منذ أن بدأت العملية الروسية فى اوكرانيا واصبح شغل الاعلام الغربى الشاغل هو ان يصور وحشية الاعتداءات الروسية فى اوكرانيا وصمود الأوكرانيين، ووصف غزو اوكرانيا كأسوأ موجة عنف فى أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية الا أن الاعلام الغربى نسى او تناسى ان مايحدث فى اوكرانيا -ان صدق فيمايردده-لايقترب من قريب اوبعيد مما حدث من مذابح مروعة ارتكبها الصرب فى البوسنة منذ30عاما قتلوا خلالها حوالى 100 الف من مسلمى البوسنة وتم اغتصاب 60 الف امرأة وطفلة وشرد بسببها مليون ونصف شخص.. كانت جمهورية البوسنة والهرسك أعلنت استقلالها عام 1992 عقب إجراء استفتاء،و قبل أن تحظى باعتراف العالم . نفذت قوات تابعة لصرب البوسنة - مدعومة من الحكومة الصربية - هجوما على الدولة الوليدة وقاموا بأسوأ مذبحة فى تاريخ أوروبا وصفتها كريستيان امانيور مراسلة السى ان ان بانها كانت حروبا من القرون الوسطى شملت قتل وحصار وتجويع للمسلمين بعد ان رفضت اوربا التدخل واعتبرتها حربا اهلية رغم ان هذه الابادة استمرت اكثر من ثلاث سنوات هدم خلاله الصرب حوالى 800 مسجد تاريخى واحرقوا مكتبة سراييفو التاريخية ودمروا القرى كل مافعلته الاممالمتحدة انها ووضعت قوات حفظ سلام على مداخل المدن السنية المسلمة التى كانت تحت الحصار الصربى مثل غوارجدة وسربر نيتسا وزيبا.. الجريمة الكبرى للصرب كانت حصار سربرنتسا الذى استمر عامين وجاءت الطامة الكبرى فى يوليو 1995عندما تآمرت الكتيبة الهولندية التابعة للامم المتحدة مع الصرب و ضغطوا على المسلمين لتسليم اسلحتهم مقابل الامان ورضخ السكان نتيجة الانهاك والحصار والجوع بعدها انقض الصرب عليهم ففصلوا الصبية الرجال عن الاناث وقتلوهم جميعا بعد ان مثلوا بهم (12000 شخص)اما النساء فقد تم اغتصابهن وقتل بعضهن حرقا وهو ماجعل كوفى عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة يقول إن «مأساة سربرنيتسا ستظل إلى الأبد وصمة فى تاريخ الأممالمتحدة».. وبينما يحتشد معظم الغرب الان حول أوكرانيا ويقوم بارسال كافة انواع المعونة و الاسلحة للمقاومة الأوكرانية، الاانه قابل موجة العنف ضد مسلمى البوسنة باللامبالاة.. كل مراسل فى حرب البوسنة وقت هذه الابادة كان يعلم أن 48 ساعة فقط من الضربات الجوية القوية من الناتو ستكون كفيلة بإنهاء المذبحة وانقاذ الالاف من التعذيب والقتل ومع ذلك لم يتدخل احد.. لماذا لم تكن البوسنة مهمة من قبل أو الآن مثل أوكرانيا؟ سؤال سيجيب عليه التاريخ !!!