاصل على دكتوراه في الصين من جامعة جنوبالصين للزراعة. بتلك المقدمة المتميزة التى تعرض السيرة الذاتية لرئيس جامعة قناة السويس الدكتور ناصر مندور بدأ محررى المركز الإعلامى لجامعة جنوبالصين حوارهم مع رئيس الجامعة.. في الآونة الأخيرة حظي صدور قرار رئيس الجمهورية بتعيين سيادتكم رئيسًا لجامعة قناة السويس في ديسمبر 2021 بإهتمام واسع من وسائل الإعلام الصينية والمصرية لكونك العالم المصري الوحيد الذي درس في الصين وحصل على درجة الدكتوراه منها وتولى هذا للمنصب الرفيع فهذا التكريم أفضل دليل على أزهار ونشر الثقافة الصينية في مصر، وتعميق وتطور التبادلات الشعبية والثقافية بين مصر والصين وفخر جامعة جنوبالصين للزراعة بتقلد أحد علمائها هذا المنصب . حدثنا عن جامعة قناة السويس مندور : جامعتنا تبعد 110 كيلومترات عن العاصمة القاهرة وكيلومتر واحد فقط عن قناة السويس، هي مزيج بين القديم والحديث، وهي في رأيي لؤلؤة جامعات الشرق الأوسط منذ إنشائها في عام 1976 ، ركزت على التوجه لخدمة مجتمع إقليم القناة وسيناء كإحدى ثمار حرب أكتوبر المجيدة، تمنح الجامعة درجات البكالريوس، والماجستير، والدكتوراه. تضم الجامعة أكثر من 17 كلية و3 معاهد بما في ذلك كلية الآداب، والتجارة، والطب، والحاسبات والمعلومات، والزراعة، والألسن، وغيرها من الكليات، وتضم أكثر من 50 ألف طالب، وما يقرب من 3 آلاف أستاذ، وتقيم علاقات تعاون دولية مع جامعات مختلفة من 33 دولة حول العالم من بينها الصين، وانجلترا، وأمريكا. في عام 2004 ، ُعدت إلى مصر بعد حصولك على درجة الدكتوراه، وتوليت منصب وكيل كلية الزراعة، ثم عميد لها، وكنت العميد المؤسس للكلية المصرية الصينية للتكنولوجيا التطبيقية وشغلت منصب عميدًا لها. هل ترى جامعة قناة السويس وجامعة جنوبالصين الزراعية أساسًا جيدًا للتعاون المتبادل، والمباشر ؟ مندور : بالفعل يعد ذلك فرصة كبيرة لتعميق التعاون بين الجامعتين في مجالات العلوم الزراعية والتعليم فقد تم عمل إجتماع مشترك بين الجامعتين عبر الفيديوكونفرنس لتوقيع مذكرة تفاهم بين الجانبين، لتنفيذ التعاون في مجال تربية المحاصيل ووقاية النبات والزراعة الذكية . أمضيت سيادتكم ثلاث سنوات سعيدة في جامعة جنوبالصين الزراعية " أطلبوا العلم ولو في الصين" هذا المثل العربي القديم هو تصوير حقيقي لتجربة الدكتور ناصر الدراسية في الصين نود أن نتحدث تلك الفترة مندور : بعد دراسة اللغة الصينية في جامعة بكين للغة والثقافة لمدة عام، انتقلت وعائلتي إلى قوانغتشو في عام 2001 للدراسة للحصول على الدكتوراه في جامعة جنوبالصين الزراعية، وتخرجت في عام 2004 قضيت أسعد ثلاث سنوات في حياتي في جامعة جنوبالصين الزراعية ودراستى لمكافحة الحشرات والآفات الزراعية في تلك الجامعة هو موضوع رئيسي وهام بتوجيه من البروفيسور رن شونشيانغ، عالم الحشرات المشهور وخبير المكافحة البيولوجية، اتخذت الحشرة الغازية والسامة عثة التبغ كهدف لى لإجراء أبحاث المكافحة البيولوجية، وقمت بتحليل ندى العسل، والجليكوجين الرئيسي الذي تفرزه الحشرة. زميل سيادتكم في مرحلة الدكتوراه هو تشيو باولي وهو الآن مشرف على رسائل دكتوراه وأستاذ من المستوى الثاني في كلية وقاية النبات، قال عنكم "إنه جاد، ومجتهد في الفكر، والعمل، ويحل المشكلات بجدارة" ما تعليقكم مندور : أُصبت ذات مرة بظهرى بسبب ضغط العمل على التجارب العلمية، وطلب الطبيب أن أستريح لمدة ثلاثة أسابيع، لكن قلقًا من تأخير تقديم التجربة، لذلك بعد خمسة أيام فقط من الراحة، تحمّل آلام الظهر وعُدت إلى المختبر لمواصلة بحثه فالمثابرة والجدية أساس البحث العلمي تمكنت من إكمال دراسات الدكتوراه بنجاح بدرجات امتياز. حصل على 92 نقطة في الإمتحان الشامل لمقررات الدكتوراه، ونشرت عدة أوراق بحثية أكاديمية مهمة. قال المشرف على رسالتك في تعليقه عنك : "لقد أظهر قدرة بحثية علمية قوية ووعيًا مبتكرًا، وأكملت جميع الأعمال البحثية كما هو مخطط لها، وللرسالة قيمة تطبيقية مبتكرة وعملية" و تعد حشرة عثة التبغ واحدة من أكثر الآفات مقاومة في العالم والرسالة البحثية الخاصة بالدكتور. ناصر مبتكرة، وتطلعية للغاية." قال تشيو باو لي أنه حتى الآن، فإن البحث والتطوير لتقنيات الوقاية والسيطرة الخضراء للغزو الذي تنقله ناقلات الأمراض لا تزال الحشرات والمنتجات محور أبحاث علم الحشرات الدولية وهذا يتماشى مع اتجاه التنمية للزراعة الخضراء في الصين. مندور: بعد التخرج، استمر تواصلي مع تشيو باو لي. "نخطط لمزيد من التعاون الدولي بشأن المكافحة البيولوجية لآفات الذبابة البيضاء والبق الدقيقي في الصين ومصر بما في ذلك التطبيق المشترك لمشاريع التعاون الدولي الثنائية، والبحوث المشتركة حول مشاكل البحث العلمي، والزيارات المتبادلة للوفود العلمية." وفي سبتمبر 2018 تمت دعواتي للعودة إلى جامعة جنوبالصين الزراعية لإجراء التبادلات الأكاديمية. وقدمت تقريرًا أكاديميًا خاصًا حول " دراسة المكافحة البيولوجية والبيئية لنبات المانجوستين المصري " لمعلمي وطلاب علم الحشرات، وزار المركز الهندسي ل وزارة التعليم للرقابة البيولوجية، والمختبر الرئيسي لمقاطعة جوانغ دونغ لإنتاج، واستخدام المبيدات الحيوية، وغيرها من الأماكن، وسعدت كثيراً بتطور جامعة جنوبالصين الزراعية. "جسر تواصل من مصر إلى الصين " على الرغم من أن لغتي الصينية لم تعد كما كانت جيدة جدًا، لكنني أشعر أنني" جسر تواصل من مصر إلى الصين". نود ان نتعرف عن مدى تفاعلك مع الثقافة الصينية مندور : مجيباً باللغة الصينية لا أزال أتذكر الدراسة والحياة في جامعة جنوبالصين بتفاصيلها ، على الرغم من ان اجادة اللغة الصينية يحتاج لوقت إلا أنها لم تمنعني من الاندماج في الثقافة الصينية فالصين هي بلدي الثاني. وأضاف أُحب الذهاب إلى الأسواق المحلية، وتناول الطعام الصيني ، والمشاركة في تجمعات الأصدقاء الصينيين ولدي علاقة وثيقة جدًا مع أساتذتي وأصدقائي الصينيين، وقد تعلمت الكثير من الفضائل والقيم المثالية منهم. خلال دراستك ، وُجدت مزيدًا من الروابط بين الصين ومصر في التبادلات الثقافية وقال عنك تشيو باولي إن الدكتور ناصر كان يفهم تاريخ الصين بشكل جيد، وأحب الثقافة الصينية ولم يقتصر على الرموز الثقافية مثل الباندا العملاقة، وسور الصين العظيم، والكونغ فو الصيني، ولكنه فكر أيضًا في القضايا الثقافية العميقة مثل مقارنة الكتابة التصويرية الصينية المتمثلة في الرموز مع اللغة الهيروغليفية المصرية القديمة كأول دولة عربية وأفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، يصادف هذا العام الذكرى ال66 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر. وفي السنوات الأخيرة، حيث أصبحت العلاقة بين مصر والصين وثيقة بشكل عميق ولعبت التبادلات الشعبية والثقافية دورًا شديد الأهمية في البناء المشترك ل "الحزام والطريق" بين الصين ومصر جامعة قناة السويس، لها النصيب الأكبر بين الجامعات المصرية فى التعاون مع الجانب الصينى لدينا العديد من التبادلات مع الصين، حيث معهد كونفوشيوس، ومعهد بحوث الثروة السمكية، والكلية المصرية الصينية والتى تفتح مجالات تعاون مشتركة في الثقافة والزراعة والعلوم والتعليم لدي تجربة ممتازة مع الثقافة الصينية. وسنحافظ على انفتاحنا على الصين، وسنواصل تعزيز تعاوننا وتبادلاتنا مع الشركاء الصينيين، وخاصة جامعة جنوبالصين الزراعية". وفى نهاية أرسل "مندور " التحية والشكر لإساتذته وزملائه بجامعة جنوبالصين للزراعة معرباً عن سعادته البالغة لتقديرهم له مؤكداُ أن هذا الاعتزاز والتقدير متبادل بيننا .